صنعاء بعد مقتل صالح: صدمة وقلق.. واحتفالات

الأربعاء 06 ديسمبر-كانون الأول 2017 الساعة 09 صباحاً / مأرب برس _متابعات
عدد القراءات 7900


بدت بعض أحياء مدينة صنعاء الثلاثاء "كمدينة أشباح"، فيما عبّر عدد من سكانها عن صدمتهم غداة مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح على أيدي الحوثيين. في الوقت نفسه، كان قسم آخر من السكان في العاصمة المنكوبة يحتفلون ب"سقوط المؤامرة".

وخلت الشوارع من المارة وأقفلت المحلات التجارية أبوابها، بحسب ما افاد شهود وكالة فرانس برس، فيما خيّم هدوء حذر على أحياء عدة في المدينة بعد قرابة أسبوع من المعارك المتواصلة بين الحوثيين وانصار صالح.

وقال محمد، وهو أحد سكان شارع حدة، "خرجت الى الشارع فلم أرَ سوى القليل من الناس، صمت وخوف يكتنف الأحياء وكأنها مدينة أشباح". وأضاف "أيعقل أن تخلو مدينة يسكنها ثلاثة ملايين نسمة من الحركة؟".

وأضاف "لم تكن صنعاء بهذا الوضع حتى في أيام حرب صالح مع معارضيه عام 2011".

وقُتل الاثنين علي عبدالله صالح على أيدي الحوثيين جنوب صنعاء، بعد انهيار التحالف بين فريقيهما قبل أيام، ومعارك استمرت اسبوعا. وقالت مصادر أمنية لدى الحوثيين ان هؤلاء سيطروا على كل المواقع التي كانت خاضعة لأنصار صالح في صنعاء بعد ساعات قليلة من مقتله.

وقال عمر يحيى (صيدلي) لوكالة فرنس برس "رغم أنني كنت أكره علي عبدالله صالح، إلا أنني عندما سمعت أن الحوثيين قتلوه بكيت عليه وتأثرت بموته".

وعمر البالغ 29 عاما لم يعرف اليمن يوما من دون صالح الذي انتخب رئيسا لليمن الجنوبي عام 1978 ليحل مكان رئيس اليمن الشمالي أحمد الغشمي بعد مقتله، وأصبح أحد مهندسي توحيد اليمن عام 1990، ورئيسا له.

وقالت أم محمد البالغة 45 عاما "علي عبدالله صالح كان بالنسبة لنا مثل الأب"، مضيفة "قتله الحوثيون، لكن هناك من سينتقم له".

وعزز الحوثيون نقاط التفتيش في المدينة خلال الساعات الماضية. وخرج عدد قليل من السكان من منازلهم للاطمئنان على أقاربهم أو لشراء ما يأكلونه.

وقال المقاتل الحوثي أبو علي "الوضع آمن والحمد لله. تمت السيطرة بالكامل على مواقع الميليشيات" الموالية لصالح.

واضاف ان "الخوف الذي كان سائدا ولى مع رحيل الميليشيات".

- بين "سقوط المؤامرة" والقلق على المستقبل –

واذا كان الصمت سائدا في جنوب العاصمة، في شمالها، وفي شارع المطار تحديدا، تظاهر بعد ظهر الثلاثاء آلاف من مؤيدي المتمردين الحوثيين احتفالا، حسب قولهم، ب"سقوط مؤامرة" حليفهم السابق.

لكن لفت ان الشعارات والهتافات لم تتعرض لعلي عبدالله صالح الذي تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي صور جثته المدماة أمس يحملها مسلحون.

ولم يعرف شيء عن مكان وجود الجثة وعما اذا كان تم دفن صالح أم لا.

وهتف المتظاهرون بشعارات مثل "صنعاء حرة" او "اليمن شعب واحد".

واختتمت المسيرة بكلمة لقيادي من المتمردين محمد علي الحوثي قال فيها "اليوم نحن في موقع جديد ويمن جديد، يمن يتغلب فيه الشعب اليمني على كل المؤامرات". لكنه أكد أيضا بالقول "نحن أخوة مع الجميع".

الا ان نائف منصر البالغ 45 عاما المتحدر من تعز، ومن سكان صنعاء منذ 18 عاما، قال لفرانس برس "لا أعرف كيف سيكون مصير صنعاء الان. يبدو اننا قادمون على مرحلة جديدة من القمع. وأي شخص سيطلب شيئا من سلطة الأمر الواقع، سيكون مصيره القتل".