الشرعية تواصل زحفها الميداني وتكثيف جهود "الهدنة"

السبت 01 أكتوبر-تشرين الأول 2016 الساعة 08 صباحاً / مأرب برس - عادل الأحمدي
عدد القراءات 2596

تصاعدت المواجهات الميدانية في اليمن على أكثر من جبهة، بالتزامن مع تكثيف الأمم المتحدة من مساعيها لإبرام اتفاق يتضمن تجديد الهدنة الهشة بدءاً بـ72 ساعة قابلة للتمديد، في وقت تبدو فيه قوات الجيش اليمني و"المقاومة" الموالية للشرعية، الطرف الممسك بزمام التحرك العسكري، مع تراجع في المقابل لمسلحي جماعة أنصار الله (الحوثيين) وحلفائهم.

في هذا السياق، أكدت مصادر ميدانية لـ"العربي الجديد"، أن "محافظتي تعز وحجة جنوبي وشمال غرب البلاد، شهدتا تصعيداً في المعارك الميدانية والضربات الجوية لمقاتلات التحالف العربي، بعد بدء قوات الجيش والمقاومة في تعز عملية في الجبهة الغربية للمدينة، تهدف لتحرير مناطق جديدة من المسلحين الحوثيين والموالين للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، والذين يسيطرون على أغلب مداخل المدينة، ويخوضون مواجهات مع المقاومة بوتيرة لا تهدأ حتى تعود".

ووفقاً لمصادر "المقاومة" والجيش، فقد تمكنت قوات الشرعية من تحقيق تقدم في العديد من المواقع منذ يوم الخميس، بالتزامن مع موجة من الغارات الجوية للتحالف استهدفت مواقع متفرقة في مناطق سيطرة الانقلابيين بالمدينة، وسط أنباء عن سقوط قتلى وجرحى، معظمهم من الحوثيين وحلفائهم فضلاً عن خسائر في الآليات.

في محافظة حجة، الحدودية مع السعودية، أكدت مصادر تابعة للحوثيين وأخرى مقربة من "المقاومة" أن قوات الجيش الموالية للشرعية مسنودة بالمقاومين بدأت أمس الجمعة، زحفاً باتجاه مواقع يسيطر عليها الحوثيون وحلفاؤهم في منطقة ميدي الساحلية المطلة على البحر الأحمر، والحدودية مع السعودية، ونفذ التحالف غارات جوية لمساندة قوات الشرعية للتقدم.

وتعد منطقة ميدي إلى جانب منطقة حرض من أبرز مناطق المواجهات التي ترتفع وتيرتها بين الحين والآخر، منذ ديسمبر/كانون الأول 2015، حين تقدمت قوات يمنية موالية للحكومة من جهة السعودية وسيطرت على أجزاء من مديرية ميدي، وهي المنفذ البحري الأقرب إلى معاقل الحوثيين، ومنطقة حرض وهي المنفذ الحدودي الأهم مع السعودية، لكنه معطل منذ الأشهر الأولى للحرب.

بالتزامن، واصلت مقاتلات التحالف غاراتها الجوية في مديرية نِهم، الواقعة إلى الشرق من صنعاء، والتي تُعدّ أكثر الجبهات اشتعالاً بالمواجهات منذ أواخر العام الماضي، بفعل سعي القوات الحكومية من خلالها إلى تحقيق اختراق نحو العاصمة، فيما يحاول الانقلابيون إعاقة التقدم أكبر قدر ممكن، لما لتقدم الشرعية في هذه الجبهة من رمزية سياسية وعسكرية مؤثرة.

وبات لافتاً في الفترة الأخيرة أن قوات الشرعية باتت تملك زمام المبادرة في محاولات التقدم في أكثر من جبهة، بعد الخسائر التي تكبدها الحوثيون وحلفاؤهم نتيجة الضربات الجوية والحرب المستمرة منذ أكثر من عام ونصف العام، في مقابل التعزيزات المقدمة من التحالف للقوات الحكومية ودعمها بالمقاتلات الحربية.

ويأتي التصعيد مترافقاً مع تكثيف الجهود الدولية التي تقودها الأمم المتحدة ممثلة بمبعوثها إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، والذي يقوم بجولة في المنطقة، من المقرر أن يجري خلالها لقاءات سياسية مع الرئيس اليمني عبدربه هادي ومسؤولي الحكومة في العاصمة السعودية الرياض، ومع وفد الحوثيين وصالح المتواجد في العاصمة العُمانية مسقط.

وخلافاً لما تردد عن أن الجولة الجديدة لولد الشيخ كان من المقرر أن تبدأ من مسقط، أكدت مصادر مقربة من الانقلابيين لـ"العربي الجديد"، أن المبعوث الأممي أجلت زيارته إليها إلى ما بعد زيارة الرياض، ومن المتوقع أن يعرض مقترحاً دولياً يتضمن استئناف اتفاق وقف إطلاق النار بدءاً بـ72 ساعة قابلة للتمديد وكذلك تفاصيل من الخطة الدولية لحل سلمي في البلاد، وفقاً للمقترحات التي تقدم بها وزير الخارجية الأميركي جون كيري، خلال زيارته إلى السعودية في 25 من أغسطس/آب الماضي. وتتضمن الخطة تشكيل حكومة وحدة وطنية وانسحاب المجموعات المسلحة من صنعاء ومدن أخرى، بالإضافة إلى تسليم الحوثيين للأسلحة الثقيلة بما فيها الصواريخ البالستية ومقترحات متعلقة بمنع التهديدات عن الحدود السعودية.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن