بحاح.. من الإقامة الجبرية إلى العودة «المظفرة»

الأحد 02 أغسطس-آب 2015 الساعة 09 صباحاً / مأرب برس - الشرق الاوسط
عدد القراءات 2927

في الـ15 من مارس (آذار) الماضي، كانت «الشرق الأوسط» في ضيافة خالد محفوظ بحاح نائب الرئيس اليمني، عندما كان رئيسًا للوزراء فقط، كأول وسيلة إعلامية تلتقيه في منزله وهو تحت الإقامة الجبرية التي فرضها عليه الحوثيون وعلى أفراد حكومة الكفاءات، بعد تقديم استقالتها للرئيس عبد ربه منصور هادي، الذي بدوره استقال من منصبه، عقب سيطرة الميليشيات الحوثية على العاصمة صنعاء، وقيامها بفرض قرارات على مؤسسة الرئاسة ورئاسة الوزراء. وجاءت استقالة بحاح، بعد أقل من ثلاثة أشهر فقط من توليه مهامه، وفي اليوم التالي غادر بحاح الإقامة الجبرية إلى محافظة حضرموت (مسقط رأسه)، وبعد أيام، انضم إلى الرئيس هادي في الرياض وعاد لممارسة مهامه رئيسًا لحكومة يمنية شرعية من المنفى، نظرًا للظروف القاهرة في الداخل، وما لبث الرئيس هادي، أن أصدر قرارًا جمهوريًا، في 12 أبريل (نيسان) بتعيين بحاح نائبا له، مع احتفاظه بمنصبه رئيسًا للحكومة.

بحاح ذو الـ55 عامًا والقامة الفارعة، سياسي ودبلوماسي يمني حضرمي المولد، عاش وترعرع في عدن ودرس في مدارسها وجامعتها، ثم في جامعة بونا بالهند، ومارس أنشطة حكومية كثيرة، قبل أن يعين وزيرا للنفط والمعادن، ثم سفيرا لليمن لدى كندا، وبعد ذلك مندوبا لليمن لدى الأمم المتحدة. ومن هذا المنصب الأخير، عاد مباشرة إلى رئاسة حكومة الكفاءات التي جاء تشكيلها عقب استقالة حكومة الوفاق الوطني، برئاسة محمد سالم باسندوة.

وأمس، بات بحاح أرفع مسؤول يمني يعود «منتصرًا» إلى عدن بعد تحريرها من قبضة الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، بعد أن أجبر على البقاء في منزله لأشهر وغادر الإقامة الجبرية في ضوء شروط، منها عدم ممارسة أي عمل سياسي في الخارج، بحسب ما قيل حينها. لكنه وبعد خروجه من اليمن، استأنف نشاطه السياسي، وكما أكد، حينها، أنه سيعمل من أجل مصلحة بلده في أي مكان وفي أي زمان. ويُعرف عن نائب الرئيس اليمني، هدوءه وتأنيه قبل اتخاذ قراراته ودراستها جيدًا، وكذا التأني عند الإدلاء بتصريحات أو مواقف، سواء كانت سياسية أو اقتصادية، إضافة إلى أنه لم تعرف عنه مواقف متشددة إزاء أي من القضايا الخلافية في الساحة اليمنية، بل مثّل، بنظر البعض، رجلاً توافقيًا، وبالأخص مع بدايات التطورات والأزمة الأخيرة في اليمن وحتى اللحظة. وكان اختيار هادي لبحاح نائبا له، بمثابة مؤشر على أدوار كبيرة سوف يلعبها الرجل في الوقت الراهن وربما في المستقبل القريب

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن