من يقف وراء ترحيل الشماليين من عدن، وهل سيتم الاستجابة لتوجيهات الرئيس؟

الإثنين 30 مايو 2016 الساعة 07 مساءً / مأرب برس - غرفة الاخبار
عدد القراءات 7609

يعيش من تبقى من المواطنين الشماليين في عدن، مخاوف وهواجس قاسية جراء إجراءات تهجير المئات منهم، وعلى الرغم من صدور توجيهات رئاسية أمس الأحد بالتوقف الكامل عن هذه الإجراءات، الا انهم لا يبدون تفاؤلا كبيرا إزاءها، وذلك لعدم تجاوب السلطات المحلية مع توجيهات سابقة.

ويتحرك من تبقى منهم في عدن بحذر شديد خوفا من حملات اعتقالات وترحيل تعسفية تقوم بها مجاميع مسلحة ترتدي الزي العسكري وزي الشرطة، وتطال بشكل عشوائي كل من ينتمي للمحافظات الشمالية، حتى ان عددا منهم توقفوا عن مزاولة اعمالهم.

ويأمل أولئك المواطنين أن تتوقف هذه الحملات وتتم الاستجابة لتوجيهات الرئيس الأخيرة، والتي تقضي بالوقف الكامل لترحيل أي مواطن يمني، بعد ما كشفت تسجيلات مصورة أعمال تهجير مستمرة لمواطنين شماليين من عدن تحت لافتات انفصالية.

وأظهر فيديو تداوله يمنيون عبر الشبكات الاجتماعية اليومين الماضيين شابا مسلحا يرتدي زي الجيش أثناء إشرافه على إنزال العشرات من المواطنين القادمين من محافظات شمالية تم تهجيرهم من عدن، وهو يقول إن هؤلاء المرحلين "شماليون شاركوا في احتلال الجنوب مع الحوثي".

وأضاف المسلح - وهو يستعرض إنزال مجاميع من على متن ناقلة كبيرة- "نحن الآن في هذه المنطقة الإستراتيجية على حدود الجمهورية العربية اليمنية مع جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، ها هم أولئك الذين احتلوا الجنوب مع الحوثي ونحن اليوم نرحلهم، والحملة مستمرة حتى آخر شمالي في الجنوب".

وتبدأ حملات الترحيل من خلال اعتقال المدنيين الشماليين والذين يملك معظمهم هويات ثبوتية وإدخالهم السجون، حتى ينقلوا خلال ساعات الفجر على دفعات. وتتراوح أعداد المرحلين في الرحلة الواحدة بين أربعمئة وستمئة.

ولم تتوقف حملات ترحيل الشماليين منذ السابع من الشهر الجاري، لكنها بعد صدور التوجيهات الرئاسية السابقة بوقفها اتخذت نوعا من السرية، حيث أن قوات أمنية رسمية هي التي تشرف على حملات الترحيل وعلى اعتقال الشماليين من الشوارع وبعض المحلات التجارية.

ويقف وراء هذه الإجراءات قوات الحزام الأمني، والتي تخضع لسلطة فصائل تابعة للحراك الانفصالي ومجاميع حراكية سلفية تحت قيادة وزير الدولة في الحكومة اليمنية هاني بن بريك، وتدار مباشرة من قيادة التحالف في عدن.

واعتبر عدد من المراقبين أن ترحيل المواطنين من عدن بهذه الصورة ينم عن عنصرية مقيتة، المستفيد الأول منها هم الانقلابيون الحوثيون والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح الذين سيخاطبون الداخل والخارج بورقة إعلامية وسياسية، مفادها أن "الشرعية في المناطق الخاضعة لسيطرتها تطرد مواطني الشمال من الجنوب".

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن