آخر الاخبار

تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! مجلس الوزراء يُغرق وزارة الدفاع بالثناء اللفظي ويتجاهل صرف رواتب الجيش واستحقاقات وزارة الدفاع المالية صناعة القرارات الرئاسية في زمن رئيس مجلس القيادة الرئاسي.. قرارات تعيين رغم اعتراض غالبية الرئاسي وقرات يتم تهريبها بسرية .. تفاصيل لجنة المناصرة والتأثير بمحافظة مأرب تعقد ورشة عمل ناقشت دور السلطة المحلية والأحزاب والمنظمات في مناصرة قضايا المرأة رسالة من أمهات وزوجات المختطفين لقيادات جماعة الحوثي : ''نأمل أن نجد آذانا صاغية'' في اجتماع بقصر معاشيق.. قرارات وموجهات جديدة للحكومة اليمنية خلال رمضان فقط.. رابع حادثة وفاة لمختطفين في سجون الإنقلاب الحوثي قضاة محكمة العدل الدولية بالإجماع يوجهون امرا لإسرائيل .. تفاصيل

ثقافة النهب باليمن ارتقت إلى مصاف «الواجب»

الإثنين 22 مايو 2017 الساعة 09 صباحاً / مأرب برس - الحياة
عدد القراءات 2174

يتباهى محمد ( 22 سنة) بنهبه مولداً كهربائياً من مستودع حكومي في صنعاء فيما يعترف المعلم الثانوي عماد (33 عاماً) بأنه يمنح مدير المدرسة نصف راتبه الشهري مقابل أن يتركه يتفرغ لمهنة بيع القات.
تختلف تبريرات عماد ومحمد وهما اسمان مستعاران، لما يفعلانه لكنهما يتفقان على اعتبار نهب المال العام سلوكاً غير مشين. وهما في هذا لا يشكلان حالة نادرة بل ينتميان إلى ظاهرة منتشرة في اليمن.
فلئن شكل الفساد وتحويل الدولة إلى إقطاعية عائلية سبباً في اندلاع ثورة 11 فبراير 2011 الشبابية السلمية، التي أجبرت الرئيس السابق علي عبدالله صالح على التنحي، بيد أن ممثلي الثورة في الحكومة لم يقدموا نموذجاً يحتذى لجهة النزاهة ومكافحة الفساد، بل باتوا منافسين للنظام السابق في خرق القوانين ونهب المال العام.
ومنذ اندلاع الحرب الاهلية التي تشهدها البلاد على خلفية الانقلاب المسلح الذي نفذته في 2014 ميليشيات الحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، ساد الفساد.
وصحيح أن الحرب مثلت كارثة غير مسبوقة حلت بالشعب اليمني إلا أنها كشفت حقيقة القوى السياسية والدينية التي ظلت تتشدق بالنزاهة والوطنية وفق ما يقول الناشط السياسي منير عون، مؤكداً لـ «الحياة» أن الخلل كامن في بنية المجتمع نفسه.
وفي وقت صار الاقتصاد اليمني «اقتصاد تسول» بامتياز، تستمر حكومة الانقلابيين في صنعاء تقديم نموذج للحكم لا يقل سوءاً عن النظام السابق، علماً أنه ينظر إلى ميليشيات الحوثيين بوصفها الشكل الأحدث للجماعات المضادة لمفهوم دولة القانون والمواطنة.
وتقول الناشطة المدنية نهى مسعود لـ «الحياة»، إن الحوثيين «لم يكتفوا بإحياء ثقافة النهب بل ورفعوها إلى مصاف الواجب»، مستدلة بالوثيقة الفكرية التي أقروها في 2012. وثقافة الإغارة والنهب ثقافة قديمة تعود إلى عصور قديمة سابقة للإسلام، ويبدو لافتاً أن التطور الاجتماعي والسياسي الذي شهده المجتمع اليمني على مدى قرون لم يحد من هذه الثقافة بل أعاد إنتاجها بصيغ أخرى.
وعند اجتياحهم صنعاء يوم 21 أيلول (سبتمبر) 2014، برر الحوثيون سيطرتهم على مؤسسات الدولة بـ «إسقاط الحكومة الفاسدة»، إلا أنهم عملياً مارسوا فساداً غير مسبوق كنهب سلاح الدولة والاستيلاء على أموال الصناديق الحكومية والخاصة وتعيين موالين بلا مؤهلات في وظائف وممارسة الجباية غير القانونية، علاوة طبعاً على تقويضهم العملية السياسية برمتها.
وفي ليل 21- 22 أيلول (سبتمبر) 2014، كان محمد ضمن مجموعة حوثية مسلحة اقتحمت مستودعات للجيش شمال غرب صنعاء. ويذكر الشاب الذي فضل ذكر اسمه الأول فقط، والذي ينتمي إلى أسرة فلاحية تقطن محافظة صعدة، أن ما غنمه لا يساوي شيئاً مقابل غنائم رفاقه المسلحين. وأكد لـ «الحياة» أن فعله هذا «لا يندرج في إطار السرقة»، وقال «عيب أن يسرق القبيلي! والشريعة تنص على قطع يد السارق».
وترى الموظفة الحكومية ابتسام عبد الولي (36 عاماً) أن ممارسات الحوثيين هي ثمرة تاريخ شعبي ورسمي يحتقر العمل ويعتبر الاستيلاء على المال العام وقطع الطريق نوعاً من الرجولة.
ويتهم النظام السابق بنهب الثروة ونشر ثقافة الفساد. فخلال فترة حكمه التي استمرت 33 عاماً، حول علي عبدالله صالح الدولة إلى إقطاعية عائلية، معتمداً توسيع شبكة الفساد وشراء الولاءات وشخصنة مؤسسات الدولة.
ووفق دراسة ميدانية أعدها عبد القوي علي جميل لنيل درجة الدكتوراه، يعد استغلال النفوذ واختلاس المال العام والمحاباة والتحيز لجماعات وأفراد دون وجه حق والتلاعب في تحصيل الإيرادات أكثر أنماط الفساد شيوعاً في القطاعات الحكومية اليمنية.
وتعتبر ممارسات النهب، المعروفة شعبياً بـ «الفيد»، أحد أسباب عدم الاستقرار في البلد الأفقر، وهي ثقافة مكرسة، حيث شاع النهب المعلن في المناطق القبائلية، فيما أخذ في الأوساط المدينية أشكالاً أخرى.
ويقول المعلم الثانوي عماد لـ «الحياة»، إنه مستعد أن يعود إلى وظيفته ويكف عن رشوة المدير بشرط أن يتوقف كبار المسؤولين عن الفساد وخرق القوانين وتوظيف الأقارب والموالين.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن