ملك الحلوى "علي سعيد" في الراهدة يكشف ل"مأرب برس" عن المواد السرية التي يستخدمها في صناعة الحلوى التي جعلتها أكثر شهره وألذ مذاقاً

الأحد 19 أكتوبر-تشرين الأول 2008 الساعة 11 مساءً / مأرب برس - خاص - تقرير وتصوير - جبر صبر
عدد القراءات 40655

تعتبر الحلويات اليمنية ذات المذاق الخاص والنكهة الرائعة هي أغلى هدية يعود بها من يزور اليمن، وهي أغلى هدية يعود بها من يزور المنطقتين الوحيدتين التي تصنع فيها (العند بلحج ,والراهدة بتعز)، وأصبحت الهدية المفضلة لمن له أقارب مغتربون خارج الوطن.

 تتنوع هذه الحلويات المشهورة ذات الخاصية المعينة وتتعدد أسماؤها: (الهريسة, العرايسي, الخلطة, الصوري وهو أجودها). أي زائرإلى عدن أو تعز يكون في برنامج زيارته مكانين لصناعة أجود الحلويات (العند, الراهدة) وتكون أهم محطة يتوقف فيها للشراء من هذه الحلويات والعودة لأهله وزملائه بها.

 وأنت بطريقك ذاهباً إلى عدن أوقادماً منها وفي منطقة "العند" تبعد بضعة كيلومترات عن مدينة عدن- تشاهد على شارعها العام عدة محلات قريبة من بعضها رافعة عليها لوحات مختلفة في أسامي أصحابها متحدة في مضمون بيعها "حلويات" ويلفت انتباهك أكثر أن كافة اللوحات الإعلانية للمحلات تشير إلى اسم "القباطي" حتى ارتبطت مباشرة لدى الناس صناعة الحلويات بالقباطي. وهي كذلك في أي مدينة وعلى أي محل للحلويات في اليمن تكون باسم القباطي, الأمر الذي جعل الكثير من الناس يتساءلون: لماذا القباطي؟ ولماذا تنسب الحلويات إلى آل القباطي؟ ولماذا صناعتها محصورة بمنطقة القبيطة دون غيرها؟

ملك الحلوى يكشف سر التميز:

 تالياً سنكشف عن ذلك الأمر من خلال الزيارة التي قمنا بها إلى منطقة الراهدة بمحافظة تعز ولقائنا بمنبع حلويات اليمن المشهورة وبنقطة بداية انتشارها إلى عموم مناطق الجمهورية, ومن خلال لقائنا بالشخص الوحيد صاحب الامتياز في صناعتها وصاحب فكرة صناعتها ومن ارتبطت أجود الحلويات اليمنية باسمه, التقينا بمن يطلق عليه " ملك الحلوى " ليروي لنا تفاصيل بداية صناعته الحلوى، ويكشف لنا عن سر تميز وشهرة الحلويات التي يقوم بصناعتها. ويكشف عن السر الذي يجعل حلوياته ذات المذاق الرائع والشهرة الواسعة التي تجعل الكثير من الناس يسافرون إليه من أماكن عدة وبعيدة ليحظوا بشراء أجود الحلويات, ولأنها المرة الأولى التي أزور فيها الراهدة كنت أتوقع أن أرى محلات " علي سعيد"، التي سمعنا بها كثيرا على الشارع العام وأن أجدها محلات واسعة, لكننا عند وصولنا الراهدة والسؤال عن محلات "علي سعيد" وشهرته تبدوا كنار على علم , أشاروا إلى عنوانه وعند وصولنا محله تفاجأنا بمحل صغير في شارع فرعي ضيق، وفي إحدى الحارات المغمورة.

سر تميز حلوى القباطي:

وعند دخولي المحل لفت انتباهي شهادات شكر وتقدير تملأ بها جدران المحل وعليها الشكر والتقدير لصاحب المحل "علي سعيد القباطي" لما يقدمه من جودة وتميز في صناعة الحلوى, هذه الشهائد التي تزين المكان هي من جهات مختلفة حكومية وخاصة وشخصيات اعتبارية.

وبعد طلبي مقابلة "ملك الحلوى" علي سعيد – خرج شخص يبدو على وجهه البشاشة والبسمة مرحباً بي وعند سؤالي له: عن فترة عمله بهذا المجال أج اب " إنه بدأ العمل بصناعة الحلويات منذ "70 عام" عبر معمل حلويات صغير، وتدرج في العمل حتى أصبح يمتلك فروعاً في كافة محافظات الجمهورية وارتبطت أسماء المحلات كافة باسمه "القباطي" كونه صاحب البداية والفكرة. وتوجد هناك محلات حلويات عدة تنسب إلى القباطي لتميزه وجودة حلوياته فهو صاحب الشهرة في صناعة الحلويات، وما تقوم به بعض المحلات من انتساب إليه إنما ذلك تقليداً له حسب قول "علي سعيد" , وإن كانت تلك المحلات تبيع الحلويات التي يبيعها إلا أنها كما كشف لنا لاتملك "سـر" تميزها بمذاقها الخاص ونكهتها المختلفة.. 

