الاسلام والاستشراق في العصر الرومانسي لمحمد شرف الدين يترجم للعربية

الخميس 10 ديسمبر-كانون الأول 2009 الساعة 01 مساءً / مأرب برس-ميدل ايست اونلاين
عدد القراءات 7036

صدر عن مشروع "كلمة" للترجمة بهيئة أبوظبي للثقافة والتراث، كتاب "الإسلام والاستشراق في العصر الرومانسي: مواجهات أدبية مع الشرق"، تأليف د. محمد شرف الدين، وترجمة للعربية د. سرى خريس.

يناقش المؤلف في كتابه عدداً من النقاد المحدثين الذين قاموا بدراسة كُتّاب آخرين من وجهة نظر صارمة، متّبعين في ذلك مفاهيم وأحكام تتجاوز التقدير الأدبي والنقدي. ذلك أنه في خضم بحث هؤلاء النُّقاد المستمر عن أنماط أيديولوجية وتصنيفات سياسية، فإن جُلّ اهتمامهم ينصب على كل ما من شأنه أن يحصر الأفراد داخل مواقف نمطية. إلاّ أن الكاتب يُبدي اهتماماً أكبر بالطرق التي من خلالها يتمكن أي مجتمع من تجديد ذاته، وليس كيف يظّل المجتمع أسير معتقداتٍ دوغماتية ومفاهيم محددة تحدّ من تطوَّره.

وتوضح الأمثلة التي يختارها شرف الدين والتي هي محور البحث، أن الشعراء ليسوا سياسيين بالمعنى المتعارف عليه، ويجب ألاّ يُحدّدوا بمفهوم معين ولا بأيديولوجية بعين ذاتها، من قبل القُراّء أو النُّقاد. من ثم ينتقد تصنيف شعراء عدة مثل بيكفورد، بايرون، كونراد وكيبلنج واعتبارهم نتاج ثقافة استعمارية كما يرى الكاتب إدوارد سعيد في كتابيه "الثقافة والامبريالية"، و"الاستشراق".

ويؤكد شرف الدين أن الحُكم على الشعراء من هذا المنظور يعكس مغالطة كبيرة، لأنه يحجب جوانب عدة من شخصية هؤلاء الشعراء والذين يجب أن يُفهموا كمناهضين للأفكار المتعصبة في عصرهم رافضين الجهل بثقافة الآخر. وبالمقابل، يكرس الكِتاب نقاشاً مستفيضاً لتوضيح كيف كان الاستشراق نقطة تحول في شعر كل من لا ندور، وساوذي وبايرون ومور إذ أسهم الاستشراق في التأثير في مفهوم الأوروبيين، الإنجليز على وجه الخصوص، عن الإسلام بشكل خاص والشرق بشكل عام.

ويعرض الكتاب كذلك تحليلاً لمفهوم الثقافة عندما تلتقي مع كل من الشعر والسياسة والدين والمفاهيم الجنسية، مناقشاً العوامل التي تدعم التبادل الثقافي والتي تنشر مفاهيم معينة تؤثر في تشكيل صورة الآخر.

يذكر أن مؤلف الكتاب د. محمد شرف الدين، هو الأستاذ المشارك في جامعة صنعاء في اليمن، متخصص في اللغة العربية والأدب الإسلامي، له اهتمامات واضحة في الاستشراق والأدب الأميركي في القرن التاسع عشر. عمل في قسم اللغة الإنجليزية في جامعة جورج واشنطن في الفترة ما بين عامي 2001-2002. له كتب عدة ومحاضرات مختلفة عن العلاقة بين الشرق والغرب وتمثيلها في الأدب والثقافة، الأحزاب والمنظمات السياسية في اليمن 1948-1993: دراسة تحليلية (1994). ومن أعماله أيضا "الغضب في الأعمال الدرامية الرئيسة لجون اوزبورن" ( 1983) و"اللغة، الأدب والثقافة: الإسلام والاستشراق في الأدب الرومانسي" (1998)، و"قراءة الشعر تاريخياً" (2008).

أما مترجمة الكتاب د. سرى خريس، فهي أستاذ مساعد في النقد والأدب الإنجليزي، حصلت على درجة الدكتوراه من الجامعة الأردنية عام 2001، وتعمل حاليا في قسم اللغة الإنجليزية في جامعة العلوم التطبيقية الخاصة في عمان، الأردن. تنصب اهتماماتها على الدراسات النسوية والأدب العالمي. من أعمالها صورة الأمومة في القصة القصيرة لتوماس هاردي: دراسة نسوية (1995)، تمثيل المكان والعلاقات العرقية في روايات نادين غوردامائير (2001) و"هل هذه قصيدة؟" (2006) و"وولفجانج آيزر: قراءات محتملة لقصة التحول لكافكا" (2007) و"بعث الآخر: دراسات نقدية لمفهوم القيادة النسائية" (2008) و كذلك "دوريان غراي والنظرية الجمالية" (2008).

إقراء أيضاً
اكثر خبر قراءة ثقافة