الشيخ حميد الأحمر لعكاظ: لا يمكن أبدا أن يكون الحزب الحاكم هو الحزب الوحيد في الساحة إلا في الوضع الديكتاتوري

الإثنين 26 يونيو-حزيران 2006 الساعة 04 مساءً / مأرب برس / عكاظ
عدد القراءات 2478

رجل يجمع بين المتناقضات فهو من أسرة حكم، لكنة يهوى المعارضة، ثري إلا أنه يتحدث باسم الفقراء، تردد مؤخرا اسمه كأحد أبرز الأسماء المرشحين عن أحزاب تكتل المعارضة (اللقاء المشترك) للانتخابات الرئاسية، يوصف بأنه حريري اليمن ورجل المعارضة القوي.

الشيخ حميد عبد الله بن حسين الأحمر الابن الثالث للشيخ الأحمر رئيس مجلس النواب وزعيم قبيلة حاشد ورئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح اكبر أحزاب المعارضة اليمنية.. حاصل على بكالوريوس في الاقتصاد، ورجل أعمال يمتلك ويدير مجموعة من الشركات في الوقت الذي يحتل فيه مقعدا في مجلس النواب منذ عام 93م عن حزب الإصلاح الإسلامي وعضو في لجنة التنمية والنفط في البرلمان.

لفت أنظار الرأي العام اليمني من خلال آرائه السياسية والاقتصادية الجريئة التي يرى أنها الطريق الأمثل للتغيير في اليمن بمختلف الجوانب على الأخص منها ما يتعلق بالانتخابات الرئاسية والعلاقات اليمنية الخليجية عموما والسعودية خصوصا.. حول تلك الأفكار والرؤى تحدثت (عكاظ) -كأول صحيفة سعودية- إلى الشيخ حميد الأحمر فكان هذا الحوار..

* لوالدكم الشيخ عبدا لله بن حسين الأحمر علاقات مميزة ومعروفه مع المملكة حتى الآن.. ما هو موقعكم كأبناء من هذه العلاقة؟

- يشرفني أولا أن استهل الحديث لصحيفة عكاظ بالاعتزاز وبالتنويه بهذه العلاقة المهمة والقوية، فوالدي تربطه علاقة متينة بقيادة المملكة ابتدءا من علاقته الشخصية الوثيقة مع جلالة الملك فهد رحمه الله والتي امتدت لتشمل إخوانه جلالة الملك عبد الله وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان وغيرهم من أفراد الأسرة الكريمة والذي نعتبرهم جميعا بالنسبة لنا في مقام الوالد.. واعتزازنا بهذه العلاقة يأتي من كونها لم تستخدم إلا لمصلحة الشعبين اليمني والسعودي..، فهذه العلاقة استخدمت لوساطة الخير ، ولقضاء حوائج الخير لليمنيين هنا وهناك ومنع الفتنة ، والجميع يعرف أن والدي الشيخ عبد الله ساهم في منع الأزمة التي كادت أن تصل إلى مستوى غير محمود قبل التوصل لاتفاقية الحدود بين المملكة واليمن، عام 1995 ، والجميع يعرف العلاقة التي تربط الوالد بالمملكة التي سخرت لمصلحة البلدين والشعبين متوجة باتفاقية الحدود والتي ستضاف أيضا إلى الرصيد الجيد الذي تمتلكه قيادة المملكة ومعها الكثير من قيادات اليمن -والحمد لله - كان على رأسها والدي الشيخ عبد الله ويمكن أن يكون أحد انعكاسات هذه العلاقة الطيبة هو اختيار الوالد دائما أن تكون المملكة هي المكان الذي يتلقى فيه العلاج خاصة في الفترة الأخيرة ، أولا لقناعتنا جميعا أن المملكة قطعت شوطا كبيرا في التقدم الطبي وحداثة مستشفياتها، بالإضافة إلى الرعاية التي يحظى بها الوالد من المملكة سواء من قبل الأطباء السعوديين وكذلك اليمنيين الموجودين في بعض تلك المستشفيات وكذلك الرعاية الكريمة من الأسرة المالكة خصوصا.. هذه هي العلاقة ، ونحن كأبناء للشيخ عبد الله نعتز بها وإذا ما أتيحت لنا الفرصة فنحن على استعداد لتمتينها ولاستمرارها لما فيه خدمة للشعبين.

* كون وجود هذه العلاقة الشخصية ألا تعتقدون أنها أثرت على كثير من القضايا السياسية بين البلدين؟

- كان الشيخ عبدا لله واحدا من أعمدة الثورة اليمنية وكان للمملكة نظرة في البداية تجاه النظام الجمهوري وانعكست أيضا علاقة السعودية بمصر في تلك الفترة على اليمن. الشيخ عبد الله كان حينها على راس المعسكر الجمهوري وكان ليد التصالح التي مدها إلى المملكة الدور الأساسي في إنهاء الصراع السياسي ومن هنا بدأت العلاقة القوية مع قادة المملكة، وبرغم عمق هذه العلاقة إلا أن هناك مواقف كان يتم فيها الاختلاف في وجهات النظر حيث كان ينحاز الشيخ عبد الله لما كان يعتقد أنه يمليه عليه الواجب .. مثال ذلك الموقف في حرب صيف 94 حيث كان موقف الشيخ عبد الله واضحا منها وهذا مع استمرار العلاقة الشخصية التي لا تعد علاقة إملاء وإنما علاقة أخوة ومصالح متبادلة وعلاقة أخوية في الله أولا.

* الم تتأثر هذه العلاقة بتباين وجهات النظر في بعض الأحيان بين البلدين ؟

- لصفاء سرائر الطرفين لم تتأثر هذه العلاقة .. فهم يترفعون أن يكون الشأن السياسي هو المؤثر والمحك لقيام هذه العلاقة وهم أبناء منطقة واحده مرتبطة بعلاقات قيادات لبلدين متجاورين.. هذا الرقي في نفسيات الطرفين هو الذي حافظ عليها برغم اختلاف وجهات النظر أحيانا وهي قليلة ولله الحمد.

