الكويت الاكثر حرية والعراق اسواءها وعدم الاشارة لليمن

الجمعة 24 أكتوبر-تشرين الأول 2008 الساعة 07 مساءً / مأرب برس - تعز- احمد النويهي
عدد القراءات 4048

في أحدث تصنيف لهاصنّفت منظمة "مراسلون بلا واقع الحريات الصحفية في العالم العربي بان الكويت هو البلد الأكثر تمتعاً بحرية الصحافة في العالم العربيبينما جاءت العراق وسوريا والسعودية في المراكز المتاخرة.

وافتتحت المنظمة تقريرها بالقول: " ليس الازدهار الاقتصادي ما يضمن حرية الصحافة وإنما السلام. هذه هي الرسالة الأساسية التي سعت مراسلون بلا حدود إلى بلورتها في نسخة العام 2008 من التصنيف العالمي السنوي لحرية الصحافة المرتقب نشرها في 22 تشرين الأول/أكتوبر".

ووفق التقرير، الذي نشرته المنظمة على موقعها الإلكتروني، فإنّ الكويت حلّت في المركز 61 عالمياً، متقدمة بذلك ستة مراكز على أقرب بلد عربي وهو لبنان، في قائمة ضمت 152 دولة تصدرتها أيسلندا فيما تذيلتها باكستان.

واعتبر التقرير تقدّم لبنان ستّ درجات دليلاً "آخر على أن استتباب الأمن والسلام هما المفتاحان لازدهار الإعلام"، وكسب لبنان 31 مرتبة (المرتبة 66) لعدم سقوط أي ضحية في الاعتداءات التي ضربت البلاد هذا العام. ومع أن الهجوم الذي شنّه حزب الله في أيار/مايو 2008 على بعض المؤسسات الإعلامية المعارضة للنظام السوري لم يسفر عن أي ضحية، إلا أنه أثار موجة من النقمة في المجتمع اللبناني.

وبينما واصل المغرب تراجعه الذي بدأه منذ عامين، ليحل في المرتبة (122)، في منطقة المغرب العربي، فقد سجل المغرب سجن الصحافي مصطفى حرمة الله منعطفاً ساهم في تدهور العلاقات بين الصحافة والدولة. وكشفت سلسلة من الدعاوى المرفوعة ضد صحافيين ومتصفّحي إنترنت أن حرية الصحافة في المغرب تتوقف عند أبواب القصر الملكي.

المحرمات الإلكترونية

فيما احتلت مصر المرتبة (156) بسبب قبضة السلطات هناك على الانترنت والمدونين، فالقمع الممارس على شبكة الإنترنت كشف أيضاً النقاب عن هذه المحرّمات المتعنّتة وقد تسببت تظاهرات أطلقت على الإنترنت بتأجيج العاصمة وإقلاق الحكومة التي باتت تعتبر كل متصفّح خطراً كامناً يهدد الأمة. وإذا بالترشيح يزداد سنة تلو الأخرى فيما لا تتورّع الدول القمعية عن سجن المدوّنين. وإذا كانت الصين تحتفظ بالصدارة بين "جحور الشبكة السوداء" بلجوئها إلى تقنيات متطورة لمراقبة المتصفّحين، فسوريا باتت بطلة إقليمية في القمع الإلكتروني، وأصبحت المراقبة متشددة لدرجة أنه بمجرّد إصدار أي انتقاد، تغدو عملية الاعتقال مسألة وقت ليس إلا.

وحلت خمس دول عربية في ذيل القائمة، وهي العراق 158، سوريا 159، ليبيا 160، السعودية 161، والأراضي الفلسطينية 163.

وأشار التقرير إلى أنّ موريتانيا التي حافظت على موقعها في المرتبة 105 لم تستفد من التحول الديمقراطي، الذي أجهضه الجيش في أغسطس/ آب الماضي.

وقال التقرير إن "الديمقراطيات المنخرطة في حروب خارج أراضيها، مثل الولايات المتحدة وإسرائيل، تتراجع أكثر في التصنيف كل عام مع وجود عدة بلدان صاعدة خاصة في أفريقيا والكاريبي، تقوم بمنح ضمانات أفضل للحريات الصحفية".

