علي ناصر ينفي قيادته للحراك الجنوبي ويبدي استعداده للتدخل في حل الأزمة اليمنية

الإثنين 28 ديسمبر-كانون الأول 2009 الساعة 10 مساءً / مأرب برس:
عدد القراءات 9418

قال الرئيس الجنوبي الأسبق علي ناصر محمد إنه مستعد للتدخل في حل الأزمة اليمنية الراهنة, إذا ما طلب منه ذلك, مؤكدا على أنه لا يبحث عن حل يتضمن له منصباً فيها، بل يبحث عن حل لمشكلة اليمن.

وأضاف في حوار مع صحيفة "الوطن العربي", إن المشاركين في إحدى المظاهرات والمسيرات الاحتجاجية على سياسية السلطة في المحافظات الجنوبية, قد وصلوا إلى أكثر من مليون، وفي مرة أخرى نصف مليون, منوها إلى أن نظامي اليمن قبل الوحدة لم يقدرا أن يحشدا مثل هذا الحشد، بكل إمكانياتهما, على حد تعبيره.

ولم يخف ناصر اتصالاته بما يسمى بـ"الحراك السلمي الجنوبي" ومع القيادة اليمنية أيضاً, وعلى رأسهم الرئيس علي عبد الله صالح للبحث عن حل للأزمة التي تمر بها المحافظات الجنوبية, موضحا إنه نبه إلى هذه الأزمة منذ حرب 1994, إذ كان يتوقع شخصياً, وفقا له, ما يحدث الآن, ونبه في حينه من أن الأمور حسمت عسكرياً ولم تحسم سياسياً، وأن النصر العسكري نصر مؤقت.

وأكد أنه طالب بعد شهر من حرب 1994 بضرورة الحوار مع الطرف الآخر "المهزوم" في الحرب، وتحدث بذلك للرئيس علي عبد الله صالح ونشره في العام 1994, إلا أنه ومع الأسف, حسب ناصر, لم تستجب القيادة لهذه النصيحة الصادقة التي تتعلق بالحرص على الوحدة الوطنية والوحدة اليمنية, حسبما قال.

نص الحوار..

*ما موقفك من الحراك الجنوبي الذي يجري حالياً في اليمن؟.

الحراك الجنوبي السلمي امتداد لأزمة حرب 1994. وكنت أتوقع شخصياً ما يحدث الآن ونبهت حينها أن الأمور حسمت عسكرياً ولم تحسم سياسياً، وان النصر العسكري نصر مؤقت. ولهذا طالبت بعد شهر بضرورة الحوار مع الطرف الآخر "المهزوم " في الحرب، وأكدت حينها انه ما لم يجر حوار وطني لمعالجة ذيول الأزمة فإنه قد يأتي يوم تعبر فيه عن نفسها وربما بطريقة دموية، وقلت ذلك للرئيس علي عبد الله صالح ونشرته في العام 1994. ومع الأسف فإن القيادة لم تستجب لهذه النصيحة الصادقة التي تتعلق بالحرص على الوحدة الوطنية والوحدة اليمنية. وأحداث 1994 تركت جرحاً في جسم الوحدة الوطنية، لم يلتئم.

*ما هذه الأخطاء؟

مثل حل المؤسسات الأمنية والمدنية في الجنوب وتسريح الضباط ونهب الأراضي والممتلكات الخاصة والعامة، فالناس لم يجدوا إلا النزول إلى الشارع للتعبير عن سخطهم ومعاناتهم والظلم الذي حل بهم. . ومع الأسف لم تستجب الحكومة لهذه المطالب بإعادة المفصولين لمناصبهم وإعادة الممتلكات.. وبعد ذلك انتقلت المطالبات إلى الشارع وجرت في شكل مسيرات ومظاهرات واحتجاجات سلمية منذ 4 سنوات حتى الآن، ومع الأسف لجأت السلطة إلى العنف والاعتقالات والملاحقات بدلاً من اللجوء إلى لغة الحوار الحضارية، ونحن في اليمن مررنا بمثل هذه الصراعات في الجنوب وفي الشمال وبين الشمال والجنوبي ولم تحل إلا بالحوار، وضمن ذلك تحقيق الوحدة اليمنية العام 1990، والبعض يستهتر بما يجري ويصفه بأنه مجموعة أشخاص يتظاهرون وينتقلون من محافظة إلى محافظة، ويصورون في الفضائيات وهم نفس الأفراد، وهذا الكلام غير صحيح بدليل أن إحدى المظاهرات والمسيرات بلغ عدد المشاركين فيها أكثر من مليون، وفي مرة أخرى نصف مليون.. وهنا أريد أن أشير إلى أن أيا من النظامين قبل الوحدة لم يقدرا أن يحشدا مثل هذا الحشد، ولم نستطع بكل إمكانياتنا أثناء حكم الجنوب أن نحشد هذا الرقم، واعتقد أن هذا ينطبق على اليمن الشمالي.

*ما موقف في الحراك... وهل أنت على اتصال به؟ وما دورك فيه؟

لا أخفي أنني على اتصال بالحراك السلمي الجنوبي ومع القيادة اليمنية أيضاً. وعلى رأسهم الرئيس علي عبد الله صالح للبحث عن حل للأزمة التي تمر بها المحافظات الجنوبية.

