تعرف على ابرز الخلافات بين تركيا والاتحاد الاوروبي

الأربعاء 28 مارس - آذار 2018 الساعة 08 مساءً / مأرب برس - الأناضول
عدد القراءات 2624

 

لم تنجح القمة التركية الأوروبية الأخيرة في مدينة فارنا البلغارية، في إيجاد حل للخلافات الأساسية العالقة بين الطرفين.

وخلال الاجتماع الذي عقد في فارنا الاثنين الماضي، اتفق الجانبان على عقد قمة أخرى، وفق التطورات المحرزة قبيل تسلم النمسا المناهضة لعضوية تركيا، الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي مطلع يونيو/ تموز المقبل.

وتشتكي تركيا المرشحة لعضوية الاتحاد منذ مدة طويلة، من ازدواجية المعايير التي يتعامل بها الاتحاد الأوروبي، حيال تركيا، وبقية الدول المرشحة.

فبينما انضمت دول بدأت مفاوضات عضويتها بعد تركيا بكثير، إلى النادي الأوروبي المشترك، لا تزال أنقرة تواجه عراقيل سياسية، تحول دون عضويتها في الاتحاد.

ومن أبرز الانتقادات التي توجهها تركيا للاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بمسيرة عضويتها التي انطلقت قبل 55 عاما ( 1963)، عدم تصرف الاتحاد بصورة عادلة، وعدم الغاء تأشيرة الدخول للمواطنين الأتراك، والاحجام عن فتح فصول تفاوضية جديدة (تتعلق بمطابقة تركيا لمعايير الاتحاد )، وعدم الإيفاء بالتعهدات.

أما الجانب الأوروبي فيركز في انتقاداته حيال تركيا، على ثلاث نقاط أساسية، ملفات حقوق الانسان والديمقراطية وحرية التعبير.

كما يشكل موقف الاتحاد الأوروبي السلبي، إزاء المحاولة الانقلابية الفاشلة التي قامت بها منظمة “فتح الله غولن” الإرهابية، في 15 تموز/يوليو 2016، أحد أهم عوامل التوتر بين الطرفين في الآونة الأخيرة.

وأدت الانتقادات المتكررة من مؤسسات الاتحاد الأوروبي، والدعوات من بعض دوله لوقف مفاوضات انضمام تركيا، إلى حدوث جمود كبير في العلاقات بين الطرفين.

– أزمة المهاجرين واحياء العلاقات

ساهمت موجة المهاجرين المتجهين نحو أوروبا، بسبب الحرب الأهلية في سوريا، في كسر الجمود و احياء العلاقات مجددا بين أنقرة وبروكسل، حيث عقدت ثلاث قمم بهدف التعاون بين الطرفين، أولها في 29 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015.

ونص البيان الختامي للقمة، على اعادة احياء مسيرة مفاوضات العضوية، من خلال فتح فصول تفاوضية جديدة، وتعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب، والاسراع في الغاء تأشيرات الدخول، وتخصيص الاتحاد الأوروبي 3 مليارات يورو لصالح اللاجئين السوريين المقيمين في تركيا.

كما تعهدت المفوضية الأوروبية بانهاء التحضيرات المتعلقة بفتح 5 فصول تفاوضية تعرقلها قبرص الرومية، لغاية الربع الأول من عام 2016.

ونص البيان الختامي المشترك، على تطبيق “خطة عمل” للتعاون في مكافحة الهجرة غير المنتظمة.

كما عقدت قمة أوروبية تركية ثانية في 7 مارس/ آذار 2016، تمحورت حول الهجرة. أعقبتها قمة أخرى في 18 من الشهر ذاته، أكدت في بيانها الختامي المشترك، مرة أخرى على الاسراع بخصوص الغاء تأشيرات الدخول، وتخصيص 3 مليارات يورو إضافية من أجل اللاجئين السوريين المقيمين في تركيا.

