تصريحات ترمب التي أغضبت دول أوروبا وحلف الأطلسي وروسيا

الإثنين 16 يناير-كانون الثاني 2017 الساعة 07 مساءً / مأرب برس-متابعات.
عدد القراءات 3340


أثارت التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، الأحد، لصحيفتي "تايمز" البريطانية و"بيلد" الألمانية، واعتبر فيها أن بريطانيا "كانت على حق" بقرارها الخروج من الاتحاد الأوروبي، كما وصف حلف شمال الأطلسي بأنه منظمة "عفا عليها الزمن"، أثارت غضب الدول الأوروبية وحلف الأطلسي.

من جانبه، أعلن وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، أن حلف شمال الأطلسي تلقى "بقلق" تصريحات الرئيس الأميركي المنتخب بأن الحلف "تخطاه الزمن".

وقال جونسون عقب لقاء مع الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ، وقبل اجتماع مع نظرائه الأوروبيين في بروكسل: "سنرى ما سيكون تأثير (التصريحات) على السياسة الأميركية"، مع تولي ترمب الرئاسة في 20 يناير/كانون الثاني.

وشدد شتاينماير على أن هذا الموقف "يتعارض مع ما قاله وزير الدفاع الأميركي (المعين) خلال جلسة تثبيته في واشنطن قبل أيام قليلة فقط".

واعتبر وزير الدفاع الأميركي المقبل الجنرال السابق جيمس ماتيس، الخميس، خلال جلسة في مجلس الشيوخ لتثبيته في منصبه أن حلف الأطلسي يعد "حيوياً" للولايات المتحدة.

وقال وزير الخارجية الألماني إن "تصريحات الرئيس الأميركي المنتخب ستؤثر أو بالأحرى ستحدد" مضمون اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي الـ28 الاثنين في بروكسل، مشيراً إلى أنها "أثارت الدهشة والاضطراب في بروكسل، وليس فقط في بروكسل على ما أعتقد، بل أنا واثق من ذلك".

أما نائب المستشارة الألمانية سيغمار غابريال، فاعتبر أن على أوروبا إبداء "الثقة" في مواجهة الانتقادات الشديدة التي وجهها الرئيس ترمب إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي قبل أيام قليلة من تنصيبه الرسمي.

وقال غابريال وهو أيضا وزير الاقتصاد في تصريحات لصحيفة "بيلد" الألمانية: "أعتقد أن علينا نحن الأوروبيون ألا نستسلم لإحباط شديد"، مضيفاً: "لا أقلل من أهمية ما يقوله ترمب، ولا سيما بشأن حلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي، لكن إبداء القليل من الثقة سيعود علينا بالفائدة في مثل هذا الوضع".

ومن جهته، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت أن "أفضل رد" من الأوروبيين على تصريحات الرئيس الأميركي المنتخب حول الاتحاد الأوروبي وخروج بريطانيا من التكتل، يكمن في إظهار "وحدتهم".

وقال آيرولت في بروكسل لدى وصوله لحضور اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي إن "أفضل رد على مقابلة الرئيس الأميركي هو وحدة الأوروبيين".

واضاف آيرولت: "إن تصريحات ترمب تستوقفنا، لذلك أنتظر بفارغ الصبر أن يتولى وزير الخارجية الأميركي الذي سيخلف جون كيري، ريكس تيلرسون، مهامه على وجه السرعة حتى ألتقيه ونناقش معا كل النقاط الرئيسية"، ذاكراً من بينها مستقبل العلاقات مع روسيا والمسالة الأوكرانية ومستقبل الاتفاق النووي الأيراني.

ورأى أن إدارة "شؤون العالم" تتطلب "المزيد من التنظيمات" و"التشاور" و"التعددية" و"ليس العودة إلى النزعة الوطنية وإلى سعي كل طرف لمصالحه الخاصة".

 


اعتبر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب في مقابلة مع صحيفة "بيلد" الألمانية و"تايمز" البريطانية نشرت الأحد، أن حلف شمال الأطلسي منظمة "عفا عليها الزمن"، متهماً دولاً أعضاء في الحلف بأنها لا تدفع حصتها في إطار عملية الدفاع المشتركة وبالاتكال على الولايات المتحدة.

وأوضح ترمب "لقد قلت منذ زمن بعيد إن الأطلسي لديه مشاكل. هو (منظمة) عفا عليها الزمن، لأنها أنشئت بالدرجة الأولى منذ سنوات".

وأضاف "وبالدرجة الثانية، فإن الدول (الأعضاء في الحلف) لا تدفع ما يتوجب عليها".

وتابع "يجب أن نقوم بحماية هذه الدول، لكن بلداناً كثيرة من بينها لا تدفع ما يتوجب عليها، وهذا غير عادل بحق الولايات المتحدة إلى حد كبير".

وأردف ترمب "ليس هناك سوى 5 بلدان تدفع ما يتوجب عليها، وخمسة ليس عدداً كبيراً".

وأشار إلى أن وصفه الأطلسي بأنه منظمة عفا عليها الزمن، مرده إلى أن الحلف "لم يهتم (بموضوع) الإرهاب".