ولكي يؤكد لنا ذلك قام بإخراج مواد خاصة هي سر تميز حلوياته وجعلها ذا مذاق رفيع.. فيقول: صحيح أنهم يسمون محلاتهم باسمي لكنهم لا يملكون هذا السر.. وعند سؤالي له: عن ماهية هذه المواد ومكوناتها ومن أين يأتي بها؟ أجاب: هذه مقويات للجسم.. يقوم بعملها من الأشجار ,,رافضاً الإفصاح عن نوعية هذه الأشجار ومكانها مكتفيا بقوله "إنها أشجار وحسب دون تسمية أنواعها, وتوجد باليمن دون تسمية مكان معين لها". وهي عبارة عن زيت والأخرى عن مادة بيضاء مطحونة.. يقول إنه يقوم بجمع تلك الأشجار ومن ثم طحنها وعملها حتى تصير كذلك. وأراد أن يؤكد لنا تميزه أكثر وتفرده بذلك السر الذي لا يعرفه أحد غيره فقام بوضع كمية قليله من مادة الزيت على المكان الذي تصنع فيه الحلويات " المحلاية " لنشتم نكهة متميزة وفريدة، قائلاً "هذا هو سر جودة حلوياتي والذي لايملكه أحد غيري, وهذه المواد يدفعون عليها ملايين لكي يحصلوا عليها, وهذا سر تميزي وشهرة حلوياتي".

 

والغريب في الأمر الذي فاجأنا به "علي سعيد" أنه يبلغ من العمر "114 عام"، إلا أنه لايزال يتمتع بحيوية وروح الشباب ومن يراه لا يصدق أنه بهذا العمر. كما يؤكد لنا أن الذي جعله يتميز بهذه الصحة والحيوية تناوله الحلويات، حيث توجد فيها المادة السرية التي يستخدمها عند صناعته الحلويات، وهي التي أعطته القوة في الجسم والحيوية دون أن تظهر عليه آثار الشيخوخة أو كبر السن. وهي أيضا التي جعلته يتميز ويشتهر دون غيره. ويشيرعلينا بيده إلى المادة السرية التي يستعملها دون أن يطلق عليها اسماً فهي عبارة عن مادة مطحونة فيقول: هذه هي التي تجعل من الشخص قوياً جسدياً وجنسياً أيضاً!!

يمتلك 18 محلا:

وعند سؤالي له عن عدد محلاته وعدد من يعمل لديه قال: "لدي 18 محلاً في الراهدة وحدها، وفروع عدة في مختلف محافظات الجمهورية. مشيراً إل ى أن لديه 62 عاملاً ويدهشك أكثر عندما يخبرك: أن كل هؤلاء الـ62 فرداً كلهم أبنائه وأحفاده وهم فقط الذي ن يعملون في محلاته دون الاستعانة بشخص آخر, فهو يقوم بتعليمهم تلك المهنة أو الحرفة منذ صغرهم.

ورغم تواضع المحل الأساسي الذي بدأ به صناعة الحلوى من 70 عاماً ولا يزال فهو راض مقتنع بذلك قائلاً: "أنا مرتاح بهذا المحل بالرغم من استطاعتي عمل محل آخر أكبر، وفي أي مكان، إلا أنني أرى أن هذا المحل بداية عملي هو البركة, وهو الذي جعلني أتوسع بمحلات أخرى في اليمن.

ولاحظت على "ملك الحلوى" أثناء حديثي معه ترديده انه بات سعيداً وأكثر استقراراً بعد الوحدة بعد معاناته الشديدة التي قال إنه عاشها أيام التشطير, مضيفاً "مرة يودوننا تبع لحج ومرة يودوننا تعز" فسبب له ذلك معاناة حيث كان يقوم أشخاص بنهبه وأخذ أمواله متهمينه بأنه مخرب وغير ذلك من الاتهامات حسب تعبيره, لكنه يقول "ان وضعه بعد الوحدة أصبح أفضل بكثير وتوسع في محلاته وعمله".

 ورغم تواضع محله الصغيرالمصنع الأول للحلويات والمنبع الوحيد إلاّ أنه يقوم بصناعة مئات الكيلو هات من الحلويات باليوم، حيث يؤكد علي سعيد أنهم يبيعون أكثر من 600 كيلو باليوم، يستخدم لصناعتها أكثر من 12 كيس سكر وكيس نشأ وهي مكونات الحلويات إضافة إلى المواد السرية التي يحتفظ بها لنفسه ولا يعرف أحد سواه تلك الخبرة كما يصفها, رافضاً: نقلها لأي شخص حتى لأبنائه.. سألته: لماذا لا تنقل هذا السر إلى أبنائك لكي ينتقل إليهم بعد وفاتك ولاسيما وأنت بهذا السن؟ أجاب: كل واحد رزقه على الله, لكني لم أعط أي أحد هذه الخبرة فقد يبيعونها.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن