آخر الاخبار

وبن شملان يشن هجوما حادا على عقلية الحاكم , وينتقد الحراك الجنوبي بعدم التنسيق

الأحد 26 أكتوبر-تشرين الأول 2008 الساعة 10 مساءً / نشوان العثماني- عدن: مأرب برس ، خاص
عدد القراءات 4445

صباح اليوم وبالتزامن مع تدشينه ظهر أمس في مديرية خور مكسر , أقام مكتب جريدة الصحوة بمحافظة عدن ندوة خاصة حول خصخصة المؤسسات الاقتصادية في محافظة عدن , وآثارها السلبية على المواطنين , والتي أقيمت في مركز "كريتر سنتر" وشارك فيها عدد من الحقوقيين والسياسيين والنقابيين وأعضاء منظمة المجتمع المدني , وأعضاء قياديين من التجمع اليمني للإصلاح , وعدد من السياسيين الذين جاء في مقدمتهم المهندس فيصل بن شملان المرشح الرئاسي عن أحزاب اللقاء المشترك في الانتخابات الرئاسية الماضية 2006م , والذي تحدث في الندوة عما أسماها بـ" النقاط الأساسية , والتي تقف في مستهلها قضية الرقابة عن العمل في القطاعين العام , والخاص , والنظرة الاجتماعية لدى القائمين عليها"

وأشار بن شملان في سياق كلمته إلى أن المشكلة تكمن في "عقلية الحكم في الجمهورية اليمنية " والتي أوضح عنها أنها " غير قابلة للإصلاح " مبيِّنا " لنا ثلاثين عاما , ونحن بنفس هذه العقلية "

وأردف " لكن ليس هنالك مجال للتغيير " متحدثا عما أسماه " السجون في الشمال " والتي قال عنها " المشايخ يسجِنوا, والأمن يسجِن, وهكذا ".

 وكان المرشح الرئاسي السابق قد انتقد الحراك الجنوبي الذي رآه " غير منسق بالشكل الكافي , وأيضا غير محدد المعالم " ونوَّه بأنه يتوجب " أن يجمَّع على مراحل , ومن ثَّم تحدد الأهداف المرحلية , وفي كل مرحلة يدخلوا كل الناس الموافقين عليها" على حد تعبيره.

وأعاب بن شملان على الحراك الجنوبي الذي" يعاني من النقص , فيما لا يزال في البداية" خصوصا , وأن هناك " أطراف كثيرة من الناس يريدون التغيير " ملمحا إلى أن ذلك يعد " خسارة كبيرة , وسيؤدي في النهاية إلى إضعافه بشكل عام , وتفتيته , واختراقه"

عدد من الأوراق قدمت إلى الندوة , وأثرتها. فـ" الخصخصة " عند أ.د/ سمير الشميري – أستاذ علم الاجتماع بجامعة عدن, " لا فائدة منها إذا لم توفر الخبز للجائعين , ولا الكساء , والدواء والطعام للمحتاجين , ولا العدالة للمظلومين , ولا العمل للعاطلين , ولا العزة للمهانين , ولا الطمأنينة للخائفين "

وأوضح الشميري في ورقة مقدمة إلى الندوة تحت عنوان " مفهوم الخصخصة وطريقة تطبيقها في م/عدن" إلى أن الخصخصة " قد تساوقت بعد حرب 1994م , مع عملية نهب البيوت , والمصانع , والمؤسسات , والمتنفسات , والجبال , والحدائق , والشواطئ , والأراضي الزراعية , وأراضي الجمعيات السكنية , وأختلط الحابل بالنابل , وطغى الفساد السياسي للخصخصة على البعد الاجتماعي والأخلاقي وأفرغت الخصخصة من محتواها الإنساني".