* وماذا اقترحت على الرئيس صالح؟

اقترحت عليه أن يجري حواراً جاداً لمعالجة هذه الأزمة. كما جرى في السابق عندما جرى حوار بين النظام والحوثيين برعاية قطرية وليبية أيضاً.

*ولماذا لا تعود إلى الجنوب اليمني؟

لا توجد مشكلة بالنسبة للعودة لليمن شمالاً أو جنوباً إذا كانت هناك مصلحة وطنية تتطلب ذلك، ولن أتردد في القيام بأي دور لإخراج البلد من هذه الأزمة الخطيرة التي تمر بها البلاد والعباد.

*هل وجه الرئيس صالح الدعوة لكم للعودة إلى اليمن؟

زرت اليمن أكثر من مرة وأخر مرة في العام 1998 وعرض علي الرئيس اليمني قبل هذا التاريخ وبعده مناصب في الدولة واعتذرت.

*ولماذا رفضت؟

لأنني جربت السلطة واكتويت بنارها ولا أبحث عن حل يتضمن لي منصباً فيها، بل أبحث عن حل لمشكلة اليمن.

*ماذا حل بكوادر الحزب الاشتراكية التي كنت ترأسها؟

الكوادر موجودة في الداخل والخارج والحزب الاشتراكي اليمني موجود ومشارك فيما يسمى أحزاب اللقاء المشترك.

*كيف ترى الخروج من أزمة المطالبة العلنية بانفصال الجنوب من قبل الرئيس السابق علي سالم البيض؟

على سالم البيض هو الذي وقع على الوحدة مع علي عبد الله صالح عام 1990, ونحن باركنا هذا الاتفاق الوحدوي، مع أنني كنت أول من وقع على أول اتفاقية للوحدة وضعت عام 1972 كرئيس للوزراء ووزير للدفاع في القاهرة، وكانت تلك الاتفاقية التي كتب فيها التي تمت بعد ذلك وفي الفترة التي كنت فيها رئيساً (1980-1986) أنجزنا دستور دولة الوحدة وكل القوانين واللوائح المنظمة لدولة الوحدة.

*لكن أليست الدعوة للانفصال خطاً أحمر وطنياً؟

الجماهير التي تطالب اليوم بفك الارتباط هي نفسها الجماهير التي كانت تطالب بالوحدة وحملت السلاح من أجل تحقيقها العام 1990 لكن الأخطاء التي ارتكبت بعد الوحدة والممارسات الخاطئة والظلم الذي لحق بالمحافظات الجنوبية أدى إلى استياء شعبي واسع مع ممارسات أجهزة السلطة مثل تسريح الأجهزة الأمنية والعسكرية والمدنية ونهب الأراضي والاستيلاء على المنازل وخصخصة وبيع القطاع العام لصالح بعض المتنفذين في السلطة وسميتها ليست خصخصة حقيقية بل مصمصة القطاع العام.

*لا يمكن لأي إنسان عربي أن يقبل فصم الوحدة التاريخية اليمنية بسبب هذه الأمور الهامشية التي يمكن إصلاحها بمزيد من الديمقراطية أليس كذلك؟

أنا دائماً أطالب بالاحتكام إلى لغة الحوار بديلاً عن لغة السلاح والسجون والإرهاب والملاحقات.. في تقديري لو تحقق نوع من العدل والمساواة والمواطنة التي تساوي بين الأفراد وأقتسام السلطة والثروة بشكل عادل لما وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه.

*هل تتفق مع طروحات البيض حول تدخل الأمم المتحدة لفصم الوحدة اليمنية؟

موقف علي سالم البيض وإعلانه مؤخراً فك الارتباط استمرارا لموقفه في العام 1994، وأنا أدعو دائماً إلى الحوار للخروج من هذه الأزمة منذ1994.

*هل الحراك الجنوبي سيؤدي إلى فصل اليمن الجنوبي بالقوة.. وهل سنرى حرباً أهلية أخرى؟

الحراك الجنوبي السلمي لا يدعو إلى العنف والقوة لمعالجة الأزمة التي تمر بها المحافظات الجنوبي وهو طرح عددا من المطالب لكنها لم تتحقق في الماضي وكان بإمكان القيادة في صنعاء معالجة هذه المشاكل، وللأسف جرت معالجات جزئية بعد أن انتقل المواطن إلى الشارع، وكما تدعي السلطة بأنها صرفت مبالغ تزيد على 50 مليار ريال يمني بالتسوية وإسكات المسرحين، وكان بالإمكان معالجة هذه المشاكل مباشرة بعد العام 1994 وليس بعد 14 سنة.

*ولكن ما موقعك من الحراك الجنوبي .. هل أنت أحد قواده؟

لست قائداً للحراك الجنوب وللحراك قياداته في الداخل والخارج، وأنا مستعد إذا طلب مني القيام بأي دور لمعالجة هذه الأزمة.

*ماذا عن الحوثيين وكيف ترى إنهاء انتفاضاتهم المتكررة والآن نحن في المواجهة السادسة؟

المفروض أن توجه السؤال للرئيس علي عبد الله صالح.

*لكنك رئيس يمني جنوبي سابق ولك اتصالات عميقة مع الشعب اليمني؟

باختصار مشكلة الحوثيين يجب أن تحل بالحوار والاحتكام إلى لغة الحوار وليس لغة السلاح والدبابات والمدافع.