* ما الدور الذي لعبه الشيخ عبد الله بالتحديد في قضية الحدود؟

 

- المتابع للشأن السياسي السعودي اليمني يعلم أن الشيخ عبد الله أمضى في تلك الفترة وقتا طويلا للتفاوض مع قيادات المملكة بهذا الشأن ،وحتى عندما كان يصل التفاوض إلى مرحلة مسدودة وكانت تحصل مناوشات في الحدود ويتلقى الوالد طلبا من اليمن بالعودة وأن لا يبقى في المملكة إلا انه يصر على البقاء في المملكة من اجل تحكيم العقل وتغليب مصلحة البلدين على أي شيء آخر ، واستخدم علاقته الشخصية مع قيادة المملكة وكذلك مع فخامة الرئيس علي عبد الله صالح وهذا الدور الذي كان يعتقد أنه مهيأ له, وبحمد الله استطاع أن يزيل فتيل تلك الأزمة وهذا فضل الله عليه في الآونة الأخيرة حينما تكررت زيارة الشيخ عبد الله للمملكة نشرت باحثة أسترالية تقريرا صحفيا حول الزيارة الأخيرة للشيخ نسبت فيه قولا لوالدكم بأنه سيترك اليمن لعلي عبد الله صالح وأولاده، كيف كان ردكم ؟

- لقد تم تكذيب تلك المقولة التي ذكرتها الباحثة في تقريرها والوالد كان فعلا في المملكة للعلاج, والمغتربين الذين يعيشون في الرياض ولهم زيارات متكررة لمستشفى الملك التخصصي يعرفون أنه كان يتردد على ذلك المستشفى طيلة فترة بقاءه في الرياض.

* وماذا عن الأنباء التي ذكرت أن وفد من الحزب الحاكم ذهب إلى المملكة لإقناع الشيخ بالعودة وإنهاء اعتكافه ؟

- لقد كذب حزب المؤتمر إرساله أي وفد إلى الشيخ عبد الله عندما كان في المملكة ، أما الاعتكاف - ومع نظرتنا أن جدة أو الرياض مثلها مثل صنعاء وعدن محببة إلى القلب- فالشيخ عبد الله لم يعتد الاعتكاف لأمر سياسي ، ويستطيع التعبير عن موقفه من أي قضيه وهو في صنعاء ، وإذا كان موقفه السياسي يتطلب منه دور فإنه سيمارسه من اليمن ،، والكل يعرف أنه حينما حدث الخلاف الشهير بينه وبين الرئيس الراحل إبراهيم الحمدي قرر أن يغادر صنعاء إلى خمر حاضرة قبائل حاشد وهذا هو الأمر الذي يمكن أن يتخذ في الخلافات السياسية من دون الاستغناء عن معاونة الأشقاء في السعودية إذا تطلب ذلك، لكن في هذه الفترة لم يتواجد الشيخ عبد الله في المملكة إلا للعلاج.

* كيف تنظرون إلى مستقبل علاقة اليمن بالمملكة؟

- علاقة اليمن بالمملكة علاقة مصيرية وتاريخية ولا يمكن بأي حال من الأحوال التقليل من شأنها فنحن أبناء منطقة واحدة ومصيرنا واحد ، وأعتقد أن تأثرنا بعضنا ببعض هو التأثر الأكبر..نحن أكثر الشعوب تقاربا في العادات والتقاليد ، وأكثرها تقاربا في الأصول - وإن كان العرب كلهم منبعهم من اليمن, فالقبائل التي تعيش في الحدود لهم علاقات قرابة كبيرة بقبائل من المملكة ,هذا الأمر طبيعي ، كما أنه مع التطور الحاصل في الـ50 سنة الأخيرة في المملكة احتضنت السعودية أعدادا كبيرة من أبناء اليمن الذين وجدوا في هذا التطور والازدهار فرصة للعيش والعمل فاستوعبت المملكة ملايين من اليمنيين ، وكانوا مصدر جيد للدخل في تلك الفترة واستوطن مئات الآلاف في المملكة وأصبحوا مواطنين فيها،و في العقود الأخيرة أضيفت ثروة مشتركة وهم أصحاب رؤوس أموال في المملكة من التجار السعوديين من اصل يمني ولم يضيق عليهم , واتيح لهم أن يكونوا جزءا مهما في الاقتصاد السعودي ،وها قد بدء خيرهم يظهر في اليمن من خلال المشاريع التي شيدوها , واليمن كانت مددا لكل المواقف الإسلامية للسعودية وستظل اليمن مددا للمملكة ولكل المسلمين .

كما أن العلاقة من الجوانب السياسية والاقتصادية قابلة للتطور إذا ما بنيت على واقعية وتلمس احتياجات المراحل وبناء الاستراتيجيات التي تفيد المنطقة بصدق ، ونحن لا نشكك بصدق إخواننا في المملكة ولكن إنشاء الله يتهيأ هذا في الجانب اليمني هذا في الجانب السياسي ، أما في الجانب الاقتصادي فيمكن أن تخطو العلاقات خطوات كبيرة لأنني أؤمن بأن العلاقة الاقتصادية يمكن أن تمثل علاقة تكاملية ناجحة جدا.. فالمملكة تمتلك رؤوس الأموال الكبيرة وبنية صناعية جيدة يمكن أن تمثل اليمن سوقا لمنتجاتها وفي نفس الوقت بيئة استثمارية مناسبة لاستثمار الفوائض من رؤوس الأموال ، وتمتلك اليمن مالا تمتلكه المملكة في الجانب الطبيعي مثلا في الجانب الزراعي كأن يكون هناك اتفاق بتسهيل وصول المنتج السعودي لليمن وهي ألان مفتوحة ,واتخاذ نفس الأمر بفتح الأسواق السعودية أمام المنتج الزراعي اليمني ، وهذا الأمر أيضا يحتاج إلى جهد طيب من الحكومة اليمنية ، لأنه من حق المملكة أيضا أن تطمئن لسلامة الإجراءات فيما يتعلق بالمنتجات الزراعية حتى يصل المنتج المقبول من جميع الجوانب..