وانتقد الشميري بشدة أن ليس " من الإنسانية بمكان خصخصة المصانع والمنشآت والملكية العامة بطريقة شوهاء , أو على أساس الفيد والغنيمة , والنهب والسلب والتلاعب بهذه المؤسسات والمنشآت بمخصصاتها , وأموالها وأصولها , وبرأسمالها البشري"

فالمصانع , ومؤسسات القطاع العام , حسب أستاذ علم الاجتماع بجامعة عدن , عانت من عثرات كان بالإمكان تصويبها بمنهج علمي ورؤية حصيفة وانتشالها من أوضاعها بأقل الأضرار , فكانت هذه المؤسسات - كما رأى – تعاني من " ضعف التخطيط والإدارة غير الحسنة لهذه المؤسسات , وعدم ربط الأجر بالإنتاج , والجهاز الإداري المتضخم , والتخلف التقني وقدم الآليات المستخدمة , والمركزية الشديدة التي تقتل الحركة والإبداع , وتخصيص أسهم من هذه المؤسسات للعاملين فيها , وحفظ حقوق العاملين المادية والمعنوية وعدم هتكها ومصادرتها , وتحويل بعض المؤسسات إلى ملكية مختلطة أو تعاونية , وإشراك ممثلين للعاملين ( النقابة ) في عملية الخصخصة والتصفية حتى لا تتم العملية في الغرف المظلمة , وتمليك بعض المؤسسات للعاملين الذين دفعوا قسطا كبيرا من حياتهم في خدمة وتعمير هذه المؤسسات , وإعادة هيكلة بعض المؤسسات وتقديم العون لها لكي تستقم على قدميها وعدم خصخصتها"

عبد الناصر باحبيب – رئيس الدائرة السياسية لحزب الإصلاح في محافظة عدن قدم مداخلة أظهر فيها " الآثار السلبية الناتجة عن الخصخصة " والتي تأتي في مقدمتها " تسريح العمالة من المشروعات العامة التي يتم تحويل ملكيتها إلى القطاع الخاص , وذلك لوجود عمالة فائضة في هذه المؤسسات"

وأضاف باحبيب في سياق ما رآه ضمن الآثار السلبية للخصخصة إلى أنه " لم يتم معالجة أوضاع العمالة المنتقلة إلى المؤسسات والشركات الجديدة وفقا للمادة ( 26 / أ ) , والتي تشير إلى نقل العاملين المتفق عليهم بنفس الشروط السابقة من مرتبات ومكافآت وحوافز وأية مزايا أخرى , وفقا للتشريعات السابقة النافذة , وتقييد خدماتهم السابقة متواصلة , وفي حالة ما إذا كانت الحقوق في المنشأة الجديدة أفضل فيتم معاملتهم بها"

واختتم باحبيب تلك السلبيات بـ" خصخصة بعض الوحدات الاقتصادية ذات البعد الاستراتيجي , والاجتماعي وبأسلوب يشوبه الغموض والاستعجال , مثل مجمع صوامع الغلال بمنطقة كالتكس , والذي كان يفترض أن يظل بيد الدولة , كون تلك الوحدة تعمل بصورة جيدة , وتعتبر كمخزن للدولة ؛ لمواجهة أي طوارئ كما أنها تعمل على استقرار الأسعار للسلع الأساسية"

فيما أشارت كلمة سمير حسن عن مكتب الصحوة في عدن المنظم للندوة , عن أن هذه الندوة " بداية لانطلاقة حقيقية لنشاط إعلامي , واسع ومشترك بين الصحيفة ( الصحوة ) والأكاديميين والمثقفين والكتاب ومنظمات المجتمع المدني في محافظة عدن " موضحا إلى أنهم يسعون من خلالها إلى إيجاد شراكة حقيقية في سبيل الكشف عن الحقائق , ورفع المظالم عن كاهل هذا الشعب والدفاع عن الحقوق ونصرة المظلوم , على حد تعبيره.

ويعتقد حسن إن موضوع الخصخصة , وتصفية المنشآت الحكومية في محافظة عدن " موضوع عميق لن ينتهي " وقال " بالنسبة لنا في مكتب الصحوة بعدن فإننا سنعقب هذه الندوة بإعداد ملف متكامل سينشر على حلقات في الصحيفة , سنتناول فيها موضوع الخصخصة بعمق أوسع "

وكانت عدد من الشخصيات الحقوقية والسياسية , ومنظمات المجتمع المدني قد قدمت مداخلاتها إلى الندوة التي يقيمها للمرة الأولى مكتب جريدة الصحوة الذي كان قد دُشِّن يوم أمس , وهو أول مكتب إعلامي تفتتحه "مؤسسة الصحوة" في محافظة عدن بمدينة خور مكسر - ساحة العروض.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن