بن علوي: مشاكل اليمن لا يمكن حلها إلا بالحوار..ودخول اليمن المجلس أمر تجاوزناه

الإثنين 23 نوفمبر-تشرين الثاني 2009 الساعة 11 صباحاً / مأرب برس:
عدد القراءات 16080

قال الوزير العُماني المسئول عن الشؤون الخارجية يوسف بن علوي بن عبد الله إن إيران بلد جار والمصالح معها متداخلة, مضيفا أنه لا يتوقع أن يكون لها شأن في إيذاء العرب، سواء اليمن أو غيرها.

وأبدى الوزير العماني قلقه من الأوضاع في اليمن، مؤكدا على أنَّ من مسؤولية أحزاب اللقـاء المشتـرك (المعارض) أن توجد حلولاً للمشاكل التي يواجهها البلد بدلاً من أن تُرمى على عاتق الحكومة اليمنية وحدها.

وأوضح بن علوي في حديث مطوّل مع صحيفة "الحياة" أن اليمن تحتاج مرحلة استقرار كي تستطيع الخروج من الأزمات, منوها إلى أنها لم يتح لها الاستقرار منذ الثورة، وهي في حرب تلو أخرى.

وأضاف وزير الخارجية العماني: ينبغي أن تتوفر لليمن كل الوسائل كي تبني نفسها وتبني اقتصادها، مشيرا إلى أن اليمن لم ترَ خلال السنوات الخمس الماضية سوى الخلافات التي حاولت خلالها دول مجلس التعاون وغيرها من الدول دعم اليمن مالياً للتنمية ولدعم المشروعات وبناء اقتصاد يستوعب الشباب اليمني, لكن وكما يبدو أن للقادة السياسيين (في اليمن) توجهاتهم، كيف يتغنّون بالسياسة وكيف يتعاركون عليها, على حد تعبيره.

وقال بن علوي "إن دول مجلس التعاون لن تتأخر عن دعم اليمن، ولكن على اليمنيين أن يساعدوا أنفسهم. على قادتهم التعاون لبناء بلدهم والخروج من هذه الأزمة، وينبغي ألا تستمر المعارضة في معارضتها للحكومة، وألا تستمر الحكومة في البحث عن كيفية التخلص من هذه المعارضة. إن أزمة الشمال وأزمة الجنوب في اليمن لا يمكن أن تُحل إلا بالحوار الوطني الصحيح الذي يستوعب الجميع".

وأبدى الوزير العماني قلقه من عدم قدرة اليمنيين على تنمية أنفسهم, فـ"اليمني لن يتشرذم سواء كان في الجنوب أو الوسط أو أي منطقة، لكن تلك المشكلات لن توفر لليمنيين الوقت الثمين الذي ينبغي أن يستغلوه لبناء اقتصاد وإيجاد الطبقة الوسطى التي هي عماد الاستقرار".

ويعتقد بن علوي أن الرئيس علي عبد الله صالح يستطيع, بما لديه من خبرة, أن يكون وسيلة إيجابية في أي حوار، مشيرا إلى أن الحوثيين وحراك الجنوب، في حالة غير مريحة، لكن أحزاب اللقاء المشترك تستطيع مع الحكومة أن تجد قاعدةً يتفق عليها باستيعاب المشكلات في الشمال والجنوب, حسب قوله.

واعتبر بن علوي أن أي إيذاء لأيٍ من دول مجلس التعاون هو إيذاء لكل هذه الدول, في إشارة إلى الحرب مع الحوثيين، مبديا ثقته بأن المملكة العربية السعودية قادرة على أن تتعامل مع هذا الوضع، وتستطيع أن تحمي حدودها وأن تردع الحوثيين وغيرهم, "ونحن في مجلس التعاون نقف صفاً واحداً مرصوصاً".

وأكد وزير الشؤون الخارجية أنه لا يعتقد أن انضمام اليمن إلى مجلس التعاون الخليجي قد يشكل مدخلاً لتسوية أزماتها الاقتصادية ومشكلات الفقر والبطالة التي تشكل تربة خصبة للاضطراب السياسي, حسبما ذكرت الصحيفة, منوها إلى أن "دخول اليمن المجلس أمر تجاوزناه، ولكن ستكون بين الجانبين علاقة خاصة جداً".

وفيما يتعلق بتوقعه لفتنة مذهبية في المنطقة, قال الوزير العماني إن الفتنة احتمال بعيد، فقد "تحصل خلافات وما أشبه، لكن فتنة كبرى، لا أعتقد" مؤكدا على أن الحال ستستقيم إذا اقتنع الغرب بأن مصلحته ليست في إثارة الفتنة بل في مساعدة التنمية والتطور.