وفي ضوء تفاهمات 18 مارس، انخفضت عمليات الهجرة غير المنتظمة عبر بحر إيجة إلى حد كبير، حيث أوفت تركيا بتعهداتها بما في ذلك إعادة قبول المهاجرين المنطلقين من أراضيها.

أما الاتحاد الأوروبي فلم يلتزم بتعهداته فيما يتعلق بالغاء تأشيرات الدخول، والمساعدة المالية، وإعادة توطين اللاجئين، وتحديث الاتحاد الجمركي.

– الفصول التفاوضية والعراقيل السياسية

ويعد فتح الفصل التفاوضي بشأن “الأحكام المالية المتعلقة بالميزانية”، في يونيو/حزيران 2016، أحد الملفات القليلة التي التزم الاتحاد بها حتى اليوم.

وفيما تم فتح 16 فصلا تفاوضيا من أصل 35 في إطار مسيرة عضوية تركيا في الاتحاد، حتى يومنا، تعرقل قبرص الرومية فتح 6 فصول، وفرنسا فصلين، فضلا عن 8 فصول يحول “البروتوكول الإضافي” دون فتحها.

وكان الاتحاد الأوروبي وتركيا وقعا بروتوكولا إضافيا، عام 2005، بخصوص توسعة الاتحاد الجمركي، بشكل يستوعب الأعضاء الجدد في الاتحاد الأوروبي.

إلا أن إدراج إدارة الشطر الجنوبي من قبرص، كعضو جديد، تحت اسم “جمهورية قبرص”في البروتوكول، اثار حفيظة تركيا، التي تؤكد على أن قبرص الرومية ليست الممثل الوحيد للجزيرة المنقسمة الى شطرين، تركي ورمي.

وأصدرت تركيا بيانا أكدت فيه على أن توقيعها البروتوكول الإضافي، لا يعني الاعتراف بإدارة الشطر الرومي من قبرص، بأي شكل من الأشكال.

بدوره جمد الاتحاد الأوروبي، 8 فصول متعلقة بشكل مباشر بالاتحاد الجمركي، عام 2006، بدعوى عدم إيفاء تركيا بمسؤولياتها الناجمة عن البروتوكول الإضافي، بصورة تامة.

– 1.85 مليار من أصل 3 مليارات

وبموجب التفاهمات بين تركيا والاتحاد الأوروبي، كان يتعين على الاتحاد الاسراع دفع 3 مليارات الأولى، لصالح اللاجئين السوريين في تركيا، و3 مليارات أخرى، لغاية نهاية 2018.

إلا أن اجمالي ما دفعه الاتحاد بلغ 1.85 مليار يورو، مايعني عدم استكمال الحزمة الأولى من المساعدات لغاية اليوم.

– تحديث الاتحاد الجمركي

ورغم أن التفاهمات نصت على البدء بمفاوضات تحديث الاتحاد الجمركي، لغاية نهاية 2016، إلا أنها لم تبدأ رسميا حتى اليوم، في ظل تعنت بعض دول الاتحاد.

– انتقادات أوروبية لتركيا

وخلال مسيرة انضمام تركيا التي أصبحت دولة مرشحة رسمياً لنيل عضوية الاتحاد الأوروبي منذ 2005، تعرضت لانتقادات من الجانب الأوروبي بين الفينة والأخرى، تركزت على ملفات مثل حقوق الانسان، والديمقراطية، وسيادة القانون، وحرية التعبير.

 

ومن بين أسباب التوتر في العلاقات، الانتقادات ذات السقف المرتفع، التي وجهتها مؤسسات أوروبية، للتدابير التي اتخذتها تركيا، عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة في 15 يونيو/ تموز 2016.

وإضافة إلى ذلك، أألقت المقاربات السلبية للجانب الأوروبي لجهود تركيا في مكافحة للارهاب، بظلالها على العلاقات، فضلا عن توصية البرلمان الأوروبي بتجميد مسيرة مفاوضات العضوية مؤقتا، تمهيدا لتعليقها.

الاناضول