نقاط قبلية ومظاهرات إحتجاجية في الضالع وشبوه والحبيلين والصلاحي يحذر السلطة من سياسة القمع

الإثنين 30 نوفمبر-تشرين الثاني 2009 الساعة 03 مساءً / عدن- لحج – مأرب برس -أنيس منصور
عدد القراءات 11268

تمكنت قوات الأمن من إفشال مهرجان الحراك الذي دعا له فصيل مابات يعرف بمجلس قيادة الثورة السلمية، أحياءا لذكرى عيد الـ30 من نوفمبر عيد الاستقلال وطرد الاستعمار البريطاني من عدن.

وقال مراسل مأرب برس في عدن أن الطوق الأمني المكثف المنتشر على كل مداخل مدينة عدن وساحة الهاشمي خصوصا، قد نجح في تفريق وقمع كل التجمعات التي حاول من خلالها أتباع الحراك الوصول إلى ساحة الهاشمي وسط مدينة الشيخ عثمان بعدن لإحياء المهرجان الذي كان مقررا إقامته صباح اليوم في ساحة الهاشمي بالشيخ عثمان. 

مؤكدا في ذات ا لوقت أن العشرات ممن كانوا ينون القيام بالمهرجان قد زجت بهم قوات الأمن في مختلف سجون المحافظة، في الوقت الذي شهدت فيه كل من مناطق الحبيلين والضالع وعتق مظاهرات ومهرجانات إحتجاجية كردة فعل على منع السلطات الأمنية بعدن إقامة المهرجان الذي كانت تعتزم قوى الحراك إقامته في عدن، لما للمدينة من أهمية في إحياء المناسبة بالنسبة لهم.

وقالت مصادر محلية لـ (مأرب برس) أن عددا من النقاط القبيلية التابعة لقبائل الرضمة بأب قد نصبت صباح اليوم في مناطق جبارة ومريس وسناح بحثاً عن مواطنين من أبناء الحبيلين أو ردفان للإنتقام منهم على خلفية مقتل شخصين ليلة أمس من مجاميع مسلحة يعتقد أنها تابعة لأتباع الحراك، في وقت نفى أحد قيادات الحراك بالضالع اعتبارهم قوى محسوبة عليهم، كونهم لايمثلون بجرائمهم تلك سوى أفعال فردية تعنيهم وتمثلهم شخصيا.

وأكدت ذات المصادر أن المئات من أتباع الحراك الجنوبي في محافظة الضالع، خرجوا صباح اليوم في الشارع الرئيسي متظاهرين احتجاجا على منع السلطة إقامة مهرجان عيد الاستقلال في عدن، حيث جابوا الشارع الرئيسي مرددين شعاراتهم المطالبة بفك الارتباط ورحيل مايسمونه بالاحتلال، رافعين صورا للمعتقلين والقتلى وأعلام ماكان تعرف بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية قبل تحقيق الوحدة في مايو 990م

قال الناطق الرسمي لمابات يعرف بجلس قيادة الثورة السلمية للحراك الجنوبي بمحافظة لحج "عوض بن عوض ألصلاحي" أن من وصفها بسلطات الاحتلال قد فرضت منذ وليلة أمس حالة طوارئ غير معلنة و بعد قيامها باستحداث أربعة عشر نقطة أمنية وعسكرية وانتشار عسكري غير مسبوق بمختلف الآليات والمدرعات والعربات المصفحة على امتداد الطرق المؤدية إلى عدن من اتجاه محافظة آبين ومن ناحية مثلث العند، إضافة إلى إقامة الحواجز الخراسانية على مداخل شوارع عدن وعرقلة سير السيارات وتفتيشها واعتراضها -سيما سيارة الأجرة والتي تحمل أرقام محافظات الجنوب".

