آخر الاخبار

رئيس مقاومة صنعاء الشيخ منصور الحنق يوجه مطالب عاجلة للمجلس الرئاسي بخصوص جرحى الجيش الوطني .. والمقاومة تكرم 500 جريح تفاصيل يوم دامي على الحوثيين في الضالع وجثث قتلاهم لاتزال مرمية.. مصادر تروي ما حدث في باب غلق بمنطقة العود اليمن تبتعث ثلاثة من الحفاظ لتمثيل اليمن في المسابقة الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته بجيبوتي قصة موت جديدة تخرج من سجون الحوثيين.. مختطف في ذمار يموت تحت التعذيب ومنظمة حقوقية تنشر التفاصيل واحصائية صادمة حملة إلكترونية لإحياء أربعينية مدير دائرة التصنيع الحربي اللواء مهندس حسن بن جلال تعطل كافة أنظمة السداد الالكتروني شركة الاتصالات اليمنية تليمن ويمن نت.. تفاصيل الاسباب قائد الأسطول الأمريكي يتحدث عن السبب الذي يجعل موعد انجاز مهمة القضاء على خطر الحوثيين بالبحر الأحمر غير معروفا حتى الآن؟ القيادي الحوثي يوسف المداني يعترف : كل عمليات التفجير لمنازل خصوم المسيرة تتم بتوجيهات عبدالملك الحوثي وهو من يحدد موعد التفجير- فيديو بخسارته من الإمارات 3-0.. هل تضاءلت فرص المنتخب اليمني في المنافسة؟ الحكومة تعد لمشروع لائحة جديدة تنظم أوزان نقل البضائع على الشاحنات

رجال بلا حبيبات .. أزمة نساء للزواج

الثلاثاء 05 يونيو-حزيران 2018 الساعة 01 صباحاً / مأرب برس - وكالات
عدد القراءات 6040

 

لم يحدث شيءٌ كهذا قط في تاريخ البشرية؛ إذ أدى مزيج من التفضيلات الثقافية ومرسومٍ حكومي بتقييد عدد المواليد والتكنولوجيا الطبية الحديثة إلى اختلال التوازن بين الجنسين على نطاق واسع بأكبر دولتين في العالم، فأصبح عدد الرجال يفوق عدد النساء بمقدار 70 مليون بالصين والهند، حسب تقرير لصحيفة Washington Post الأمريكية

وعواقب وجود هذا الكم الهائل من الرجال -الذين يمرون الآن بمرحلة البلوغ- بعيدة المدى؛ ففضلاً عن الشعور السائد بالوحدة لعدم توافر عدد مناسب من النساء، يشوِّه عدم التوازن سوق العمل، ويرفع معدلات الادخار في الصين، ويخفض الاستهلاك، ويضُخِّم قيم ممتلكات معينة بدرجةٍ غير طبيعية، ويزيد معدلات جرائم العنف والاتجار غير المشروع والدعارة في عددٍ متزايد من الأماكن.

ولا تقتصر هذه العواقب على الصين والهند؛ بل تمتد إلى عمق جيرانها الآسيويين، وتشوِّه اقتصادات أوروبا والأميركتين أيضاً. وبدأت تداعيات الزيادة البالغة في عدد الرجال، التي بالكاد يُعترَف بها، تظهر في الأفق.

وحذَّر لي شوزو، الديمغرافي البارز بجامعة شيان جياوتونغ، قائلاً: "في المستقبل، سيكون هناك ملايين الرجال الذين لا يستطيعون الزواج، وهذا قد يُشكِّل خطراً كبيراً على المجتمع".

نسبة مدمرة في مجتمع يمثل سدس سكان العالم

من إجمالي سكان الصين، البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة، يفوق عدد الذكور الإناث بنحو 34 مليون ذكر، أي ما يعادل تقريباً جميع سكان ولاية كاليفورنيا الأميركية أو بولندا الذين لن يجدوا زوجاتٍ أبداً ونادراً ما يمارسون الجنس. جديرٌ بالذكر أنَّ سياسة الطفل الواحد الرسمية في الصين والتي كانت ساريةً من عام 1979 إلى عام 2015، كانت عاملاً كبيراً في حدوث هذا الخلل؛ إذ قرر ملايين الأزواج أن ابنهم يجب أن يكون ذكراً، حسب تقرير الصحيفة الأمريكية.

أمَّا في الهند -تلك الدولة التي لديها تفضيلٌ مترسِّخ بعمق للأبناء والورثة الذكور- يزيد عدد الذكور على الإناث بـ37 مليون ذكر، وفقاً لآخر تعداد أجرته. واستمر عدد الإناث حديثات الولادة في الهبوط مقارنةً بحديثي الولادة من الذكور حتى مع نمو تطوُّر البلاد وازدهارها. ولا شكَّ في أنَّ اختلال التوازن بين عدد الذكور وعدد الإناث يخلق فائضاً من العُزَّاب ويُفاقم الاتجار بالإناث، سواءٌ العرائس أو ربما البغايا. وأرجَع بعض المسؤولين ذلك إلى ظهور تكنولوجيا انتقاء الجنس في السنوات الثلاثين الماضية، وصحيحٌ أنَّها صارت محظورة الآن، لكنَّ استخدامها ما زال منتشراً.

وفي البلدين، يزيد عدد الذكور على عدد الإناث تحت سن العشرين بـ50 مليون ذكر، حسب سيمون دينير مدير مكتب صحيفة The Washington Post الأميركية في العاصمة الصينية بكين.

تحاول كلتا الدولتين متأخراً النظر في السياسات التي أوجدت هذا الجيل ذا الأغلبية الذكورية الكبيرة. ويقول خبراء ديمغرافيون إنَّ تلاشي تداعيات هذه الزيادة البالغة سيستغرق عقوداً.

حكايات مؤلمة.. رجال بلا حبيبات!

تستعرض صحيفة واشنطن بوست قصصاً شخصية تبيِّن مدى تأثير هذا الخلل في التوازن بين الجنسين، ونوجز تأثير ذلك في الحياة القروية والصحة العقلية، وانتشار الشعور بالوحدة والاكتئاب على نطاقٍ واسع بين الرجال، وخلو القرى من سكانها، وتعلُّم الرجال الطهي وتأدية الأعمال المنزلية التي لطالما كانت مقتصرة على النساء.

لم يحظَ "لي ويبين" بحبيبةٍ قط؛ فعدد الصبيان كان يفوق عدد البنات في القرية الجبلية المنعزلة التي نشأ فيها، والمصانع التي كان يعمل بها في سن المراهقة، ومواقع البناء التي يعمل فيها حالياً ويحصل على أجرٍ متواضع.

واليوم، وهو في الثلاثين من عمره، يعيش في مهجعٍ خانق شبه خالٍ مع 5 رجالٍ آخرين بمدينة دونغ غوان جنوب الصين، يحتوي على أسرِّة بطابقين بجانب الجدران، وأعقاب سجائر منتشرة على الأرضية.

وقال "لي ويبين": "أريد العثور على حبيبة، لكنَّني لا أملك مالاً ولا فرصة لإيجادها. فالفتيات يضعن معايير عالية جداً؛ إذ يُردن منازل وسيارات؛ لذا لا يرغبن في التحدُّث معي".

ولا تقتصر مشكلة "لي" على أنَّه فقير ويكافح لتوفير ما يكفي من النقود لشراء شقةٍ خاصة به؛ بل تكمن كذلك في أنَّ عدد الذكور في الصين يفوق عدد الإناث بكثير. وفي الصين، يمنح الزواج وضعاً اجتماعياً، ويضغط الآباء والأمهات بشدة على أبنائهم لولادة أحفاد. ويوصف العُزَّاب الذين هم على شاكلة "لي"، باستخفافٍ، بأنَّهم "غصون جدباء"؛ لعدم توسيعهم شجرة العائلة.

ولكن، كما يعلم أي عاملٍ في الغابات، فالغصون الجدباء تُشكِّل خطراً لا يقتصر عليها.

وفي مدينة دونغ غوان، حيث تبلغ نسبة الرجال إلى النساء 118 إلى 110، قال "لي" إنَّه تخلَّى فعلياً عن الأمل في العثور على حبيبة، مضيفاً أنَّه يقضي وقت فراغه في اللعب على هاتفه أو مرافقة زملائه في العمل إلى صالات الكاراوكي أو جلسات تدليك القدمين.

وقال "لي": "إنني وحيد.. الحياة مملةٌ وموحِشة!".