آخر الاخبار

حملات حوثية للتجنيد والشرعية تستعدّ لمعركة في صنعاء

الثلاثاء 16 يناير-كانون الثاني 2018 الساعة 09 صباحاً / مأرب برس- العربي الجديد
عدد القراءات 5392

   

بعد الانتصار الذي حققته جماعة أنصار الله (الحوثيين)، في اليمن، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، بإخماد انتفاضة حلفائهم الموالين للرئيس الراحل علي عبدالله صالح في صنعاء، ثم الخسائر التي مُنيت بها بتراجعها في بعض جبهات المواجهات، في الأطراف (أبرزها بيحان والخوخة)، اتجهت الجماعة، لحملة تجنيد رسمية وغير مسبوقة، لتعويض الخسائر والاستعداد لمرحلة تصعيدية مقبلة مع القوات الموالية للشرعية بدعم من التحالف بقيادة السعودية والإمارات.

في هذا السياق، أكدت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، أن "الحوثيين بدأوا منذ أيام، حملة رسمية للتجنيد في مختلف المحافظات الخاضعة لسيطرتهم، بما فيها العاصمة صنعاء. ومن المقرر أن تشمل كافة المناطق التي تسيطر عليها الجماعة، في وسط وشمال وجنوبي غرب البلاد، لضمّ المجندين إلى صفوف الجيش الخاضع لصفوفها. ويشارك في الحملة، المسؤولون المحليون، بما في ذلك محافظو المحافظات الموالون للجماعة، وتستدعي الأخيرة الوجهاء والشخصيات المؤثرة في المناطق، للمشاركة في حملاتها ومطالبتهم بتجميع المجندين".

وخلال الأيام القليلة الماضية، دشن الحوثيون حملات التجنيد في أمانة العاصمة (المدينة) وفي محافظة صنعاء (الريف)، بالإضافة إلى محافظات ذمار وإب والمحويت وريمة وصعدة وعمران والحديدة. كما أقاموا مهرجانات وعقدوا اجتماعات للتدشين على مستوى المديريات. وأسند الحوثيون الجماعة تحركاتهم بحملة مساندة ودعوات على كافة المستويات، بما في ذلك، الجانب الديني، فدشّن "علماء" موالون للحوثيين، الأسبوع الماضي، حملة بعنوان "النفير في سبيل الله والالتحاق بمعسكرات التجنيد"، أكد خلالها رئيس ما يُسمى "رابطة علماء اليمن"، الموالية للحوثيين، شمس الدين شرف الدين (عينه الحوثيون مفتياً للديار اليمنية)، على "وجوب الجهاد والدفاع عن الأرض والعرض" وفق قوله، داعياً رجال الدين في كافة المحافظات للتحرك والدفع بالرجال إلى "جبهات القتال".

وكان الحوثيون قد بدأوا حملة التجنيد، من خلال إعلان رسمي صادر عن وزارة الدفاع الخاضعة لسيطرة الجماعة، والتي أعلنت فتح باب التجنيد الطوعي، أمام المواطنين للأعمار ما بين 18 و40 عاماً. وفي سياق المحاولات لإغراء المنضمين، وعد الحوثيون بتسليم مرتبات الملتحقين في صفوف الجيش، وسط أنباء عن عملية استدعاء للجنود من أفراد الجيش والأمن المتواجدين في منازلهم منذ بدء الحرب، وطالبهم الحوثيون بالعودة إلى معسكراتهم للالتحاق بجبهات القتال مع القوات الموالية للشرعية والتحالف بقيادة السعودية والإمارات.

وفي ظل الحملة، تحدثت مصادر تابعة للشرعية، عن "ضغوط يمارسها الحوثيون على بعض وجهاء القبائل والشخصيات المحلية في بعض المناطق، بمطالبتهم، بحشد أعداد من المجندين، بشكل إجباري". وهو ما نفاه الحوثيون الذين حرصوا في الحملة الأخيرة على تسميتها بـ"التجنيد الطوعي"، على الرغم من الدعوات الصادرة من بعض قيادات الجماعة للجوء لـ"التجنيد الإجباري". وقال أحد وجهاء القبائل لـ"العربي الجديد"، ممن حضر مقربون له اجتماعاً دعا إليه الحوثيون، إن "الحضور جاء، خوفاً مما يترتب على عدم الاستجابة لدعوتهم بالحضور، وهو اتهامهم الضمني بالتخاذل".
وتكبد الحوثيون، منذ تصاعد الحرب في البلاد مع تدخل التحالف بقيادة السعودية في مارس/آذار 2015، أعداداً كبيرة من القتلى والجرحى، إلا أنهم ومنذ الأشهر الأولى للحرب، عوّضوا ذلك، بحملات تجنيد، من حين لآخر، تحت عناوين مختلفة، من "التعبئة العامة"، إلى تأييد "الخيارات الاستراتيجية" (أعلن عنها زعيم الجماعة، عبدالملك الحوثي)، مروراً بما يُسمى بـ"النكف" القبلي لتجميع المقاتلين من أبناء القبائل (وهو عرف قبلي يلزم كافة القبائل بحمل السلاح والمشاركة في المواجهات)، إلا أن حملات التجنيد، شهدت نقلة جديدة، بعد تخلص الحوثيين من حليفهم علي عبدالله صالح، والذي اعتبروا أنه "كان يعيق بعض توجهاتهم الرامية لرفد الجبهات".

وجاء انهماك الحوثيين أخيراً، بحملات تجنيد رسمية، في مناطق سيطرتهم، التي مثلت خزاناً بشرياً للقبائل، الموصوفة بأنها "مسلّحة"، عقب التطورات الأخيرة، التي خسروا فيها مناطق كبيحان في محافظة شبوة، وإلى جانبها مديرية على الأقل في محافظة البيضاء، فضلاً عن مديرية الخوخة في محافظة الحديدة. كما تواصلت المواجهات على أكثر من جبهة في المناطق القريبة من الحدود السعودية وفي محافظة الجوف.
ومن زاوية أخرى، أتت حملات التجنيد الحوثية، في ظل الأنباء الواردة عن استعدادات قوات الجيش اليمني الموالية للشرعية، لموجة جديدة من التصعيد العسكري نحو العاصمة صنعاء، بالإضافة إلى أنباء إنشاء معسكر على الأقل، لاستقطاب الموالين للرئيس الراحل، وتجنيدهم، بقيادة نجل شقيقه، طارق صالح، الذي ظهر أخيراً من محافظة شبوة الجنوبية، مع الانقسام الكبير، في أوساط الشرعية، إزاء منح دور لموالين لصالح ونجل شقيقه، الذي كان أبرز أذرع صالح العسكرية، خلال تحالفه مع الحوثيين.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن