خفايا واسرار علاقة صالح بالقاعدة

الخميس 28 مايو 2015 الساعة 11 صباحاً / مأرب برس - الجزيرة نت
عدد القراءات 3469

يكشف تحقيق استقصائي للجزيرة معلومات غير معروفة عن دور لعبه أحد أفراد الدائرة الضيقة للرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح في توفير المال والمتفجرات لتنظيم القاعدة وتنفيذ هذه الأخيرة هجمات على أهداف غربية في اليمن بمعرفة جهاز أمنه القومي.

ورد ذلك في سياق شريط أعده قسم الصحافة الاستقصائية في شبكة الجزيرة بعد الاستماع إلى شهادة عضو سابق في تنظيم القاعدة تمكن جهاز الأمن في صنعاء من تجنيده للعمل كعين للجهاز داخل ذلك التنظيم.

ويقر هذا المصدر في الشريط -الذي ستعرضه الجزيرة قريبا- بأنه اعتقل بعد عودته من أفغانستان وعمل مخبرا براتب شهري بعد أن أمضى عامين في السجن. ويؤكد أن العقيد عمار ابن أخي علي عبد الله صالح وفر المال والمتفجرات لتنظيم القاعدة ، وأن ناصر الوحيشي -نائب زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب- كان مخبرا، مرجحا أيضا أن يكون الرئيس المخلوع نفسه وراء عملية الخداع الكبرى تلك.

فحص الشهادة

وقد فحصت الجزيرة شهادة المصدر التي قدمها طوعا. وتأكد أنه اعتقل بالفعل عام 2004 بعد فراره إلى باكستان وحقق معه عملاء مخابرات باكستانيون وأميركيون. كما عرضت معلوماته على ضباط استخبارات سابقين -بينهم روبرت غرينييه مدير محطة الـ سي آي أي في باكستان حتى عام ٢٠٠٢ والمدير السابق لقسم مكافحة الإرهاب بالوكالة- فأكدوا صدقيتها.

ويؤكد أنه كان قد أبلغ جهاز الأمن اليمني بالتفجير الذي استهدف السفارة الأميركية في صنعاء في 18 سبتمبر/أيلول 2008 قبل ثلاثة أشهر من وقوعه، وأنه كرر بلاغه قبل أسبوع من موعد الهجوم الذي لم تسع السلطات اليمنية للحيلولة دون وقوعه رغم تلك المعلومات.

وعن تلك الواقعة يقول السفير الأميركي في اليمن ستيفن سيتشي -في سياق الشريط- إن وزير الداخلية أتى وقتها لتفقد موقع الهجوم الذي قتل فيه 12 شخصا ووعد ببذل الجهد لمنع تكراره لكن سلطات صنعاء لم تتعاون في التحقيق بملابساته رغم تزويدها بمعلومات عن المركبات التي استخدمت في الهجوم.

الوسيط

ويقول المصدر إن مشغله العقيد عمار صالح -الذي كان وكيلا لجهاز الأمن القومي- لم يغض الطرف فحسب عن الهجوم على السفارة الأميركية وإنما ساعد القاعدة -قبل ذلك بثلاثة أشهر- في الحصول على المتفجرات، مضيفا أنه أعطاه اسم شيخ قبلي أسندت له مهمة الوساطة بين الطرفين.

ويقول المخبر التائب كذلك إنه قرر في نوفمبر/تشرين الثاني 2009 الانسحاب، وأنه اتصل بالمخابرات الأميركية وعزم على إخبارهم بكل شيء إلا أن ضباط أمن يمنيين اعترضوه واحتجزوه في سجن سري لثمانية أيام قبل أن ينظموا لقاء مع الأميركيين كان العقيد عمار حاضرا فيه واستمع الأميركيون من المخبر إلى رواية تتناسب مع هوى الاستخبارات اليمنية.