مواقف مشرّفة تواجه ترامب.. شركات ومشاهير يتضامنون مع اللاجئين

الأربعاء 01 فبراير-شباط 2017 الساعة 12 مساءً / مأرب برس - الخليج أونلاين
عدد القراءات 2981
لم يمضِ على توقيع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قراراته الخاصة بحظر دخول مواطني دول إسلامية واللاجئين 24 ساعة، حتى امتلأت العديد من مطارات الولايات المتحدة بالأمريكيين المحتجين على القرارات، الذين فضلوا الاحتشاد والتظاهر والتنديد بقرارات ترامب على قضاء إجازة نهاية الأسبوع على النحو الذي يعتاده الأمريكيون.
في حين تواترت ردود الفعل المناهضة للقرارت الجديدة من قادة شركات كبرى، بينها شركات التقنية في وادي السيليكون، ودول غربية، ومشاهير.
وكان الرئيس الأمريكي وقّع على قرارات، يوم الجمعة 27 يناير/كانون الثاني، تقضي بتعليق دخول المواطنين من ست دول عربية، في مقدمتها سوريا، إلى جانب إيران لمدة 90 يوماً، وذلك في خطوة يُنظر إليها على نطاق واسع داخل وخارج الولايات المتحدة على أنها "تمييز ديني" يستهدف المسلمين بشكل خاص، خاصة أنها تأتي في أعقاب وعده الانتخابي الذي يقضي بحظر مؤقت لدخول المسلمين، ريثما يتم تطبيق إجراءات "التدقيق المشدد".
وينص القرار، الذي يحمل اسم "حماية الأمة من دخول الإرهابيين الأجانب إلى الولايات المتحدة"، أيضاً على حظر دخول اللاجئين الفارين من الحرب في بلادهم من جميع دول العالم، بما يعني تعطيل برنامج دخول اللاجئين في عموم البلاد، لمدة 120 يوماً.
مشاهير وشركات يرفضون التمييز
وتضامن عدد كبير من المشاهير مع المتضررين، ونشروا صوراً وتغريدات عدة، لقيت متابعة واسعة. وفي هذا الإطار، نشرت نجمة تلفاز الواقع الأمريكية الشهيرة كيم كارداشيان، بياناً إحصائياً على حسابها في تويتر، يوضح أن أمريكيين اثنين فقط يلقيان حتفهما سنوياً على يد مهاجرين جهاديين إسلاميين، مقابل أكثر من 11 ألفاً يلقون حتفهم في أعمال عنف على يد أمريكيين آخرين.
وأعيد تغريد ما نشرته أكثر من 100 ألف مرة، بعد 12 ساعة على نشرها.وعلى صعيد الدول، رد رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، على قرارات ترامب بعدة تغريدات متضامنة مع المتضررين، مرحباً بهم في بلاده، وقال ترودو في تغريدة على موقع تويتر: "إلى الذين يهربون من الاضطهاد والرعب والحرب، عليكم أن تعرفوا أن (كندا ستستقبلكم بغض النظر عن معتقداتكم)".
وأضاف أن "التنوع يصنع قوتنا"، وكتب: "أهلاً بكم في كندا". كما نشر صورة له وهو يستقبل أول دفعة من اللاجئين إلى كندا في ديسمبر/كانون الأول 2015.
لكن هذا الموقف غير المسبوق سرعان ما دفعت كندا ثمنه، على ما يبدو، وذلك بعدما عمد متطرفون إلى مهاجمة مسجد للمسلمين في مقاطعة كيبيك الكندية، الأمر الذي أسفر عن مقتل 6 مصابين وإصابة آخرين، وهو ما وصفه ترودو بـ"الهجوم الإرهابي" و"العنف الهمجي".
وعبرت كل من ألمانيا فرنسا وبريطانيا عن معارضتها لقرارات ترامب الجديدة، وفي حين أكدت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي رفضها القرارات، ذكر مكتبها أن مواطنيها مزدوجي الجنسية ليسوا مشمولين بها، بعد تأكيدات حصلت عليها من واشنطن. من جهتها، عبرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن أسفها للقرارات، معتبرة أنها "غير مبررة". أما وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك إيرولت، فقد عبر عن قلق بلاده من قرارات ترامب الهادفة إلى الحد من دخول المهاجرين المسلمين.