وأيضا البعد السياحي فهناك جهود طيبه في المملكة لإيجاد سياحة لكن البعد السياحي العالمي لليمن بما تمتلكه من موروث تاريخي عظيم ومهم جدا كتراث عالمي ولوجود الاختلاف الجيد بين مناطق اليمن والمملكة فيمكن أن يشترك الإخوة في اليمن والمملكة للتنمية السياحيه وكذلك بقية الأشقاء في الخليج.. ويمكن أن تكون اليمن وجهة سياحية طيبة للإخوة في السعودية وأسرهم من الذين يرغبون في الاستجمام بالمياه والينابيع الطبيعية وكذلك المناظر الطبيعية وعموما فأعتقد ونحن نشهد الانخفاضات المتتالية في سوق الاسهم السعودية فإن أي مخاطرة استثمارية في اليمن لن تصل إلى ما وصل إليه سوق الأسهم في المرحلة الأخيرة، بالإضافة إلى أنها ستخلق سوقاً جديدا ًللمنتجات السعودية في اليمن , وهنا اشير إلى أهمية دور التجار الحضارم وهم تجار ذوي براعة واقتدار , ويتمتعون بأخلاق عالية من التواضع والأمانة والهمم العالية , وهم ثروة كبيرة للبلدين إلى جانب إخوانهم غير الحضارم وهم كثير أمثال الوالد قاسم العيسائي ومحمود سعيد وإخوانة ومحمد عيسى الجابر, أن يكونوا جسر العبور الكبير الذي يؤدي إلى تمتين العلاقات الاقتصادية ويهئ لتحقيق التقارب الكبير الغير منقطع بين قيادة البلدين لمصلحة الشعبين الشقيقين , ولعل العمليات الأخيرة التي استهدفت أمن البلدين مؤخراً.. أبت إلا أن تظهر من جديد أننا شعب واحد ومصير واحد .

* ما دوركم كرجال أعمال وقطاع خاص في تعزيز هذه العلاقة ؟

- دور السياسيين في الاستثمار والتجارة هو دور توجيهي وإرشادي خاصة في البلد الذي يدفع مستثمريه للاستثمار في بلد آخر.. وأنا لا أشك أن قيادة المملكة راغبة وصادقة في دفع المستثمر السعودي للوصول إلى اليمن والدور المتبقي على المستثمر وعلى البلد المستقبل ان يهيء للبيئة الاستثمارية .. وهنا أؤكد مجددا على دور التجار السعوديين اليمنيين من حضارم وغيرهم في المملكة في تكوين الجسر وتطوير العلاقات الاقتصادية .. لأنهم أكثر دراية بالمناخ اليمني وقادرين على التمهيد واستكشاف أهم الفرص وأفضلها.. وهناك جهد جيد لدي الجهات المعنية في اليمن لتوضيح الفرص الاستثمارية وهناك مصادر معلوماتية كثيرة ، وإنشاء الله تتوفر الإدارة الجيدة التي تزيل بعض العوائق المتسببة في إحجام بعض المستثمرين ، بيد أن تدفق المستثمرين هو الذي يكسر هذه العوائق.

* هل هناك من شراكة تجارية أو استثمارية بينكم وبعض الجهات السعودية .؟

- أعمالي التجارية متعددة منها الاتصالات والقطاع البنكي والتجارة العامة والمناقصات الدولية والسياحة والسفر والمعارض والطباعة والنفط والغاز والاستثمار العقاري وغيرها والشراكة الوحيدة التي تربطني بعدد من الأخوة السعوديين تكمن في شراكتي في مصنع أسمنت باتيس وهو مشروع قيد الإنشاء في منطقة أبين بالشراكة مع سمو الأمير سلطان بن محمد بن سعود الكبير صاحب مصنع اسمنت اليمامة في الرياض بالإضافة إلى الشيخ محمد قاسم العيسائي, وهذه الشراكة أعتز بها خاصة وأنها أول عمل يدخل فيه أحد أبناء الأسرة السعودية الكريمة مباشرة في اليمن وإنشاء الله تكون هذه الشراكة نموذجا ناجحا ،ولا توجد شراكة فعلية أخرى إلا من خلال وجود بعض إخواننا السعوديين ذوي الأصول اليمنية كمساهمين في بنك سبأ الإسلامي الذي أرأسه, بالإضافة إلى المشاركة التي تمت مؤخراً في البنك من قبل المؤسسة الإسلامية لتمويل القطاع الخاص( ICD ) التي هي جزء من مؤسسات وأجهزة البنك الإسلامي للتنمية بجدة، وهذه المشاركة هي شهادة لبنك سبأ نعتز بها لما وصل إليه من مكانة جيدة بين البنوك اليمنية والبنك يضع ضمن خططه أن يكون قناة مأمونة لأي خطط استثمارية لإخواننا في السعودية أو في الخليج وأشير في هذا السياق إلى أن بنك سبأ يمتلك مجموعة جيدة من المشاريع التي يمكن أن تتم بشكل مشترك بين مستثمرين يمنيين وسعوديين وله تمويلات عملاقة في اليمن وساهم إسهام طيب في خلق فرص عمل كثيره في اليمن , وهو يدار بشكل مؤسسي وليس فردي، وفي البنك عدد جيد من المؤسسات ورجال الأعمال بالإضافة إلى قاعدة جيدة من صغار المساهمين والتي تقدر بـاكثر من(6000) مساهم والنشاطات متعددة,واليوم سيكون أول بنك يمني ينشأ فرع في الخارج لأننا على وشك بدأ العمل في فرع جيبوتي الذي سيكون عملنا فيه من منطلق حمل رسالة العمل البنكي الإسلامي إلى خارج اليمن وإلى دولة شقيقة إسلامية بإذن الله .

* ألا تنوون تعزيز هذه العلاقة الاستثمارية السعودية اليمنية بشكل اكبر؟

- إن شاء الله وتفصيلي في جانب البنك من جانب التعريف لأنه كمؤسسة -من دون التقليل بقدرة وأهمية البنوك الأخرى- ممكن أن تكون واحدة من القنوات التي تنظم العمل الاستثماري بين اليمن والمملكة والخليج خاصة في وجود المؤسسة الإسلامية ( ICD ) في بنك سبأ وأيضاً بنك دبي الإسلامي وهو شريك رئيسي في بنك سبأ وللبنك استثمارات خارج اليمن من ضمنها في الإمارات العربية المتحدة وفي السودان وفي غيرها.

* اندماج اليمن في اقتصاديات الخليج.. من وجهة نظرك كرجل اقتصاد هل ترى أن ذلك سينجح في ظل وجود تقارير دولية تقول أن اليمن أكثر الدول فسادا؟

- ما قلته عن علاقة اليمن بالمملكة ينطبق إلى حد كبير على علاقة اليمن مع أغلب إن لم يكن كل دول الخليج العربي مع وجود خصوصية أكبر في العلاقة اليمنية السعودية وبالتالي فإن دخول اليمن إلى مجلس التعاون الخليجي هو وجود طبيعي ومكمل أساسي لهذا التجمع الإقليمي، إلا أنه يجب أن نعترف بالمعيقات.. وللأسف أنا أرى أن بعض جوانب هذه الإعاقة لازال يتحملها الجانب اليمني ومنها استشراء الفساد المالي والإداري الذي ينخر في الجسد اليمني وله تأثير سلبي كبير ، وبلا شك أن أي خطة صادقة لدمج اليمن في مجلس التعاون الخليجي تحتاج إلى وعي كامل بمتطلبات هذا الاندماج وفي مقدمتها رفع المستوى الاقتصادي لليمن كي لا يتسبب هذا الاندماج في مشاكل اقتصادية من خلال تحميل سوق العمل أكثر مما يحتمله ، وأيضا دخول يمن فقير بهذا الشكل الكبير سيقضي على المميزات الاقتصادية للدخول وهي السوق الكبيرة ، وقد خرج الاجتماع الأخير الذي عقد في الرياض بمقررات صادقة في نتائجه حول أن اليمن تحتاج إلى إعادة تأهيل حتى تصل إلى مستوى الدخل الخليجي ، ولا أشك أن إخواننا في المملكة والخليج معدين أنفسهم للبذل والعطاء لتنمية اليمن اقتصاديا وإداريا، والكرة الآن في ملعب الحكومة اليمنية وعليها أن تتلقفها وتهيئ الأرضية لذلك من خلال الخطوات الجادة في مكافحة الفساد واستكمال الخطوات اللازمة لذلك.. واسمح لي أن أضرب مثال بسيط لانعكاسات هذا الاندماج فإذا تحقق هذا الاندماج فستكون المنافذ البحرية اليمنية منافذ شبه مشتركة للجميع أي أن دخول أي منتج سيوصله إلى الأسواق الأخرى بسهولة ، أذن فمن حق بقية الدول الاطمئنان إلى إجراءات ضبط الجودة والجانب الرقابي الأمني والصحي ما لم فسيكون الأمر مشوبا بالقلق الكبير جدا وهذا أبسط مثال.. فتحتاج اليمن إلى إجراءات صادقة مستمرة وبالتعاون مع الأشقاء خصوصا في المملكة لمكافحة الفساد وتهيئة البيئة اللازمة لكي تثمر الإعانات والمساعدات في رفع المستوى الاقتصادي، ومن جانب آخر نحتاج إلى تبني إستراتيجية تعليمية قادرة على إيجاد العنصر البشري اليمني المستوعب لمتطلبات التنمية في بلده، وأيضا تغطية بعض الاحتياجات التي لازالت موجودة في بعض هذه الدول مع مراعاة أن موضوع العمالة مع أهميته إلا أن الوقت ألان مختلف عما مضى .. حاليا أصبحت مسألة التوطين مشكلة تواجه بعض دول الخليج ، فمن الطبيعي أن لا يظل هذا الهاجس هو الأساس ، الذي نطلبه من إخواننا في الخليج هو أن يكون لليمنيين الأولوية مقابل غيرهم من الجنسيات.

* ماذا عن انعكاسات العلاقات على وضع العمالة؟

- كان اليمنيين في السابق يحظون بتعامل متميز في المملكة وأيضا لازالوا يحظون بتعامل جيد في دول الخليج، يكفي أن نعلم أن أكثر العاملين في دولة كقطر أو الإمارات في الشرطة والأمن من اليمنيين وهذا دليل ثقة، وفي المملكة كان لهم مميزات عديدة إلا أن موقف اليمن السلبي من حرب الخليج الثانية والذي انتقده كثير من العقلاء في حينه ، أدى إلى فقدان هذه الميزات , على الرغم من انه قد تم تجاوز بعض جوانبه السلبية بين هذه الدول,إلا أنه لازال ينعكس على اليمنيين حتى الآن، وبالتالي يجب أن نشير بأصابع الاتهام إلى المتسبب الفعلي لما حصل من تضييق على العمالة اليمنية ، إلا أن الفترة التي تفصلنا عن ذلك الوقت حتى الآن قد حصلت فيها متغيرات كثيرة وبالتالي ومع مطالبتنا من الإخوان في المملكة بالنظر إلى اليمنيين نظرة خاصة .. على الأقل نعطى الأولوية بحسب القدرة , ويظل العنصر اليمني فيما يتعلق بالعمالة أكثر قبولا من غيرة في بعض الجوانب في المملكة ، وللأسف محاولة التضييق على اليمنيين في قطاع الذهب أدت إلى إغلاق كثير من المحلات لأن كثير ممن يملكونها هم من أصول يمنية, وهؤلاء الذين يعملون معهم هم من أقاربهم الذين يثقون بهم فكان من الصعب تبديلهم بعد أن عملوا فيها سنوات طويلة , وهنا نأمل أن يكون هناك مراعاة وتدرج , مع تفهمنا للمبررات التي أدت إلى ذلك، وأذكر هنا بما قاله ولي العهد سمو الأمير سلطان في زيارته لليمن أن البديل لفتح أسواق المملكة للعمالة اليمنية هو في المساعدة في إيجاد فرص عمل لليمنيين في بلدهم، فأرجوا وأتمنى على حكومتنا في اليمن أن تساعد سمو الأمير والجانب السعودي في تحقيق هذه الدعوة الكريمة من خلال تهيئة الفرصة للتنمية الاقتصادية في اليمن، وأنا على ثقة بان هذه النظرة الثاقبة لسمو الأمير سلطان هي نظرة جادة ودعوة صادقة .

ولازال هناك عدد جيد جدا من اليمنيين في المملكة يقدر عددهم بمئات الآلاف وإنشاء الله يحظوا بالرعاية وهم إخوان لأشقائهم ونوصي بهم خيرا , وندعوهم لأن يكونوا مثالاً للأمانة والإخلاص والتفاني في خدمة بلدهم المملكة وخدمة مستخدميهم من رجال الأعمال وغيرهم .

