الدبلوماسية العسكرية.. بعيدا عن الوطن قريباً من الأسرة

الثلاثاء 09 سبتمبر-أيلول 2008 الساعة 02 مساءً / مأرب برس – ألأهالي
عدد القراءات 10003

الأسبوع الماضي بعث الرئيس علي عبدالله صالح رسالتين إلى ملك المملكة العربية السعودية حملها العقيد أحمد علي عبدالله صالح قائد الحرس والقوات الخاصة ورسالة أخرى إلى ملك الإمارات العربية المتحدة وحملها اللواء علي محسن صالح الأحمر. الموضوع الجوهري ليس مضمون الرسائل فكل الرسائل والوفود العربية واللجان والمؤتمرات لا تعدو أدوات تنسيق لحماية البقاء وتأمين الكرسي من خطر الشعوب وقمع وعيها أو بوادر حراك للسؤال عن حقوقها ومشروعية من يحكمها!!

دلالة حاملي الرسائل العقيد أحمد علي واللواء علي محسن من شخص رئيس الدولة اليمنية حامي مصلحة اليمن، أن الأمر بدا وكأنها رسائل عالية يحملها أولو العصبة من العائلة للأسر المالكة في المحيط المجاور والدلالة الأهم أن أعضاء من العائلة المالكة اليمنية حملوا رسائل للعائلات الملكية المجاورة في لحظة داخلية هي أقرب أن توصف ببروز رغبة جامحة لإنهاء فعالية الديمقراطية الوليدة أو الناشئة في اليمن.

خصوصا مع الإصرار على استبعاد الطرف الآخر في المعادلة الوطنية السياسية في الداخل وهنا لا يمكن لأي حصيف أن يقفز على دلالة استبعاد الخارجية اليمنية كمؤسسة تمثيلية لليمن والاستعاضة عنها بالمقربين من الأسرة.

صحيح أن الرئيس قالها بوضوح في أكثر من مناسبة عن أهمية أصحاب الولاء من المقربين على رأس المواقع الأمنية والعسكرية ضمانا لعدم تكرار سيناريو الانقلابات التي أفل زمانها وإن بزغ في موريتانيا، لكن أن ينتقل هذا الدور إلى الدبلوماسية اليمنية فلا أظن أن هناك ما يستوجب استبعاد الدكتور القربي لإيصالها أو حتى علي الآنسي مدير مكتب الرئاسة والذي عرف دائما بمهمة الابتعاث الخاص والرسائل ذات الخصوصية والأهمية.

وإذا ما اقتربنا من جوهر الرسائل فإنها لا تحمل شيئا جديدا فالسعودية مطلوب منها دعم اليمن ماليا وإذا كان لديها أسلاك شائكة للفصل الجغرافي وليس العنصري على الحدود فإن النظام اليمني لديه أسلاك مغناطيسية لجذب الدعم والمساندة المالية فالخطر الشيعي -كما يسميه النظام- كأسد جريح يرقد في خاصرتها والتفجيرات الإرهابية وإن وقعت في حضرموت إلا أن المخطط يستهدف المملكة بحسب التصريحات الرسمية وبالتالي فلا مفر من تقديم الدعم المالي والمعنوي.

وكذلك الإمارات التي ظلت بعيدا عن تقديم الدعم وحصار اليمنيين ومنعهم من دخول أراضيها فإن الدبلوماسية اليمنية الخاصة والعسكرية تستطيع تذكيرها بالمرارة الملازمة وهي «احتلال جزرها من قبل إيران».

وبالتالي فإن عليها أن تفتح خزائنها لتقوم اليمن بشفاء غليلها والانتقام لها من إيران ولكن على الأرض اليمنية والمحصلة النهائية للدبلوماسية العسكرية هي استجلاب الدعم من الخارج وإيصال رسالة للداخل عن وحدة الأسرة وتماسكها خصوصا مع اتساع دائرة الساخطين والطامعين على حد سواء.