جلال بلعيدي.. عاشق الرياضة الذي تحول إلى "داعشي اليمن"

السبت 06 فبراير-شباط 2016 الساعة 10 صباحاً / مأرب برس - محي
عدد القراءات 4649

  أعلن الخميس مقتل جلال بلعيدي قائد المذبحة التي ارتكبها تنظيم القاعدة بحق 14 جنديا يمنيا في محافظة حضرموت شرقي البلاد عام 2014 , والرجل الذي أعطى الأوامر لرجاله بذبح جنود عُزّل ورمي جثثهم على قارعة الطريق.

ويعتبر القيادي في القاعدة جلال بلعيدي، بحسب مراقبون فاق كافة قيادات التنظيم السابقة في الوحشية والعدوان، ويُقدم نموذجا يمنيا لتنظيم الدولة الإسلامية المشهور بـ”داعش” والمعروف باستخدام أساليب وحشية في قتل خصومه منها قطع الرؤوس.

كان حارسا لمرمى كرة قدم ويطمح لإرعاب المهاجمين بمهاراته في الذود عن عرينه، لكن الشاب الثلاثيني جلال بلعيدي، تحوّل إلى مهاجم في صفوف تنظيم القاعدة باليمن، وبدلا من بث الرعب في فريق مكوّن من 11 لاعبا، بات يشكل رعبا لدولة بأكملها.

وينحدر جلال محسن بلعيدي المرقشي، من قبائل المراقشة في محافظة محافظة أبين جنوبي اليمن، ويقول أصدقاء له إنه بدأ الاهتمام بحفظ القرآن الكريم عندما بلغ عمره 13 عاما، وأنه كان صاحب شخصية مسالمة مختلفة تماما عن الشخصية العدائية التي بات يمتلكها الآن وتبرزها تسجيلات التنظيم.

و كان جلال عاشقا للرياضة، حيث التحق بالنادي الأبرز في محافظته نادي حسان، ولعب بفرقه المختلفه، حتى وصل للفريق الأول لكرة القدم عام 2000 – 2001.

وعندما وصل للمرحلة الثانوية كان اهتمامه بالجانب العقائدي الديني واضحا من خلال حرصه على تأدية الصلوات ومختلف الفرائض في المسجد المجاور لمنزله في حي فرحان وسط مدينة زنجبار

وعمل جلال بلعيدي بعد انتهائه من دراسة الثانوية العامة في مخبز، في بداية رحلته للبحث عن لقمة العيش.

أربع سنوات أعقبت تخرجه كان فيها جلال يمارس هوايته المعتادة في تلاوة القرآن الكريم ومذاكرته إلى أن وصل به الحال ليكون إماما لأحد المساجد الجديدة التي بنيت مؤخراً في زنجبار ، وعند دخول الجماعات الجهادية أو ماتسمى اليوم ” أنصار الشريعة” مدينة جعار منتصف شهر مارس من العام المنصرم توارى جلال عن الأنظار في زنجبار وكان البعض يتناقل خبر انضمامه للجماعة الجهادية إلا أن أكثر الناس بما في ذلك أصدقائه والمقربين منه كانوا غير مصدقين وينفون بشكل قاطع إلى أن دخلت الجماعة الجهادية مدينة زنجبار صبيحة يوم جمعة 27 مايو الماضي ليتيقن بعدها وجود جلال معها ليتم تنصيبه أميرا لولاية أبين حسب التسمية الجديدة في خطوة فاجأت حتى القريبين منه فضلا عن البعيدين .

 وبدأت مسيرة التحول في حياة الشاب الأبيني (نسبة إلى محافظته أبين) المسالم، منتصف العام 2011، فبعد استيلاء عناصر “القاعدة”، على مدينة زنجبار في محافظة أبين، تم تنصيب جلال بلعيدي، أميرا لما أسموها بـ” إمارة أبين الاسلامية”.

و “برز الرجل الى الواجهة عندما قام التنظيم بأسر 70 جنديا في أبين، حيث لعب دور الوساطة مع الدولة، وألقى محاضرة شهيرة بالجنود، يحثهم على عدم قتالهم”.

واستمرت ولاية بلعيدي على أبين لمدة سنة كاملة، حتى غادرها بعد عملية تطهير للجيش اليمني أطلق عليها “السيوف الذهبية “، ثم بدأ بالتنقل بين محافظات شبوة والبيضاء وحضرموت.

 وكانت قد كشفت مصادر عسكرية وأخرى قبلية بداية عام 2015عن إنشاء تنظيم الدولة “داعش” معسكراً لتدريب عناصره في منطقة “قف الكثيري” بصحراء حضرموت المحاذية للحدود مع المملكة العربية السعودية.

وبينت المصادر أن “داعش” بات يجري تدريبات للشباب في المعسكر بعد أن أمن كل الطرق المؤدية إلى المنطقة التي يقع فيها المعسكر.

وبحسب المصادر فإن ظهور “داعش” جاء بعد مبايعة مجموعة من عناصر القاعدة بقيادة جلال بلعيدي قائد تنظيم داعش بالعراق أبو بكر البغدادي أثناء تواجد عناصر أنصار الشريعة بوادي سر بمحافظة حضرموت خلال الأشهر الماضية والذي فجر صراعاً داخلياً بين تنظيم القاعدة والمبايعين لداعش بقيادة بلعيدي.

وكان اخر ظهور بلعيدي عندما بث تنظيم القاعدة قبل عدة اشهر تسجيلا مصورا حول الاحداث الاخيرة في اليمن وظهر فيه أبرز قيادات القاعدة جلال بلعيدي المرقشي المكنى حمزة الزنجباري .

وأكد بلعيدي في التسجيل المرئي ان القاعدة هي من حررت عدن ولحج وابين وان دخولهم للمكلا ساعدهم في مد جميع الجبهات بالسلاح والرجال ولم يتحدث عن أي انسحاب لتنظيم القاعدة من المحافظات التي دخلوها وهذا يدحض الاشاعات التي تروج عن انسحاب تنظيم القاعدة من المكلا .

وطالب جلال بلعيدي علماء أهل السنه بتطبيق الشريعة في المناطق التي دخلوها وقال نحن نشارك في جبهة تعز واب حتى ندحر الحوثي إلي مران مضيفا ان الكثير من أبناء حضرموت استشهدوا في جميع الجبهات.