 

أوروبا والاتحاد السوفياتي السابق... تحت المجهر

ولا يزال المجتمع الدولي، ولا سيما الاتحاد الأوروبي، ماضياً في التكرار، على سبيل التنافس، أن الحل الوحيد يكمن في "الحوار"، ولكنه يبدو جلياً أنه لم يلقَ آذاناً صاغية طالما أنه بمقدور أكثر الحكومات سلطوية أن تتجاهل الاتهامات المضادة من دون أن تخاطر بأي شيء سوى استياء بلا عواقب يظهره بعض الديبلوماسيين.

فلم تطرأ أي تغييرات على صدارة التصنيف هذا العام فلا زالت تحتل الدول الأوروبية المراتب العشرين الأولى باستثناء كندا ونيوزيلندا وترد الدول الـ 27المنتمية إلى الاتحاد الأوروبي في المراتب الستين الأولى حتى لو كانت بلغاريا التي تعد التلميذة الطالحة في القارة بسبب محاباتها للفساد والعنف السياسي - المافيوي تحتل المرتبة 59 الرديئة؛ إلا أن الجو العام السيئ وتهديدات المافيات وأعمال العنف المرتكبة في إيطاليا (المرتبة 44) والرعب الذي تفرضه منظمة إيتا الانفصالية في إسبانيا (المرتبة 36) تساهم في احتلال هاتين الدولتين مرتبتين متواضعتين.

ومنذ عامين، تحتفظ فرنسا (المرتبة 35) بالرقم القياسي الأوروبي من حيث عدد تدخلات الشرطة والقضاء بسرية المصادر مع إجراء خمس عمليات تفتيش، وتوجيه اتهامين، وإصدار أربعة استدعاءات لصحافيين.

الواقع أن الحراسة النظرية التي فرضتها إدارة مراقبة الأراضي في كانون الأول/ديسمبر 2007 على غيوم داسكييه ( geopolitique.com )، وإخضاع مجلة أوتو بلوس للتفتيش واتهام أحد صحافييها، لتثبت جميعها أن حماية سرية المصادر ليست مضمونة في "بلاد حقوق الإنسان".

يتسم التقدّم في المجال السوفياتي السابق بتدهور خطير للوضع في القوقاز حيث شهدت دولتان من الدول الثلاث التي يتألف منها (أرمينيا، المرتبة 102, جورجيا، المرتبة 120) اضطرابات بالغة استدعت إعلان حالة الطوارئ. وقد أسفر النزاع العنفي بقدر ما هو فجائي في جورجيا عن عدة ضحايا في صفوف الصحافيين.

ولا تزال آسيا الوسطى وبيلاروسيا (المرتبة 154) في مؤخرة التصنيف مع أوزبكستان (المرتبة 162) وتركمانستان (المرتبة 171) في المراتب العشرين الأخيرة. ولم يشهد الوضع في روسيا (المرتبة 141) حيث يتواصل العنف والتنكيل بالصحافيين أي تقدّم مع تسلّم ديميتري مدفيديف مقاليد السلطة.

الجحيم الثابت

ورأى التقرير أن كوريا الشمالية وتركمانستان "جحيماً ثابتاً"، ولا يزال الشعب فيه منقطعاً عن العالم وخاضعاً لثقل بروبغاندا تنتمي إلى عصر آخر. أما في إريتريا (المرتبة 173) التي تحتل المرتبة الأخيرة للسنة الثانية على التوالي، فيستمر الرئيس إساياس أفوركي ومجموعة الوطنيين المصابين بالذهان الهذياني في إدارة أكثر دول أفريقيا شباباً كمعتقل ضخم مشرّع الأبواب والنوافذ.

عالم ما بعد 11 سبتمبر

وخلص التقرير بالقول: "بات عالم ما بعد الحادي عشر من أيلول/سبتمبر واضح المعالم، فالاضطرابات تهز عرش ديمقراطيات كبرى تقف على أهبة الاستعداد للتصدي لأي هجوم وتقضم مساحة الحريات رويداً رويداً، في حين أن أكثر الدكتاتوريات نفوذاً تزداد سلطوية وغطرسة مستفيدة من الانقسامات القائمة في المجتمع الدولي ودمار الحروب المعلنة باسم مكافحة الإرهاب. ولا عجب في أن تفرض المحرّمات الدينية والسياسية نفسها أكثر على مر السنين في دول كانت تشهد، في الأيام الغابرة، تقدّماً ملحوظاً على درب الحرية".