* هناك من يرى أن مصطلح الديمقراطية واختلاف نظام الحكم والأطر السياسية بين اليمن ودول الخليج سيقف عائقا أمام الاندماج الكامل إلى مجلس التعاون الخليجي.. ما رأيك بهذا؟

- أنا لا أؤمن بمثل هذا الطرح، بان اختلاف النظام هو أحد عوامل الإعاقة، كما أني لا أؤمن بالطرح القائل بأن دول الخليج ليست مرتاحة للحراك الديمقراطي اليمني وأن هذا يمثل لها إحراج أمام مواطنيها.. هذا ليس صحيحا لأن اليمن ليست الجمهورية الوحيدة في المنطقة العربية, كما أن الديمقراطية التي نتحدث عنها موجودة في بعض دول الخليج بمستوى أكبر من اليمن، مثلا الحالة البرلمانية في الكويت لا تقل حراكا إن لم تكن أفضل من اليمن ، وكذلك تجربة الانتخابات لمجالس المحليات في المملكة شكلت نموذجا جيدا ، الأصل في الأمر هو ما لذي يقدمه النظام أو الدولة لأبنائها بغض النظر عن شكل وهوية النظام , فالديمقراطية هي وسيلة وليست غاية، كما أنها في بعض الأحيان حاجة كما هي في اليمن وحاجتي للديمقراطية لا تعني أن غيري قد يكون له نفس الحاجة ونحن نرى أن دول الخليج تسير نحو إشراك شعوبها في الإدارة والحكم بشكل جيد.. ولأجيب على سؤالك فإن الإعاقة الرئيسية في الاندماج هو الفارق في المستوى الاقتصادي في اليمن وليس نظام الحكم، وأيضا وجود خلل كبير في النظام الإداري اليمني بسبب الفساد المالي والإداري.

* نعود إلى الشأن المحلي.. فبعد عودة الشيخ عبدا لله من المملكة التقى برئيس الجمهورية وقد دار الحديث عن الانتخابات الرئاسية المقبلة ، وظهر حديث إلى السطح أن هناك صفقة بين الرئيس والشيخ عبدا لله تتمثل في تأييد الشيخ عبدا لله للرئيس في الانتخابات مقابل بعض الامتيازات تمنح له كقيادة معسكرات وتسوية وضع شقيقكم الشيخ حسين في الحزب الحاكم وغيره.. ما صحة ذلك؟

- أولا العلاقة بين الرئيس والوالد لم تنقطع حتى تعطى أهمية كبيرة لمجرد أنه حضر مقيل الجمعة الماضية.. الوالد معتاد أن يذهب الجمعة إلى مقيل الرئيس وكان مقيلا عاديا ولم يدر خلاله أي شيء من هذا القبيل، كما أنه لا توجد أي نية لأي صفقات.. الوضع السياسي في اليمن اليوم أكثر حرجا من أن تعقد فيه صفقة بين الشيخ عبد الله والأخ الرئيس ، الوضع السياسي حساس جدا يحتاج إلى معالجات فعلية وليس إلى صفقات.

* لكن هناك من يتحدث عن ضغوط تعرض لها الشيخ عبد الله من قبل الرئيس بسبب الخلافات التي أحدثها الشيخ حسين ومعارضتكم أنتم وانتقاداتكم للفساد والنظام وتصريحكم بان عدم ترشيح الرئيس بالضرورة يعني عدم ترشيح نجله؟

- هذه رؤاي السياسية ، ورؤى غيري من قادة المعارضة ولا أعتقد أن الوالد قد يقع تحت أي ضغط.. كما أن شقيقي حسين له آراءه وله مكانته في الحزب الحاكم وعلاقته بالرئيس جيدة.. وأقول هنا أن إعلان الرئيس لعدم ترشحه يقتضي انه لن يرشح ابنه لأنه ليس بحاجة لأن يعلن ذلك إن كان سيرشح ابنه، وهذا يعد تيسير لخلق اليمن الجماعي القيادة المؤسسي النظام ، وإنشاء الله نرى ذلك متحققا بجهد الجميع،

* لكن ماذا عن سفره إلى ليبيا لإنشاء حزب جديد بدعم ليبي ؟

- إن صح هذا أعتقد أنه تم بضوء أخضر من السلطة في اليمن ,حتى عندما ذهب إلى ليبيا اعتقد انه تم أيضا بضوء أخضر من الأخ الرئيس , لاسيما والأخ الرئيس حضر لقاءً مشتركا بين الأخ حسين وبين الرئيس معمر ألقذافي خلال قمة الخرطوم الأخيرة , وهناك مراسلات بين اليمن وليبيا , وأنا لا أعرف بقية تفاصيل ذلك , لكن الجميع يعلم أن علاقة الأخ حسين بالرئيس جيدة , إضافة إلى أنني لم أعد أسمع بموضوع الحزب الذي قيل أن الأخ حسين سينشئه ، وهل أنشأه أم أن فكرته انتهت وقد تكون الإجابة موجودة عند الأخ رئيس الجمهورية حول هذا الأمر.

* أنت أيضا دار حولك حديث عن ذهابك إلى ليبيا لعقد اتفاقيات واستثمارات ؟

- سبق وأن ذهبت إلى ليبيا عام 2004 لبحث بعض مشاريع استثمار عقارية عرضها علينا الأخ الشيخ مالك بن حمود الصباح الذي تعرفت عليه في جدة بداية 2004 عندما التقينا لمناقشة أوضاع المنظمة العربية للسياحة بدعوة كريمة من سمو الأمير سلطان بن سلمان وخلال هذا اللقاء تعرفت على الأخ الشيخ مالك وأبلغني أن لديه مشاريع استثمارية عقارية وغيرها في ليبيا بسبب الانفتاح الأخير بليبيا وان هذه الاستثمارات لها عوائد جيدة فاتفقنا على الزيارة وزرناها وكان معي غيري من رجال الأعمال اليمنيين ودرسنا المشاريع التي لديه في ليبيا ولم يحدث خلال هذه الزيارة مناقشة أي شأن سياسي.. وأنا بالنسبة لي خطي السياسي واضح والفاصل الزمني بين زيارتي والأحداث الخاصة بإعلان شقيقي الشيخ حسين إنشاء حزب فترة طويلة .

* الانتخابات الرئاسية مقبلة .. كيف تقيمون الوضع السياسي الذي تجري في ظلة ؟

- إن الوضع السياسي في اليمن في الوقت الراهن يمر بمرحلة حساسة جدا نظرا للضغط الاقتصادي الكبير وتنامي حدة الفقر وارتفاع حدة البطالة وعدم وجود مؤشرات لنجاح السياسات التي يتبناها الحزب الحاكم خلال الفترات السابقة، وهي من الأمور التي زادت من حدة التوتر السياسي بين الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة، والتي أصبحت ولأول مرة تمثل تحالف قوي فيما بينها وبدت جادة في ممارسة دورها كمعارضة وأعلنت رسميا موقفها أن السياسة الفاشلة للحزب الحاكم هي السبب , وأنها معترضة على أسلوب الإدارة الفردي للحكم، الأمر الذي زاد مشاكل اليمن وجعلها بيئة لتصدير المشاكل لغيرها.. هذا هو الوضع السياسي في اليمن الذي يأتي ونحن أمام استحقاق ديمقراطي وهو الانتخابات الرئاسية والمحلية ، وإن كل ما سبق الإشارة إليه يأتي في ظل إعلان الأخ الرئيس المتكرر أنه لن يرشح نفسه والإعلان الذي إن تم فسيحجز للأخ الرئيس مكانة قوية جدا وكبيرة جدا في صفحات التاريخ الناصعة لأنه سيرسي قواعد العمل الديمقراطي الحقيقي والتداول السلمي للسلطة, الوضع في اليمن لا يمكن أن يستقيم إلا في ظل حكم مؤسسي جماعي ، ما لم فإنه وإن استقرت الأمور لفترة فإنها تعود إلى الاضطراب .

* تردد كثيرا أنك ستترشح للانتخابات الرئاسية,فهل ستكون مرشح أحزاب المعارضة القوي ؟

- سبق أن أعلنت في مقابلة صحفية أنني لا أرغب في الترشح للانتخابات الرئاسية فهذا مكان حقيقة لا يقتحمه عاقل إلا مجبر.

* هل يعني أن عدم ترشحكم في هذه الفترة هو الإعداد للتر شح في فترة قادمة؟

- قلت لك أن هذا المكان لا يقدم عليه العاقل إلا مضطرا، والعبرة ليست فيمن يتولى الحكم، فبغض النظر ...اليمن اليوم بحاجة إلى حكم مؤسسي، نظام يستوعب التحديات الفعلية الحقيقية أمامه، واحتياجات الشعب اليمني،يفي التزاماته نحو شعبه وتجاه جيرانه والمحيطين به، نظام يعرف التحديات ويكون صادق في التغلب عليها وتجاوزها، وهذا يحتاج حشد كل الطاقات وإلى تمتين عرى الصداقات والمودات مع الغير وكسب جهد الآخرين معه ، وفي مقدمة ذلك كسب أبناء البلد نفسه حتى يستطيعوا التغيير إلى الأفضل.. هذا ما تحتاجه اليمن بغض النظر عن المسمى, وإذا ما تحقق هذا فستكون اليمن قادرة على الانضمام لمجلس التعاون الخليجي، وعلى خلق سوق مغرية لمنتجات هذه المصانع، و أن يكون البديل لسوق الأسهم والبورصات المتهاوية كونه قادرا على استيعاب مليارات الدولارات في استثمارات ذات عائد كبير في بلد متنوع الجوانب والاحتياجات، يمن قادر على تصدير الخير وليس مصدرا للهاربين من السجون لإقلاق الغير , وأنا متأكد من أن إخواننا في المملكة وغيرها من دول الخليج لهم نظرة جيدة نحو احتياجاتهم واحتياجات جيرانهم وفي مقدمتهم اليمن، وأن علاقاتهم يجب أن تكون علاقات طيبة ومستدامة مع الشعب بغض النظر عن الحاكم، فمع أن العلاقات السياسية تمر بفترات فتور وازدهار وإلا أننا وجدنا دائما أن إخواننا في تصرفاتهم مع اليمن أنهم يغلبون مصلحة اليمن وشعبها وهذا أمر يدعوا للتفاؤل.

* قلت في مقابلات صحفية أن اليمن على حافة الانهيار.. ألا تعتقد أنك مبالغ في هذا الطرح؟

- كيف أثبت لك أنني غير مبالغ!! أن أنتظر حتى تنهار اليمن , اقرأ فقط التقارير الدولية التي تكون دائما في منتهى الحصافة والدبلوماسية حتى لا تثير حفيظة هذا أو ذاك, والنظام اليمني يرتبط علناً بعلاقة طيبة مع الغرب ومع هذا وبسبب أن الوضع غير طبيعي لم تتحفظ تلك الجهات من ذكر ذلك, وعندما نتحدث عن مثل هذا يقول البعض أن هذا استقوا بالخارج، استقوا بالخارج لماذا.؟ إذا أردت أن لا يجعل الآخرين من أنفسهم أوصياء عليك فعليك أن تعرف احتياجاتك وتقوم بها أنت، ما لم فقد فتحت الباب لغيرك، وهذه ليست دعوة للتدخل الخارجي,ففي اليمن بإذن الله من الرجال وفي مقدمتهم إنشاء الله الأخ الرئيس الذي أثق أنه سيغلب مصلحة اليمن على غيرها, وإملاءات الخارج لا تكون مقبولة إلا للعاجز أن ينفع نفسه لوحده، خاصة في ظل التداخل الكبير بين كل المنظومة الدولية العالمية اليوم ، فإذا أردت أن تسد هذا المجال فعليك أن تقوم بما ينبغي عليك القيام به.

وأريد التأكيد أن لا أحد يرغب بالإملاءات الخارجية وهذه الفكرة مرفوضة عند الجميع، وهناك في بعض الدول المحيطة بنا تنويهات باملاءات الخارج، لكن حقيقة أنا أعتقد أن النظام الذي يريد حماية نفسه من أملاءات الخارج عليه أن يدرك متطلبات وضعه، ولا يتيح الفرصة للخارج في أن يملي عليه خوفا من أن يكون لوضعه انعكاسات على غيره من ضمنهم الخارج، أما في منطقة الخليج فأعتقد أن هذه الدول بنظرتها الجيدة لواقعها ومتطلباتها تمتلك القدرة على أن لا تقبل تلك الإملاءات ولا تحتاجها ..

* لكن هناك من يرى أن معارضتك لسياسة البلاد نابعة من كونك رجل أعمال لديك شركات ومصالح تحاول من خلال ذلك الحصول على تسهيلات من الدولة.. ما تعليقك؟

- الأمر من جانب صائب ومن أخر مخطئ ...الجانب الأول المخطئ في القول بأنني أمارس المعارضة للحصول على مصلحتي ان علاقتنا قوية بالأخ الرئيس ولنا احترامنا عند كثير من المسئولين وأستطيع الحصول على مصلحتي من دون الوقوف في الجانب المعارض وأن أدخل معهم في مهاترات في الصحف وكشف العورات, لا يمكن أن تكون هذه وسيلة لعاقل حتى يستطيع أن يحصل على مصلحة.

