اتفاق روسي – سعودي على استبعاد بشار الاسد

الثلاثاء 13 أكتوبر-تشرين الأول 2015 الساعة 10 صباحاً / مأرب برس - القدس العربي
عدد القراءات 6775

أفادت معلومات قليلة عن نتائج محادثات ولي ولي العهد ووزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أول أمس، أنها أسفرت عن تفاهم سعودي – روسي على المستقبل السياسي لسوريا يكون أساسه استبعاد الرئيس بشار الأسد، والمعارضة السورية الإسلامية المتشددة عن أي ترتيبات سياسية لمستقبل الحكم في سوريا.

وتجدر الإشارة هنا إلى كلام وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي أكد فيه «توافق أهداف الجانبين – الروسي والسعودي – حول الشأن السوري»، مشيرا إلى استعداد موسكو للتعاون العسكري مع السعودية في هذا الشأن.

ورغم أن وليّ ولي العهد ووزير الدفاع السعودي لم يصطحب معه أحدا من مستشاريه العسكريين في محادثاته في «سوتشي» الروسية، إلا أنه تم الاتفاق على عقد محادثات عسكرية مشتركة بعد نحو أسبوع للبحث في التعاون المطلوب، الأمر الذي يؤكد المعلومات المتسربة عن تفاهم روسي – سعودي بشأن سوريا.

ويلاحظ في هذا الصدد أن الرئيس الروسي أكد أن الهدف من العمليات العسكرية الجوية الروسية في سوريا هو»الحيلولة دون إقامة دولة خلافة إسلامية»، في حين عاود وزير الخارجية السعودي التأكيد على أن الرياض لم تغير موقفها من مسألة إبعاد الرئيس بشار الأسد.

وتتفق الرياض مع موسكو في حرصها على ألا تكون الجماعات الإسلامية المتشددة المعارضة هي البديل لنظام الأسد، وأن الرياض ترفض أيضا بقاء نظام الرئيس الأسد.

وقال وزير الخارجية الروسي لافروف، إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بحث مع ولي ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، عملية سلام في سوريا، مشيراً إلى أن هناك اتفاقاً بين روسيا والسعودية على منع قيام «خلافة إرهابية» في سوريا، على حد قوله.

وأكد لافروف استعداد بلاده لزيادة التعاون العسكري مع السعودية في سوريا، مشيراً إلى أن لدى موسكو والرياض «أهدافا مشتركة» في سوريا

وقال مصدر ديبلوماسي عربي في الرياض «أساسا لو لم يكن هناك تفاهم بين الرياض وموسكو لما تمت الزيارة السعودية إلى روسيا».

وأوضحت مصادر سعودية ذات صلة أن الهدف الأساسي من زيارة الأمير بن سلمان لروسيا هو معرفة الأهداف الحقيقية لسير العمليات العسكرية الجوية في روسيا والتي لا تعارض السعودية أن تستهدف مواقع ومراكز تنظيم «الدولة الإسلامية» وغيره من التنظيمات الإرهابية المتطرفة. وقد أثار استهداف الغارات الجوية الروسية لتنظيمات المعارضة السورية المعتدلة «بعض القلق» لدى الرياض لا سيما إذا ما استغلها النظام السوري لتحقيق مكاسب على الأرض تدعم بقاء الأسد.

وقد أشار وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في تصريحات بعد المحادثات الروسية السعودية إلى أن الرياض ليست معترضة على التدخل الروسي العسكري في سوريا، ولكن لديها «بعض القلق إزاء سير العمليات الجوية الروسية»، والمقصود هنا الغارات الجوية الروسية التي تدعم هجمات الجيش السوري على مناطق المعارضة السورية «المعتدلة».

ورد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف «أن الرئيس بوتين أبدى تفهمه للقلق الذي يساور السعودية إزاء العمليات العسكرية الروسية في سوريا».

و كان الوزيران يصرحان في مؤتمر صحافي بعد محادثات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

ويلاحظ في وكالة الأنباء السعودية الرسمية نسبت للأمير بن سلمان تأكيده خلال المحادثات على «حرص المملكة العربية السعودية على تحقيق تطلعات الشعب السوري الشقيق وموقفها الداعم لحل الأزمة السورية على أساس سلمي وفقا لمقررات مؤتمر جنيف (1) وبما يكفل إنهاء ما يتعرض له الشعب السوري الشقيق من مآس على يد النظام السوري، وتلافي استمرار تداعيات هذه الأزمة على الأمن والاستقرار في المنطقة».

هذا الكلام يشير إلى أن هناك نوعا من التفاهم بين الرياض وموسكو حول التطورات العسكرية الأخيرة في سوريا بعد بدء الغارات الجوية الروسية في سورية.