لكن ترمب قال لصحيفة "بيلد" إنه إذا تم استثناء كل مكامن الضعف هذه، فإن الأطلسي "يبقى في نظري مهماً جداً"، على حد تعبيره.

وهذه الانتقادات التي وجهها الرئيس الأميركي للأطلسي من شأنها تعزيز مخاوف حلفاء الولايات المتحدة من السياسة التي ستعتمدها واشنطن من الآن فصاعداً.

وكان ترمب قد أثار في السابق القلق من أن الضمانات الدفاعية التي تقدمها واشنطن لأوروبا منذ نحو 70 عاماً قد لا تستمر عندما قال خلال حملته الانتخابية، إنه سيفكر مرتين قبل مساعدة حلفاء بلاده في الحلف الأطلسي الذين لا يدفعون كلفة الدفاع عنهم.

عقوبات روسيا

وانتقد ترمب روسيا لتدخلها في النزاع السوري، معتبراً أن تدخل بوتين في سوريا "شيء سيء جداً" أدى إلى "وضع إنساني فظيع".

كما أثار إمكان التوصل إلى اتفاق مع موسكو لتقليص الأسلحة النووية في مقابل رفع العقوبات عن روسيا.

وقال ترمب في مقابلة مع صحيفة تايمز "هناك عقوبات ضد روسيا. لنرى إذا كان بالإمكان القيام باتفاقيات جيدة مع موسكو. أعتقد أنه يجب تقليص الأسلحة النووية بشكل ملحوظ".

وأضاف الرئيس المنتخب الذي لا يخفي إعجابه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن "العقوبات سيئة للغاية بالنسبة إلى روسيا، لكن أعتقد أنه يمكن التوصل إلى شيء ما يكون مفيداً لكثيرين".

وفي أواخر كانون الأول/ديسمبر أكد ترمب أنه لا يخشى سباقاً جديداً على التسلح، محذراً من أن الولايات المتحدة لن تسمح لبلدان أخرى بتعزيز قدراتها النووية من دون أن ترد بالمثل.

البريكست

إلى ذلك، توقع ترمب نجاح عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، معرباً عن رغبته في أن يوقع بشكل سريع على اتفاق تجاري مع لندن.

وقال ترمب في مقابلته مع "تايمز" إنه سيعمل "بجهد كبير لتوقيع (مثل هذا الاتفاق التجاري) بشكل سريع وفي إطار القوانين، (بحيث يكون) جيداً للطرفين".

وتتناقض تصريحات ترمب مع سلفه باراك أوباما الذي اعتبر سابقاً أنه إذا غادرت بريطانيا الاتحاد الأوروبي فستجد نفسها "في آخر الصف" قبل أن تتمكن من توقيع اتفاقات تجارية مع الولايات المتحدة.

واعتبر ترمب أيضاً أن "بلداناً أخرى ستغادر" الاتحاد الأوروبي بسبب أزمة الهجرة، لتسير بذلك على خطى بريطانيا.

ويقيم الرئيس الأميركي المنتخب علاقات ممتازة مع زعيم حزب يوكيب البريطاني المعادي لأوروبا نايجل فاراج الذي كان أحد المسوقين لبريكست. وكان فاراج قدم الدعم لترمب خلال حملته الانتخابية.

ومن المفترض أن تقدم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الثلاثاء رؤيتها لمستقبل العلاقات بين بلادها والاتحاد الأوروبي.

وتأمل ماي في ضبط حرية تنقل الأفراد، وتسعى إلى استعادة السيطرة على حدود البلاد، وهو موضوع شكل إحدى النقاط الرئيسية التي دفعت البريطانيين إلى التصويت لصالح الخروج من الاتحاد.

ألمانيا واللاجئون

 

كما اعتبر ترمب أن المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، ارتكبت "خطأً كارثياً" بسياسة السماح لمليون لاجئ بالتدفق على بلادها.

وقال إن الاتحاد الأوروبي أصبح "عربة لألمانيا"، وتوقع أن يصوت مزيد من أعضاء الاتحاد على الانسحاب منه كما فعلت بريطانيا في حزيران/يونيو.

وأضاف معلقاً على ميركل التي قررت في آب/أغسطس 2015 الإبقاء على حدود ألمانيا مفتوحة أمام اللاجئين "أعتقد أنها ارتكبت خطأً كارثياً للغاية، وهو استقبال كل هؤلاء المهاجرين غير الشرعيين"، لافتاً إلى أنه يحمل "احتراماً كبيراً" لميركل، وأنه لا يزال يرى أنها واحدة من أهم قادة العالم.

وقال ترمب إن ألمانيا حصلت في الآونة الأخيرة على انطباع واضح لعواقب سياسة الهجرة التي انتهجتها ميركل دون أن يخوض في تفاصيل.
ساهم معنا في نشر رابط قناة مأرب برس  
#  مأرب_بر س
  تيليجرام  
elegram.me/marebpress1 

@marebpress1
 
نرحب بانضمامكم