الجانب الثاني حول أن معارضتي من أجل مصلحتي فهذا صحيح.. نعم مصلحتي أن أعيش في بلد له مستقبل واضح، في بلد نامي ومزدهر يلبي احتياجاتي المعيشية واحتياجات من حولي وأبنائي، وبالتالي فإن دفاعي عن مصلحتي التي قد يكون جزء منها أن يلبى طموحي المشروع في العمل الاقتصادي، هذا هو حق أصيل لكل مواطن أن يتمنى ويسعى نحو مستقبل أفضل له ولأبنائه.. الحراك السياسي كله والمؤمنين بالمبادئ السياسية ومن قاموا بحركات التغير في العالم كانت لهم مصلحة ليعيشوا في ظل وضع أفضل من جميع الجوانب معنويا وماديا.

* لكن أليس والدكم أيضا جزء من هذه الدولة التي تنتقدها وتعارضها؟

- أكيد جزء من الدولة، لكن استحكام الفردية هو الأهم في هذا الجانب.. كان الوضع في السابق أفضل مع قصوره لكن ما حصل الآن تكاد تنحصر الدولة في شخص، لم يعد أحد جزء منها بل هي جزء منه، بغض النظر من مع ومن ضد وهذا حق أصيل لي ولغيري من اليمنيين خاصة الشباب الذين هم أصحاب المستقبل، المستقبل ملك لهم وليس للقيادات وإن كانت تاريخية... ندعو قيادتنا الحالية إلى السير بنا إلى ما نبتغيه , وهذا أفضل السبل, ولنا الحق في المطالبة بأفعال لا بأقوال، ثم إننا في اليمن دولة جمهورية ديمقراطية فيجب أن نحقق الاستقرار النفسي لدينا ولدى أبناءنا وذلك من خلال رفض الازدواجية بين مفاهيم ندرسها في الكتب وواقع نعيشه، وكما قلت فإن الديمقراطية بالنسبة لنا في اليمن أصبحت حاجة , لا يستقيم حالنا إلا بها .

* أنتم وأحزاب المعارضة بترشيحكم شخصية للرئاسة هل أصبحتم جزء من الإصلاح والتغيير ؟

- بلا شك.. المعارضة في أي بلد تقدم نفسها دوما كبديل أمثل قادر أن يحقق ما لم يحققه الحاكم.. خاصة بعد أن أعلن الرئيس عدم ترشحه وأعلن المؤتمر أنه لن يدخل الانتخابات إذا لم يرشح الرئيس نفسه ومعنى ذلك أنه لم يبق سوى المعارضة, وهي عازمة على المنافسة إذا ما توفر الحد الأدنى من النزاهة الانتخابية، وستكون فرصها للنجاح الكبيرة , وبسبب تنوعها ستشكل قاعدة جماهيرية أوسع وبالتالي ستحقق الإدارة الجماعية المأمولة .

* الحزب الحاكم يقول أن حديث المعارضة عن عدم النزاهة في الانتخابات ليست سوى ذرائع لإفشال الانتخابات أو لعدم وجود قاعدة شعبية لها في الشارع.. ما تعليقكم؟

- أي حزب حاكم يظل في الحكم طويلا يصل إلى مرحلة التشبث بالحكم بأي طريقة مشروعة أو غير مشروعة هو يقتل معنى النظام الديمقراطي وفي المقابل يفتح المجال أمام كل الخيارات التي بعضها قد تكون صعبة جدا وبالتالي فإن أي عاقل يستطيع أن يرد على مثل هذا الكلام,لا يمكن أبدا أن يكون الحزب الحاكم هو الحزب الوحيد في الساحة إلا في الوضع الديكتاتوري أما في وضع ديمقراطي سليم لا يمكن تقبل ذلك لأن الناس لا يمكن أن يجمعوا على شيء ، كما أن تكرار الحزب الحاكم أن المعارضة عاجزة عن تقديم بديل , إنما هو كشف عورة للنظام.. إذا كنت أنت تقول أنك تمارس الديمقراطية وهذه الديمقراطية أوصلت الغير إلى مرحلة أنه لا يستطيع إيجاد بديل, فهذا دليل على الديكتاتورية بحد ذاتها، وبالتالي فإننا نأمل في اليمن أن يكون النهج الديمقراطي في التداول السلمي للسلطة هو الوسيلة التي نحل من خلالها مشاكلنا ونفرغ فيها الاحتقانات، ونتخذها كوسيلة وسبيل للتغيير السلمي ، وأنا متفائل في ظل القرار الحكيم للرئيس و لمعرفتي بجدية المعارضة في التغيير, وأنها لا تتمنى الوصول للمقاطعة الإيجابية التي تدفعها إلى الشارع إذا ما لزم الأمر او إلى الخيارات المتاحة سياسيا في حالة المقاطعة، بل أتمنى أن نرسي أسس سليمة والذي أستطيع قوله ومن خلال وجودي داخل منظومة المعارضة هذه أنها تمتلك مشروع جيد قادر أن يلبي طموحات اليمنيين تلبية متميزة وقادر أن يوثق علاقات اليمن بالغير، فمثلا ما أجده لدى قيادات حزب الإصلاح المعارض وبقية أحزاب المعارضة هو نظرة ممتازة جدا تجاه المملكة والخليج باعتبارها الشريك السياسي الأول لليمن وإدراك لدور اليمن تجاه هذه المنظومة الهامة وفي نفس الوقت إدراك للدور الإيجابي الذي يمكن أن يناط بهذه المنظومة المجاورة لتسهل لك الوصول إلى أهدافك في ظل الحديث الواعي عن المصالح المشتركة والصدق في وضعها في قالب قابل للتنفيذ وأن يكون كلا منا مصدر الخير للآخر، وأعتقد أن الشخصيات التي تمثلها أحزاب اللقاء المشترك هي شخصيات معروفة عند الجميع وهي ليست أحزاب من الأمس بعضها كان حزبا حاكما في الجنوب وآخر كان شريكا في السلطة وبعضهم شريك في إدارة البلد، حتى أن جوانب الخلاف الفكري قد زالت بعد أن كانت تطرح في السابق.