متهما الصلاحي في تصريح خص به مأرب برس- السلطة في ذات الوقت بتجنيد جماعات الدفاع عن الوحدة ومن وصفهم بـ(الجنجويد ) لافتعال تقطعات وفوضى لا أخلاقية كما حدث في مديرية الملاح عندما قامت هذه الجماعات بقتل احد ابنا محافظة ذمار ولاذوا بالفرار ولغرض إلصاق العملية الإجرامية بالحراك وإفشال ما أسماه بـ"سير الزحف الهادر للذاهبين إلى عدن للاحتفال بذكرى الاستقلال وإخراج آخر جندي بريطاني من عدن. 

إضافة إلى مداهمة منازل الناشطين بالحراك بعدن واعتقال المئات من حارات مديريات عدن واقتيادهم إلى مواقع مجهولة وضربهم بالهراوات وإطلاق الأعيرة النارية عليهم كما حدث ليلة أمس بنقطة مثلث العند عندما منعت النقطة سيارات الهيس الوافدة من مدريات يافع والضالع وردفان وكرش والمسيمير والصبيحة من والوصول إلى عدن، ومحاولتهم تجاوز النقطة راجلين على إقدامهم وأطلقت عليهم الرصاص الحي وإصابة (4) من ا الشباب منهم".وفق قوله.

 وأضاف عوض الصلاحي أن هناك الكثير من المستجدات والانتهاكات الإنسانية التي سيتم رصدها وموافاة وسائل الإعلام خلال الساعات القادمة بها، مؤكدا أن لفعالية الاحتفال في عدن بالذكرى 42 للاستقلال الوطني في الثلاثين من نوفمبر 1967لها مكانية غالية في قلوبنا، حيث أنه تم فيها إعلان جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والتي قال أن الجنوبيين سطروا بدمائهم تاريخها العظيم وطردوا منها بالمناسبة أخر جندي بريطاني".

معتبرا الصلاحي أن قضية من يسميه بـ"شعبنا الجنوبي اليوم هي التحرر والاستقلال واستعادة الدولة المغتصبة بعد أكثر من 15 عام من اح تلال سلطة الجمهورية العربية اليمنية لها".وفق تعبيره.

وقال أن حرب صيف عام 1994م قد دمرت الشراكة في الوحدة وقضت على كافة مكوناتها بفعل تلك الحرب العدوانية التي قال أن :"السلطة الغاصبة شنتها عام 1994م واستباحت بها أرواح شيوخ وشباب ونساء وأطفال أهلنا في الجنوب، ودمرت من خلالها القرى والمدن والمزارع ونهبت الممتلكات العامة والخاصة ووزعت المؤسسات والمصانع والمكونات الاقتصادية على من يصفهم بـ"المحتلين".

مؤكدا بالمناسبة إن تلك الحرب قد مكنت أتباع السلطة من السيطرة على مقدرات وخيرات وثروات أبناء المحافظات الجنوبية التي قال أنهم بنوها طوال (30) عا م ومن خلال ما تقوم به السلطة اليوم من سياسة الاستيطان وتحت كل المسميات" وفق توصيفاته.

وتابع تصريحه ل(مأرب برس) في أول اجتماع لمجلس قيادة الثورة عقب إفشال السلطة للمهرجان:" إن فعالية 30نوفمبر والاحتفال به ا، توكد الموقف الثابت والرافض لهذه السياسة والتصدي الحازم لها، كونها- حسب قوله-:" تستهدف تغيير ديمغرافية الجنوب من خلال تلك الأفعال والممارسات المدانة والمجرمة وفقاً للقانون الدولي لاسيما وأنها- حسب قوله :" تستهدف المساس بهوية ومواطنة شعب بأكمله"

وأشار الصلاحي إلى أن مجلس قيادة الثورة السلمية اخذ على نفسه العهد و التمسك بتقديم كل الضالعين في إطلاق النار على المواطنين من أبناء المحافظات الجنوبية عامة المشاركين في الفعاليات السلمية والتي قال أنه قد راح ضحيتها عدد كبير ممن وصفهم بـ"الشهداء والجرحى".

