صالح للسفير الأمريكي "إنكم تفهمون الشيخ الزنداني غلط ومعلوماتكم خطأ، الحكومة اليمنية تضمن الشيخ الزنداني، وأنا شخصيا أضمنه"

الجمعة 23 يونيو-حزيران 2006 الساعة 05 مساءً / مأرب برس
عدد القراءات 3328

كشف الشيخ عبد المجيد الزنداني، رئيس مجلس شورى حزب التجمع اليمني للإصلاح المعارض عن اعتزامه توجيه رسالة إلى الإدارة الأمريكية في وقت قريب، يطالبها برفع اسمه من لائحة ممولي الإرهاب التي وضعت بعد هجمات 11 سبتمبر. وأوضح الزنداني الذي يشغل أيضا منصب رئيس جامعة الإيمان اليمنية التي تضم طلاباً من أكثر من 50 جنسية أن الرسالة تأتي في إطار الاتفاق الذي أبرم بينه وبين الرئيس اليمني علي عبد الله صالح من جهة، والسفير الأمريكي بصنعاء توماس كرادجسكي ونائبه نبيل خوري من جهة أخرى، خلال لقاء جمع الأربعة مؤخرا في مقر الرئاسة اليمنية بصنعاء. وكشف الزنداني في تصريحات لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية نشرت اليوم الجمعة 23-6-2006 عن بعض ما دار في اللقاء قائلاً: إن الرئيس صالح قال للسفير الأمريكي "إنكم تفهمون الشيخ الزنداني غلط.. معلوماتكم خطأ، الحكومة اليمنية تضمن الشيخ الزنداني، وأنا شخصيا أضمنه". وأضاف الزنداني أن السفير الأمريكي بعد أن سمع حديث الرئيس صالح أكد أن هناك طريقة لرفع اسم الزنداني من قائمة ممولي الإرهاب. وفى هذا الإطار تم الاتفاق على أن يكتب الشيخ الزنداني رسالة إلى وزارة الخارجية اليمنية يطالبها بمخاطبة مجلس الأمن الدولي لرفع اسمه من القائمة الدولية.وأوضح الزنداني أنه بعث بالرسالة التي أشار إليها السفير الأمريكي إلى الخارجية اليمنية، التي خاطبت بدورها مجلس الأمن. وقال "يبدو أنه طُلب من الخارجية اليمنية أن توجه نفس الرسالة إلى الحكومة الأمريكية من قِبلنا (الزنداني) إلى الحكومة الأمريكية".

ومنذ 24 فبراير 2004 يوصف الزنداني في الولايات المتحدة بـ"الإرهابي" وفق زعم وزارة الخزانة الأمريكية بسبب "دعمه لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن والقاعدة لا سيما ماليا".

وحصلت واشنطن من الأمم المتحدة على قرار بإدراج الزنداني في لائحة سوداء للأشخاص المنتمين أو المرتبطين مع القاعدة. وطلبت الولايات المتحدة في 2004 لأول مرة من صنعاء اعتقال الزنداني وتجميد أرصدته وهو ما ترفضه اليمن.

واعتبر الزنداني الذي يقارب السبعين عاماً أن لقاءه بالسفير الأمريكي فتح نافذة للحوار. وأكد أنه وجه دعوة إلى السفير الأمريكي عبر وزارة الخارجية، لزيارة جامعة الإيمان والاطلاع على عملها، إلا أن السفير لم يلب الدعوة حتى الآن.

وعن التهم التي وجهت إليه من وزارة الخزانة الأمريكية بدعم وتمويل الإرهاب، قال الزنداني: "إنها بنيت على ما كتب في الصحف الحكومية اليمنية، وصحف حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم حوله شخصيا وحول جامعة الإيمان".

وأضاف أن الرئيس علي عبد الله صالح رفض هذه الاتهامات بعد أن أطلعه عليها الزنداني، وجدد الشيخ نفيه أن يكون أحد طلاب جامعته قد قتل 3 أطباء أمريكيين في المستشفى المعمداني بمدينة جبلة عام 2002.

وتابع قائلا: "هذه اتهامات أمريكا التي عودتنا اليوم أنها تعتمد الكذب، إذا أرادت مسألة ما، صنفت لها كذبة من الأكاذيب وأطلقتها لكي تكون مبررا لما تريد. فأصبح المشهور عن السياسة الأمريكية اليوم هذا الأمر.. وهذا ما ذقته أنا شخصيا وما عرفته وللأسف أنهم لا يلاحظون فوارق الثقافة بيننا وبينهم لكي ينتشروا فيقولوا إني رجل خطير".

واعتبر الزنداني أن الهدف الحقيقي من تلك الاتهامات هو استهداف تعليم الدين الإسلامي.

اتهامات وانتقادات وأرجع الزنداني استهدافه من قبل الولايات المتحدة إلى توجيهه انتقادات للسياسة الأمريكية في المنطقة. وقال «أليس من حقي أن أعترض، سبحان الله أمريكي يخرج أمام البيت الأبيض يرفع لافتات ينتقد سياسة حكومة البيت الأبيض من حقه ذلك، وأنا مواطن تقع على دماغي وعلى أمتي وعلى ديني هذه السياسات لا يسمح لي بأن أقول هذا غلط. أين حقوق الإنسان.. نحن ننتقد السياسة الأمريكية المنحازة 100% للسياسة الصهيونية"!!.

وكان الزنداني قد وصف مؤخراً اتهامات الولايات المتحدة ضده بأنها "تشبه الاتهامات بوجود أسلحة الدمار الشامل في العراق" التي لم يعثر عليها حتى الآن رغم أنها كانت الحجة لغزو العراق عام 2003. وقال الزنداني في تصريحات سابقة نقلتها وكالة الأنباء الفرنسية إنه تعرف على أسامة بن لادن أيام "الجهاد" في أفغانستان ضد الاحتلال السوفيتي حيث كان ينظم إرسال متطوعين يمنيين للقتال ضد الروس، معتبراً أن هذا الأمر "شاركت فيه عدد من الجهات من بينها الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت وحكومات الغرب". وبحسب صحيفة "الأيام" اليمنية في عددها الصادر الخميس 22-6-2006 فإن الزنداني يقول إن آخر لقاء له مع بن لادن كان في 1996 حينما كان في زيارة رسمية للسودان "ولما سمع (بن لادن الذي كان وقتها موجوداً في السودان) عن وجودي جاء يريد أن يزورني".

ويؤكد الزنداني أنه منذ ذلك التاريخ لم يكن له أي اتصال ببن لادن وأنه "لا يقدم أي دعم مالي أو غير مالي للقاعدة".

ويعد الشيخ الزنداني مؤسس حركة الإخوان المسلمين في اليمن، ويرأس مجلس الشورى (يعادل اللجنة المركزية) لحزب التجمع اليمني للإصلاح الإسلامي.

ويعد حزب الإصلاح الإسلامي أبرز أحزاب المعارضة الرسمية في اليمن.