* إذا متى ستعلنون أنتم في المعارضة عن مرشحكم؟

- أعتقد أن المعارضة بعد انتهاء مرحلة القيد والتسجيل عاكفة على دراسة نسبة الخلل في السجل الانتخابي ومدى تأثيرها على العملية الانتخابية برمتها، كما أنها لازالت في عملية تفاوض لإصلاح الآلية الانتخابية المتمثلة باللجنة العليا وأؤكد لك أنه إذا تم الوصول إلى إجراءات تضمن آلية انتخابية سليمة فستشارك هذه الأحزاب بقوة وآمل أن لا تضطر إلى المقاطعة ، لأن المقاطعة وفي ظل هذا الوضع لن تكون اعتكافا في البيوت لكن ستكون حراك سياسي كبير لإيجاد بديل جديد للتغيير غير صناديق الاقتراع ..،لكني مؤمل خير في حكمة قيادات البلد وفي مقدمتهم فخامة الأخ الرئيس الذي قد استبق الجميع بإعلانه عدم ترشيح نفسه وهاهو الحزب الحاكم وضع الأمور بوضوح أنه لن يشارك في الانتخابات في حال لم يرشح الأخ الرئيس نفسه، فالكرة باختصار في مرمى الرئيس لاختصار المسافات.

* إصرار أحزاب المعارضة هذه المرة.. أو تهديدها باللجوء إلى الشارع ..هل يعني ارتفاع وتيرة العنف أثناء الانتخابات؟

- أنا أعتقد أن أحزاب اللقاء المشترك تحرص على أمن اليمن واستقراره وأنها لن تخرج في مطالباتها عن الأطر التي يتيحها الدستور والقانون وأنها ستنطلق في مواقفها من البيانات الدقيقة والفعلية عن الوضع الذي تسير به البلاد والاحتياجات الحقيقية وأنها ستحاول تجنب ذلك كله وفي نفس الوقت إنشاء الله أن لا يصل تمسك السلطة بهذا الموقع إلى الموقف الذي تدفع به قوات الأمن والجيش لمواجهة الناس في مطالبهم المشروعة، فطالما أن المطالب لم تخرج عن المشروع فواجب السلطة أن تكون الحامية لهذه المطالب واعتقد أن الحرص على اليمن موجود عند الجميع، أما الخروج عن القاعدة فهي أكبر بكثير من عملية عنف في مرحلة انتخابية وقد تفتح المجال لأكثر من هذا، وذلك مالا نأمله إنشاء الله.

* حدثت عدة أحداث كان يفترض أن يكون للشيخ عبد الله دور قد يساهم في حلها منها قضية حرب صعدة .. أين كان دور الوالد في هذه المرة؟

- القضية في صعدة خطيرة جدا وهي انعكاسات للأمور التي رأت أحزاب المشترك أنها سياسات خاطئة للحزب الحاكم.. فصعدة في الحقيقة هي نتائج لسياسية خاطئة أوجدتها السلطة لمحاولة إيجاد توازنات مذهبية داخل اليمن وهو أمر في غاية الخطورة وقد يكون تأثيره له امتداد إلى ما هو أوسع من اليمن ، وللأسف لم تكن هناك نظرة بعيدة المدى عند السلطة عندما قامت بغرس المفاهيم الجديدة على المجتمع اليمني ، الزيدية في اليمن موجودة ولكن الحوثية ليست زيدية أبدا ، والحراك الفكري في الفترات السابقة أذاب المذهبية بشكل كبير جدا, وصلت المرحلة إلى ظهور الكيان الجديد الذي أرادته السلطة وبدأ يمارس ما اعتبرته السلطة استهداف للحكم ،،وبدت الأزمة واضحة وهنا وقعت السلطة في غلطة أخرى, وفي الإجابة عن سؤالك أقول أنه تم استثناء الشيخ عبد الله وغيره من أبناء اليمن العقلاء القادرين على نزع فتيل الأزمة وكان فية إصرار واضح من السلطة على استخدام الخيار العسكري مما أدى إلى قتل الآلاف وفي النهاية جميعهم أبناء شعب واحد , الأخطر من هذا أن الأمر لم ينتهي لأن معالجاته كانت خاطئة أيضا , وأولها غياب أي عمل فكري سليم يواجة الأفكار الخاطئة التي يمكن أن تكون قد غرست في أذهان البسطاء وجعلت البعض يضحي بحياتة دفاعا عنها , وللأسف بعد كل ما حدث بعض حملة هذا الفكر الخطير يصولون ويجولون داخل بعض مرافق الحكومة والحزب الحاكم , وبدأنا نشعر بعدم الجدية خاصة بعد القضاء على حسين الحوثي الذي شكل هاجسا لدى السلطة أنة يستهدف الكرسي , وهذا الأمر إما بدافع استمرار الفهم القاصر حول خطورة اللعب بالورقة المذهبية أو للاعتقاد بأنة يمكن استخدامها للضغط على الداخل والخارج وكلها خطيرة ,ومن الجوانب السلبية أيضا تعميم تلك التهمة على الإخوة الهاشميين ,وأن من كان هاشمي فهو منهم وهذا غير سليم , إخواننا الهاشميين هم اليوم جزء أصيل جدا من المجتمع اليمني وهم موجودون في مرافق الدولة وشاركوا في كل مراحل النضال و الثورة.

* لكن هناك من يقول أن الشيخ الأحمر ومن ورائه حزب الإصلاح غضوا الطرف عن أحداث صعدة لخلاف فكري ومذهبي مع أتباع الحوثي؟

- لو كان والدي الشيخ عبد الله غض الطرف عن هذه الحرب لما كنت أتحدث معك بهذه الحرية وهو رأيي الذي قلته أثناء الحرب, لو كان الشيخ عبد الله أو الإصلاح راضيين عن إراقة دماء المسلمين لمكسب سياسي لكنا قد تلقينا توجيهات بعدم الخوض في هذه القضية أو انتقادها, هؤلاء جميعا يمنيين , ومن يكون في موقع القرار هو من يتحمل الخطأ ، وقد صدرت البيانات المدينة لذلك من قبل أحزاب المشترك ومن حزب الإصلاح حول أحداث صعدة في وقتها،، وقد حاول الشيخ عبد الله أن ينصح السلطة بعدم التسرع باستخدام القوة حتى يتم استنفاذ كل السبل الأخرى , إلا انه لم يتم السماع له ولا لغيرة , وبعد هذا كله وبعد كل الدماء التي أريقت , لازالنا نعتقد أن السلطة لازالت تؤمن بأن هذه الورقة قد تكون ضمن أوراقها التي تستخدمها لابتزاز بعض الجهات , وهذا واضح في عدم الجدية في إزالة الجانب الفكري المشوش الذي خلفته هذه الحركة التي صنعتها السلطة أصلا .

حاوره/ نبيل الأسيدي

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن