ارتفاع فاتورة حرب اليمن يستدعي تسريع جهود السلام

الأربعاء 31 أغسطس-آب 2016 الساعة 10 صباحاً / مأرب برس - العرب
عدد القراءات 3263
تعطي أحدث الأرقام الصادرة عن هيئات دولية بشأن فاتورة الحرب في اليمن على الصعيدين البشري والمادّي سندا ومبرّرا لجهود السلام التي نشطت مجدّدا وعادت إلى دائرة الضوء من خلال اجتماع إقليمي أممي دولي احتضنته مؤخرا مدينة جدّة السعودية وانبثقت عنه خطوط عريضة لمبادرة سلام رأى فيها البعض بارقة أمل في إيجاد مخرج سلمي للصراع الدامي.
وفيما قالت الأمم المتحدة إن عدد القتلى الذين سقطوا في حرب اليمن وصل إلى نحو عشرة آلاف قتيل، قدّر البنك الدولي الاحتياجات العاجلة لإعادة إعمار ما خلفته الحرب في اليمن بـ15 مليار دولار.
ويحذّر مسؤولون إقليميون ودوليون من أنّ تواصل الوضع القائم في اليمن يضعه في مسار فشل الدولة، ما يعني تحوّل البلد ذي الموقع الاستراتيجي بالغ الأهمية إلى برميل بارود في منطقته، خصوصا مع ارتفاع خطر التنظيمات المتشدّدة في المنطقة ككل واستعداداها للانقضاض وملء الفراغات التي يخلّفها ارتخاء قبضة الدول على مجالها بسبب انشغالها بحروب وصراعات داخلية.
وتقول الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والمدعومة من التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، إنها تخوض الحرب ضد المتمرّدين الحوثيين المتحالفين مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح والمدعومين من إيران، اضطرارا لا اختيارا بفعل تعنّت الطرف الآخر وإصراره على مواصلة اغتصاب السلطة بالقوّة.
ومن جهتهم لا يستبعد مراقبون أن تكون إيران التي تدعم شقّا من طرفي الصراع معنية بإطالة أمد الحرب في اليمن للإبقاء عليه بؤرة للتوتر ومصدرا لعدم الاستقرار على حدود منافستها اللدودة المملكة العربية السعودية، وبالتالي إشغالها بالملف اليمني عن ملفات أخرى حيوية لطهران على رأسها الملف السوري.
ولم تنقطع إيران، بحسب معلومات دولية، عن إمداد المتمرّدين الحوثيين بالسلاح، فيما لا تخفي دعهما السياسي والإعلامي لهم، ما يعني تشجيعهم على التمادي في خيار الحرب وعدم الاستجابة لمبادرات السلام.
وتنعكس تأثيرات الحرب بشكل واضح على اليمنيين حيث تهاوت مختلف المؤشرات الاقتصادية وتردّت الخدمات وانعدمت في الكثير من المناطق وانسدت أبواب الرزق في وجه الآلاف وقفز مؤشر البطالة إلى مستويات غير مسبوقة.
وعلى صعيد الخسائر البشرية للحرب في اليمن قال جيمي مكجولدريك، منسق العمليات الإنسانية بالأمم المتحدة، في مؤتمر صحافي عقده الثلاثاء بالعاصمة اليمنية صنعاء “إن عدد قتلى الحرب قفز إلى عشرة آلاف قتيل”، مؤكدا أنّ الرقم الجديد يستند إلى معلومات رسمية وفّرتها منشآت طبية في اليمن.
وأضاف أن العدد ربما يرتفع لأن بعض المناطق ليست بها منشآت طبية وعادة ما يدفن الأقارب هناك ذويهم مباشرة دون تسجيل الوفاة رسميا.
كما أشار المسؤول الأممي إلى أن الصراع أدى إلى نزوح ثلاثة ملايين يمني وأجبر 200 ألف على اللجوء في الخارج، مؤكّدا أنّ لدى الأمم المتحدة معلومات تفيد بأن 900 ألف من النازحين ينوون العودة إلى ديارهم، ما “يمثّل تحدّيا كبيرا خاصة في المناطق التي لا تزال تشهد صراعا”.
ومضى قائلا إن نحو 14 مليونا من سكان اليمن البالغ عددهم 26 مليون نسمة يحتاجون إلى مساعدات غذائية، بينما يعاني سبعة ملايين من انعدام الأمن الغذائي.
ووصف مكجولدريك الوضع الإنساني في اليمن بالمأساوي، مؤكّدا أن “العمل الإنساني وحده لا يمكن أن يحل هذه المشاكل”.
وعلى صعيد مالي، قال البنك الدولي إنّ اليمن يحتاج إلى ما يقل عن خمسة عشر مليار دولار لإطلاق عملية إعادة إعمار بشكل عاجل.
وفي كلمة لساندرلا بلومينكاب، المدير القُطري للبنك الدولي في اليمن، خلال ورشة عمل خاصة بـ“إعادة الإعمار والتعافي لفترة ما بعد الصراع” تم عقدها بالعاصمة السعودية الرياض برعاية الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي بمشاركة وزارة التخطيط اليمنية، قالت المسؤولة الدولية إن اليمن بحاجة إلى السلام ووقف الصراع وعودة الأمن.
وكانت محادثات السلام التي احتضنتها الكويت برعاية الأمم المتحدة انتهت في السادس من أغسطس الجاري دون التوصل إلى أي اتفاق بين الفرقاء اليمنيين. وبانهيار المفاوضات تصاعدت حدة القتال في مختلف أنحاء اليمن.
وعقب محادثات عقدت في السعودية قبل أيام قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري “إن الولايات المتحدة ودول الخليج والأمم المتحدة اتفقت على القيام بمساع جديدة من أجل السلام”، وأضاف أن المحادثات الجديدة ستحاول الجمع بين مقترح بانسحاب الحوثيين من المدن التي سيطروا عليها منذ عام 2014 وتشكيل حكومة شاملة.
اكثر خبر قراءة أخبار اليمن