من يقف خلف الحرب الإلكترونية على السعودية؟

الإثنين 30 يناير-كانون الثاني 2017 الساعة 05 مساءً / مأرب برس - الجزيرة نت
عدد القراءات 5762

يعود فيروس "شمعون" الإلكتروني إلى السعودية مستهدفا جهات حكومية وشركات صناعية، وهو ما جعل السلطات في البلاد تدعو كافة المؤسسات العاملة فيها إلى توخي الحذر والانتباه إلى النسخة الثانية من الفيروس الذي عطلت نسخته الأولى عشرات الآلاف من أجهزة الحاسوب لدى عملاق النفط السعودي أرامكو عام 2012.

ويعمل "شمعون" على تعطيل الحواسيب عبر استبدال برمجيات أساسية تعيق عملية التشغيل بالكامل، ما دعا وزير الدفاع الأميركي السابق ليون بانيتا للقول إن هذا النوع من الهجمات ربما يكون الأشد تدميرا على القطاع النفطي.

وتثير هذه الهجمات أسئلة حول من يقف خلفها، وما إذا كانت تحمل أهدافا سياسية؟ ورغم أنه لم تعلن أي جهة مسؤوليتها فإن آدم مايرز نائب رئيس "كراود سترايك" للأمن الإلكتروني رجح -في تصريحات نقلتها رويترز- أن متسللي "شمعون" بنسختيه يعملون لصالح إيران معتقدا أنهم سيستمرون في هذا النوع من الهجمات.

وكانت شركة بالو ألتونيتوركس الأميركية المتخصصة في الحلول الأمنية أعلنت قبل أيام أنها رصدت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عودة الهجمات الإلكترونية المدمرة المرتبطة بسلسلة هجمات "شمعون" عام 2012.

ويرى مختصون أن هذا الاستهداف رافقه تغير في التعاطي الحكومي، إذ قوبل بتحذيرات سعودية واسعة من جهات متعددة، بدلا من الإنكار الذي لم يعد مجديا خصوصا مع تزايد المخاوف من الاختراقات الرقمية التي باتت تمثل أسلوبا جديدا في الحروب بين الدول.

كما أظهرت ذلك الانتخابات الأميركية الأخيرة حيث اتهمت روسيا من قبل الاستخبارات بالتأثير عبر قرصنة البيانات الانتخابية، وتزويد ويكيليكس بآلاف الرسائل من البريد الإلكتروني الخاص باللجنة الوطنية لـ الحزب الديمقراطي ومرشحته السابقة هيلاري كلينتون، ما ساهم في ترجيح كفة مرشح الحزب الجمهوري الرئيس الحالي دونالد ترمب، وفق بعض التحليلات.

وإذا كانت الحروب الإلكترونية بهذا التأثير، فإنه لم يعد يكفي أن تقوم الدول بتحصين دفاعاتها العسكرية بل باتت الدفاعات الإلكترونية اليوم تحتل أهمية مماثلة إن لم تكن أكبر.