يكشف فيها أن سكان أربع محافظات يمنية يعانوا من تهشّم العظام ومرض الكساح وانتشار حالات الشلل وانحناء الساقين

الخميس 06 إبريل-نيسان 2006 الساعة 01 مساءً / مأرب برس
عدد القراءات 3280

طالبت دراسة أعدها خبراء من البرنامج الوطني للترصد الوبائي اليمني ومنظمة الصحة العالمية، بمعالجة تركيز الفلورايد المرتفع في مياه الشرب بصورة طبيعية من خلال تجميع مياه الأمطار وخلط مياه الآبار المحتوية على الفلورايد بمياه الآبار السطحية الخالية من الفلورايد الموجودة في المنطقة، إلى جانب البحث عن أحواض مياه يكون تركيز الفلورايد فيها مناسب مثل قرية الدرم والآبار اليدوية. حيث يعاني سكان أربع محافظات يمنية من تهشّم العظام ومرض الكساح، ليس لأنهم لم يلقحوا ضد شلل الأطفال أو لم يستخدموا معاجين الإنسان، بل لأنهم يشربون من المياه التي تنبع من آبارهم. هذا ما كشفت عنه دراسة ميدانية حكومية عن أسباب ظهور حالات الشلل وانحناء الساقين في عدد من مديريات اليمن، نتيجة ارتفاع نسبة الفلورايد في مياه الشرب والتي تسبب تهشم عظام الأسنان وتكسح عظام الساقين لدى الأطفال وكبار السن. وكان برنامج الترصد الوبائي التابع لوزارة الصحة اليمنية قد تلقى خلال العام الماضي بلاغات عن حدوث إصابات شللية لأكثر من 20 شخصا من أبناء مديريات سنحان وخولان. وتوصل فريق الخبراء المكلف بالدراسة الميدانية إلى وجود 27 حالة إصابة لها الأعراض نفسها في سن تتفاوت بين تسعة أشهر وعشر سنوات، وتبين أن بداية الحالات ألم في الساق والمفاصل وينتهي بتقوس في العظام دون أن يصاحب ذلك أية حمى، ما يعني أنه ليس شللا رخويا. وكشفت الدراسة التي أجريت على مياه الشرب في عدد من الآبار التي حفرت خلال سنتين، زيادة عنصر الفلورايد في مياه الشرب عن الكمية المسموح بها في آبار المياه، وهو ما تسبب في تهشم عظام الأسنان وتكسح عظام الساقين لدى الأطفال و لدى كبار السن. وكان تقرير للهيئة العامة لمشاريع مياه الريف الحكومي قد اعتبر حالات التكسح مشكلة عامة في منطقة خولان وعلى مستوى مديرياتها الخمس، إضافة إلى مديرية سنحان في محافظة صنعاء. وأرجعت الهيئة ذلك إلى مصدر المياه في تلك المديريات، كونه يأتي من بئر خاصة بعد أن توقفت بئر المشروع بسبب تلف المضخة التي من المقرر أن تتم إعادة تركيبها في الفترة المقبلة. ه1ا وقد أوضح التقرير الذي نشرته الاقتصادية أن هيئة مياه الريف أن التكوينات الحاملة للفلورايد موجودة في معظم محافظات الجمهورية بكميات متفاوتة في التركيز من محافظة إلى أخرى، إلا أن الفلورايد يوجد تركيزات عالية في محافظات صنعاء، إب، ذمار، تعز، الضالع، وريمة، وهناك مديريات في هذه المحافظات لها نصيب الأسد من هذا العنصر. وأشار إلى أن معظم سكان الريف في اليمن يستخدمون المياه لأغراض الشرب والأعمال المنزلية من مياه الآبار العميقة والآبار اليدوية، وجزء "لا بأس به" من هذه الآبار ملوث بمادة الفلورايد بتركيز يصل إلى 32 ملجم.