أما شركات التقنية الأمريكية الكبرى والشركات الأخرى متعددة الجنسيات، فقد كانت ذات الصوت الأعلى في انتقاد ترامب وقراراته بشأن منع دخول اللاجئين، مثل فيسبوك وتويتر وجوجل وسلسلة مقاهي "ستارباكس" وشركة السيارات الكهربائية "تيسلا" وشركة تطبيق استدعاء السيارات عبر الهاتف الذكي "أوبر".
وفي حين قالت "تويتر" إن المهاجرين هم من بنى الشبكة الاجتماعية، متعهدة بالوقوف معهم دوماً، نشرت "ستاربكس" رسالة إلى شركائها وعملائها في العالم تعرب فيها عن تضامنها معهم، لا سيما أولئك المنتمين إلى الدول المستهدفة بقرارات ترامب، ووعدت بتوظيف 10 آلاف عامل لديها من اللاجئين، في رد قوي على ترامب.
أما ترافيس كالانيك، الرئيس التنفيذي لشركة "أوبر"، فقد عبر عن تضامنه مع سائقي الشركة المنتمين إلى الدول المستهدفة بقرار ترامب، في حين وصف القرار بـ"الظالم". من ناحيته، أكد جامي ديمون، رئيس مجلس إدارة مجموعة "جيه بي مورجان تشيس"، أكبر مجموعة مصرفية في الولايات المتحدة، أن المجموعة ستدعم أي موظفين لديها يتضررون من قرار ترامب.
وبما أن قرارات المنع مشددة ولم تنص على استثناءات، فقد تعرض العديد من اللاجئين والمواطنين القادمين من الدول المستهدفة بالحظر للاعتقال في عدة مطارات بالولايات المتحدة، ما وجه بوصلة الأمريكيين الغاضبين من سياسة الهجرة الجديدة وترامب نحو المطارات، واتجهت الحشود بالفعل إلى مطار جون كينيدي الدولي في نيويورك إثر اعتقال عراقيين اثنين أُطلق سراحهما في وقت لاحق تطبيقاً لحكم قاضية فيدرالية قضت بوقف جزئي لقرار ترامب، وأظهر عدد من المسؤولين في نيويورك دعماً للاحتجاجات.
القاضية آن دونلي، من المحكمة الفيدرالية في بروكلين بنيويورك، أصدرت بعد الدعاوى المستعجلة التي تقدمت بها منظمات حقوقية، أبرزها "الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية"، أمراً للسلطات بعدم ترحيل أي من رعايا الدول السبع المشمولة بالحظر الرئاسي، في حال كانت لديهم تأشيرات ووثائق تجيز لهم دخول أمريكا.
وفي مطار سياتل تاكوما الدولي، تظاهر ما يُقدر بنحو ألفي شخص ضد سياسات الهجرة يوم السبت، وقالت شرطة سياتل إنها اعتقلت ما لا يقل عن 15 شخصاً، وقامت بتفريق أجزاء من المظاهرة باستخدام رذاذ الفلفل. وفي بورتلاند، رفع أحد المتظاهرين لوحة تقول "قهوة بورتلاند تأتي من اليمن"، وهي واحدة من بين الدول المشمولة بقرارات حظر الدخول. وفي أتلانتا، تم اعتقال 11 شخصاً في مطار هارتسفيلد جاكسون الدولي وأفرج عنهم لاحقاً، وفقاً لتغريدة من رئيس البلدية قاسم ريد.
وتواصلت مظاهرات المطارات في الولايات المتحدة يومي الأحد والاثنين والثلاثاء واتسعت، وتناقل مستخدمو مواقع التواصل صوراً لمحامين تبرعوا بوقتهم وجلسوا في المطارات الأمريكية؛ للعمل مجاناً كمستشارين ومدافعين عن أي شخص متضرر من قرار ترامب، في حين حمل بعض المتظاهرين لافتات رحبت باللاجئين ونددت بترامب، كما تعهد البعض بحماية اللاجئين على أية حال.