صحيفة بريطانية: هذا ما يجب الاهتمام به في الملف اليمني

الثلاثاء 25 أكتوبر-تشرين الأول 2016 الساعة 11 مساءً / مأرب برس - الجزيرة
عدد القراءات 3239

في مقاله بصحيفة ديلي تلغراف، علّق الكاتب كون كوغلين بأن الاهتمام الكبير المنصب على المعاناة المروعة لأهل حلب، وإن كان حقا، يجعل الصراع الشرس الدائر في اليمن في خطر من أن يصبح الحرب المنسية في الشرق الأوسط.

وأشار الكاتب إلى نقاش دار في جلسة طارئة لمجلس العموم البريطاني بشأن سوريا شبه فيه الوزير السابق أندرو ميتشيل القصف الروسي على حلب بتدمير ألمانيا النازية لبلدة غيرينكا بإقليم الباسك خلال الحرب الأهلية الإسبانية في الثلاثينيات، وبناء على ذلك يريد من المقاتلات الغربية مواجهة الروس وفرض منطقة حظر جوي فوق حلب.

وقال كوغلين إن ميتشيل وزملاءه محقون في إبداء المخاوف بشأن تجاهل روسيا الصارخ للقانون الدولي، لكن ينبغي أن يتذكروا أيضا الدور الذي لعبته إيران في الحفاظ على نظام الأسد في السلطة.

ويرى الكاتب أن الأمر يستحق التذكير بتورط إيران في جرائم الحرب التي ترتكب في الحرب السورية لأنها ليست نطاق الصراع الوحيد في المنطقة حيث تعمل القوات الإيرانية بنشاط لإحباط المصالح الغربية.

وقال إن دعم إيران المستمر للمليشيات الشيعية في العراق قوّض الجهود الغربية في مواجهة الجماعات مثل تنظيم الدولة الإسلامية، بينما كان الحرس الثوري الإيراني يحاول جاهدا زعزعة استقرار العديد من الدول مثل البحرين. وأضاف أن تدخل إيران في الصراع اليمني أودى بحياة نحو 4000 مدني وتسبب في دمار ومشقة واسعة النطاق.

وأردف الكاتب أن الحكم على طريقة التغطية الأخيرة للصراع في اليمن يظهر وكأن التحالف السعودي وداعميه الغربيين هم الذين على خطأ، وليس المحرضون عملاء إيران الذين بدؤوا الصراع.

كما انتقد الكاتب جماعات حقوق الإنسان مثل "أطباء بلا حدود" التي كثيرا ما تتهم التحالف الذي تقوده السعودية بارتكاب جرائم حرب بينما تنأى عن الاقتراب من سلوك الحرس الثوري الإيراني الذي يستخدم المؤسسات المدنية اليمنية بانتظام، مثل المشافي والمدارس، دروعا بشرية.

وأضاف أن الصراع اليمني يشكل تحديا للغرب أكبر من الجدل حول من الطرف المذنب بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان. وقال إن قرب اليمن من الشرايين التجارية الحيوية في الخليج لا يعني فقط استمرار حالة عدم الاستقرار بقدر ما هو تهديد للأمن الغربي كما هي الحال في بقية المنطقة.

وختم بأن الغرب ربما فشل في ترتيب وقف لإطلاق النار في سوريا، لكن هذا لا يعني أنه لا ينبغي أن يحاول من أجل وقف مماثل في اليمن، كما يجب بذل كل جهد ممكن لحث الحوثيين على العودة لطاولة المفاوضات ووضع حد لإراقة الدماء وإلا فمن المحتمل أن يفقد المزيد من الأبرياء أرواحهم من الجانبين.