منوها إلى أن هناك رصد للانتهاكات والجرائم بحقهم وقاعدة بيانات لمقاضاة السلطة فيهم لدى المحاكم الدولية وبما ارتكبته من جرائم ضد الإنسانية بحق أبناء المحافظات الجنوبية، وأن ماوصفها بالجرائم يتم توثيقها وتوزيعها على المنظمات الإقليمية الدولية باعتبارها تمثل جرائم حرب وإبادة وتنكيل بحق أبناء المحافظات الجنوبية". وفق تعبيره.

وأكد الناطق باسم الثورة السلمية بلحج أن الا ستمرار في ارتكاب مايصفها بـ"الجرائم والمذابح ضد الإنسانية بحق أبناء المحافظات الجنوبية، ومواصلة نهب وسلب وتمليك أراضيه وثرواته وتدمير مكتسبات دولته يعطي له كامل الحق في ما أسما ه بالتحرر واستعادة دولته المستقلة على كامل ترابه، والحصول على التعويضات الكاملة عن الثروات والممتلكات المنهوبة الخاصة والعامة.

 وناشد عوض الصلاحي منظمات حقوق الإنسان المحلية والعربية والدولية الاطلاع بدورها تجاه تلك الاعتقالات والانتهاكات الإنسانية في الفعاليات السلمية والنظر كيف يقتل ويصاب الابرياء المسالمون في ساحات النضال السلمي 

وذكر الصلاحي أن فعالية نوفمبر هدفت أيضا الى التعبير عن التضامن اللا محدود مع حملة الرأي ومشاعله وإدانة الانتهاكات التي قامت بها السلطة ضد حرية الصحافة وقمع الصحفيين والقرصنة الالكترونية وفي مقدمة كل ذلك إيقاف صحيفة الأيام. مطالبا بالمناسبة من السلطة بالكف عن الممارسات القمعية وبسرعة الإفراج عن الأيام باعتبارها "المنبر الجنوبي الحر" وفق تعبيره.

وأضاف الصلاحي:" إننا ماضون وإننا اذ نحي صبر واستبسال وصمود أبناءنا أمام الة القمع والصلف في شوارع عدن صبيحة يومنا 30نوفمبر وتقديم التضحيات الغالية وتكلفهم مشقة الزحف الى عد ن الباسلة". 

وجدد الصلاحي إدانته ورفضه للإرهاب بكل أشكاله وصوره وقال:"إنه وفي الوقت نفسه يرفض ما تقوم به السلطة من رعاية وتفريخ للإرهاب وتنظيماته واستدعاء خلاياه النائمة وزعزعة الأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي واستهداف الأرواح البشرية ومحاولة إلصاقه بأبناء محافظات الجنوب وهي محاولات قا أنها:" مفضوحة ومكشوفة ومعلومة للرأي العام المحلي والإقليمي والدولي والجميع يعرف كيف هرب أعضاء تنظيم القاعدة ثلاث مرات من سجون صنعاء".

محذرا السلطة من مغبة استمرار اللعب بالنار واتساقاً به، مؤكدا ان الحراك الجنوبي ماضي بالنضال السلمي الديمقراطي كخيار لا رجعة عنه بقدر ما يجدد رفضه للعنف وعدم الإنجرار إليه وكذا رفضه لكل الأفعال الضارة بالمصالح العامة والخاصة والتقطعات والخطاب المسيء والمثير لثقافة الكراهية والحامل للغة الاستعداء".

متهما السلطة وأجهزتها بالوقوف وراء كل ذلك قاصدة من وراء كل ذلك استهداف الحراك السلمي وإظهاره بصورة غير صورته و إلباسه قميص غير قميصه، وهي محاولات قال انها باتت هي الأخرى مفهومة وقد تكشفت أقنعتها.

ودعا الصلاحي في ختام تصريحه لمأرب برس بعض وسائل الإعلام وخص منها قناة العربية إلى العمل بمهنية ومصداقية وحياد والالتزام بالموضوعية والصدق والابتعاد عن نقل الأخبار منن وصفهم بـ"عسس الأمن السياسي في صنعاء" موضحا أنها تحولت في الآونة الأخيرة إلى اده من أدوات نظام صنعاء وسياسته الإعلامية.