ذكر تقرير صحفي نشرته صحيفة "هوفنغتون بوس ت" الأ ميركية تحت عنوان "اليمن تواجه لحظة حياة أو موت"أن جزءاً من المؤسسة الأمنية اليمنية مخترق وليس بالضرو رة أن يكون تنظيم القاعدة هو المخترق لهذا الجزء من المؤسسة غير أن هذا يشكل معضلة حقيقية بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية .

الصحيفة الأميركية أوردت القول الآنف الذكر على لسان "توماس هيغهمر" الباحث في جامعة هارفارد الأميركية الذي رأى أن السعودية هي المفتاح لمساعدة اليم ن، مضيفاً: عندما ما يتعلق الأمر بمحاربة القاعدة فإن السعوديين يصبحون فعالين بجدية أكثر، فلديهم خبرات وموارد يمكن تقاسمها مع اليمن وإلى حد ما.

وقال إنه متيقن أن بإمكان السعوديين القيام بذلك فيما لا يعتقد الباحث الأميركي أن يقدموا أكثر مما يستطيعون. من جانبه يرى أحد كبار الباحثين في منظمة هيو من راتيس ووتش " كريستوف ويلكسي" أن على الولايات المتحدة أن تكون متيقظة لمجرد إرسال أموال إلى اليمن ويوصي إدارة أوباما بأن تلحق بركب تقديم مساعدات منتظمة موضحاً بقوله : "لمساعدة اليمنية تأكد من أنك تساعد الناس المحتاجين بالفعل، وأن تفكر في انتزاع ثمن سياسي لمساعدتك بالإلحاح على اليمن أن تحترم التزاماتها بموجب القانون الدولي.

ويلكي ذكر أن الحكومة اليمنية اعتقلت العديد من هم من طبقات منخفضة في المجتمع الذين ربما كانوا متورطين أو ربما لم يتورطوا في هجمات إرهابية، مستدركاً أن الاعتقالات لم تمس اللاعبين الكبار.

إلى ذلك قال غرينوري جونسن - مرشح لنيل درجة الدكتوراه من جامعة برينستون، وهو طالب جامعي سابق في اليمن عبر منحه فولبرايت- قال إنه لا يعتقد أن اليمن ستحل محل منطقة الحدود الأفغانية الباكستانية باعتبارها أهم جبهة في الحرب ضد القاعدة.. وبرغم ذلك فإن جونسن يعتقد أن اليمن أصبحت جبهة خطيرة لأن القاعدة قد انتقلت من مرحلة المحلية إلى حق الامتياز الإقليمي، مشيراً إلى أن القاعدة الأكثر طموحاً لا تمثل التهديد الأمني الأكبر الذي يواجه اليمن وهي التي سيكون لها في نهاية المطاف الأثر الأكبر على البلاد، مضيفاً: إذا أصبحت اليمن دولة فاشلة فسوف تفتح حيزاً كبيراً للجماعات الإرهابية والإرهابيين للالتئام.

ويقول جونسن كما أختتم التقرير : معظم أصدقائي هم يمنيون ومن المحزن أن أرى مشاكل تبرز ضدهم ، يمكنك الجلوس وتناول العشاء مع أساتذة من جامعة صنعاء وسوف يحدثونك عن مصير معظم طلابهم الخريجين الذين لا يستطيعون العثور على عمل.. إنهم في الغالب ليلتحقون بصوف العاطلين في الشوارع.

فيما "هيغهمر" قال إنه لا يشك أن تشن القاعدة هجوماً كبيراً في منطقة الخليج، مشيراً إلى أنه من المهم محاولة احتواء تنظيم القاعدة في اليمن لأنه إذا سمح لهم بإقامة ملاذ آمن في اليمن ، فإنهم سوف يستخدمونه لإعداد عمليات أكثر خطورة بما في ذلك هجمات داخل السعودية.

ويأتي هذا في إطار الحملة الإعلامية الغربية التي تريد أن تظهر اليمن من خلال تقاريرها في وضع متهرئ وضعف في الاقتصاد والأمن في محاولة منها لتهيئة الأجواء للتدخل الخارجي في شؤون اليمن وهذا ما ينبغي التحذير منه وأن تتعامل اليمن مع الأجندات الخارجية الطامعة بأكثر جدية لمنع أية تدخلات خارجية في شؤونها. 

ترجمة أخبار اليوم