الميليشيات تتحدث عن عقوبة الله.. أكوام من القمامة تراكمت الى جوار لوحات دعائية ضد التحالف

الإثنين 04 مايو 2015 الساعة 01 صباحاً / مأرب برس - خاص
عدد القراءات 5585

"لن تفلتوا من عقوبة الله العظيم" عبارة تعتلي لوحة إعلانية متوسطة الحجم من ضمن عشرات اللوحات تحمل عبارات مختلفة وتنتشر في شارع الدائري الغربي بأمانة العاصمة وفي التفاصيل صورة لجريمة اقتحام مستشفى العرضي التي هزت الوجدان اليمني بالإضافة إلى صورة طائرة إف 16.

وتأتي اللوحة في سياق محاولة تحالف الحوثي صالح إدانة عاصفة الحزم كما تشير العبارات التي حملتها بقية اللوحات لكن إقحام صورة جريمة مستشفى العرضي الذي يقع داخل مجمع وزارة الدفاع اليمنية ونفذه عدد من الإرهابيين في 5 ديسمبر 2013 تأتي خارج السياق تماما وتكشف حجم ورطة الميليشيات وتخبطها بحيث أضحت لا تخجل من توظيف حادثة مر على وقوعها عام ونصف تقريبا.

وفيما تتحدث اللوحة عن "عقوبة الله العظيم" تظهر الصورة المرفقة تناقضا عجيبا بين مفردات الملصق وسلوك المليشيات التي تسيطر على أمانة العاصمة منذ انقلاب 21 سبتمبر حيث تظهر اللوحة محاطة بأكوام من القمامة المتعفنة التي غيرت رائحة الشارع وأضحت بيئة لتكاثر الذباب والجراثيم وتهدد حياة الحي بكارثة بيئية وهو الحال في بقية أحياء العاصمة.

فالحرص الذي تحاول مليشيات الحوثي صالح إظهاره على حياة اليمنيين يفضحه واقع الحال، فهي إذ تكتفي بتنفيذ حملة إعلامية لخدمة أهدافها القتالية والعدوانية يعبر غالبية اليمنيين عن حاجتهم أكثر من أي وقت مضى لحملة إنسانية ترفع عنهم البلاء الذي حل عليهم منذ اجتياح وباء هذه الميلشيات حياتهم.

يتحدث الحوثيين عن "عقوبة الله العظيم" وكأنهم حمائم السلام، ويحملون في أياديهم أغصان الزيتون.. فالجماعة التي ولدت من فوهة البندقية وارتبطت في أذهان اليمنيين بعربة الديناميت ورائحة البارود هي آخر من يحق لها الحديث عن مصالحهم.

ولا تخجل الميلشيات في الحديث بإسهاب عن الأخلاق والقيم الذي تفتقر لأبجدياتها مستغلة كافة المنابر الإعلامية المتاحة للتعتيم على الرأي العام وتمرير جرائمها مصحوبة بمسوح المسيح بعد مصادرة وإغلاق القنوات والاذاعات والصحف والمواقع الإخبارية وسيطرتها على منابر مساجد أمانة العاصمة.

وفي حين تتجاهل الحديث عن تحالف عاصفة الحزم مركزة على ما تسميه –العدوان السعودي- تتناسى الجبهات الداخلية التي فتحتها في أغلب المحافظات وتسببت في نزيف الدم اليمني بغزارة، يقول محمد عبدالله: "من المؤكد أن أغلب الصور التي تنشرها تلك الميلشيات عبر اللوحات والمنابر الإعلامية هي جزء من جرائمها بحق اليمنيين.

وهذا السلوك العدواني الذي تعبر الجماعة عن نفسها من خلاله ليس بغريب إذ تسببت منذ ظهورها في 2004م بكوارث جماعية راح ضحيتها آلاف القتلى والجرحى والمنكوبين والمشردين والنازحين، إنها تعمل كآلة دمار شامل تحاول ما استطاعت اجتثاث كل ما يقف في طريقها.

مررت من الشارع وعلقت على التناقض الفاضح بين العبارة والسلوك الذي عطل الدولة وصادر كل امكانياتها لصالح حروب الجماعة مما تسبب في كارثة تراكم المخلفات وعدم رفعها فكان لسان حال الكثير يلهج بالقول "إن عقوبة الله العظيم لا تتجزأ".

فالذي سرق أقوات الناس وصادر حقوقهم وكمم أفواههم واستباح دماءهم ونكل بهم واجتاح مدنهم ثم يأتي ليتحدث عن "عقوبة الله" بحق أولئك أو هؤلاء كالذي يرى القشة في عين أخيه ولا يرى النخلة في عينه.

تظهر اللوحات الأخرى التي أنتجتها ميلشيات الحوثي صالح صور الدمار والضحايا في المحافظات التي اجتاحتها تلك الميلشيات، فإحدى اللوحات تتحدث عن الدمار الذي لحق بمدينة عدن وتقول: "مهما دمرتم فلن نساوم على عزتنا وكرامتنا" وأخرى تورد صورة ضحية من تعز وتقول: "هذه الجرائم تكشف الوجه القبيح لوجه العدوان"، إنها تدين نفسها من حيث أرادت النفي.

الصياغة الركيكة ظاهرة وتكشف حالة ارتباك وضعف، فمحاولات إثارة الرأي العام ضد عاصفة الحزم تواجه بالسخرية والتندر إذ يدرك غالبية الشعب اليمني أن الحوثي لم يجلب في معطفه مذ تحرك من صعدة سوى السم الزعاف.

المصدر/ GYFM