تعز وعدن تتصدران مقاومة الحوثيين ،ومن لم يمت بالرصاص مات من الجوع

الأحد 26 إبريل-نيسان 2015 الساعة 04 مساءً / مأرب برس-خالد الحمادي-القدس العربي.
عدد القراءات 4708


«من لم يمت بالرصاص، مات من الجوع» هذا حال أبناء مدينتي عدن وتعز، جنوبي اليمن، إثر حصار المتمردين الحوثيين وقوات صالح لهاتين المدينتين اللتين تصدرتا المقاومة الشعبية ضد ميليشيات التمرد الحوثي وقوات الرئيس السابق علي صالح.

سقط الكثير من الضحايا بين قتيل وجريح بالرصاص الحي وقذائف المدفعية الثقيلة والدبابات في محافظة عدن منذ اجتياح المسلحين الحوثيين لها بمساعدة قوات جيش صالح مطلع الشهر الماضي، ولكن المشكلة الأكبر أن هذه المحافظة تواجه كارثة إنسانية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، حيث أطبق عليها المسلحون الحوثيون حصارا شديدا ومنعوا دخول المواد الغذائية والتموينية إليها كما منعوا ضخ المياه إلى منازلها منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، عندما سيطروا على جبل حديد التي تقع فيه مضخات المياه لأغلب مناطق مدينة عدن.

وذكر العديد من سكان عدن أن همجية ووحشية المسلحين الحوثيين وقوات صالح لم تقف عند القصف العشوائي بالمدفعيات الثقيلة والدبابات للمناطق واﻷحياء السكنية في عدن بل تجاوزوا ذلك إلى فرض حصار شديد على المدينة منعوا من خلاله دخول المواد الغذائية والتموينية وتوقفت حركة الحياة في عدن وأصبحت مهددة بكارثة إنسانية غير مسبوقة، قد تصل إلى حد وفاة الكثير من السكان بسبب انعدام الغذاء والدواء.

وتعاني محافظة تعز القريبة منها من المشكلة نفسها التي وصلت حدا ينذر بوقوع كارثة إنسانية وشيكة إثر انقطاع سبل العيش فيها مع انعدام المواد الغذائية والنقص الحاد في المياه لأكثر من أسبوعين والمرشحة للاستمرار.

وجاءت هذه الأزمة الحادة في المواد الغذائية ونقص المياه مع إنعدام المشتقات النفطية منذ أكثر من شهر ونصف وانقطاع التيار الكهربائي بشكل كامل وتراجع سبل ووسائل العيش الحديث بشكل شبه كلي، لدرجة توقف المواصلات العامة والخاصة وتعثر شبكات الاتصالات وخدمات الانترنت.

وضاعف من حدة الأزمة اﻻقتصادية والحياتية في محافظتي عدن وتعز الإنعدام الكلي للعملة الصعبة ومنع الحوثيين لحركة الحوالات البنكية من وإلى اليمن والتي تسببت في تعثر الخدمات المصرفية بشكل غير مسبوق وأصيبت الحركة التجارية نتيجة لذلك بشلل شبه تام.

طبعا بعض هذه المعاناة، كإنعدام المشتقات النفطية وإنعدام العملات الصعبة ليست محصورة في مدينتي تعز وعدن ولكنها مشكلة عامة تعاني منها كافة المحافظات والمدن اليمنية، غير أن المتمردين الحوثيين وأعوانهم من قوات صالح بالغوا في إيلام محافظتي عدن وتعز وشددوا الحصار حولهما لتزعم هاتين المحافظتين للمقاومة الشعبية ضد التمدد الحوثي الشيعي في هذه المناطق السنية بالكامل والتي ﻻ توجد فيهما حاضنة اجتماعية للحوثيين، كما أن المفاجئ في هاتين المحافظتين هو أنهما كانتا من أكثر المحافظات اليمنية مدنية وخلوا من السلاح.

وقال مصدر سياسي رفيع في تعز لـ»القدس العربي» ان أبناء هذه المحافظة المسالمة التي تعرف بأنها العاصمة الثقافية لليمن اضطروا إلى حمل السلاح للدفاع عن مدينتهم من اﻻجتياح الحوثي الشيعي الذي يسعى إلى فرض هوية جديدة وواقع سياسي جديد بعيدا عن الموروث العقائدي والثقافي والسياسي لهذه المناطق الجنوبية بل ولأغلب المناطق اليمنية.

ورغم بدائية الأسلحة التي يستخدمها رجال المقاومة الشعبية في كل من عدن وتعز وإنعدام الخبرة العسكرية لديهم إلا أنهم حققوا مكاسب كثيرة وتقدما كبيرا على الأرض في مواجهة جيش الدولة الذي استولى عليه الحوثيون بتسهيل من الرئيس السابق علي صالح، الذي بناه على أساس طائفي وليس على أساس وطني.

وأوضحت مصادر ميدانية أن المقاومة الشعبية في عدن تسيطر حاليا على نحو 80 في المئة من مناطق محافظة عدن، فيما تسيطر المقاومة الشعبية في تعز على نحو ثلثي مناطق المدينة وفقا لزعيم المقاومة فيها حمود سعيد المخلافي.

وترافقت العمليات العسكرية في محافظتي عدن وتعز مع المعاناة الإنسانية جراء نقص المواد الغذائية والتموينية وإنعدام المشتقات النفطية.

وتخشى منظمات إنسانية محلية ودولية من كارثة إنسانية وشيكة في محافظتي عدن وتعز جراء الحصار وشدة القصف الحوثي على أحيائها السكنية ونفاد المخزون اﻻستراتيجي الذي كان متوفرا فيها.

وقال مصدر محلي ان معاناة تعز تضاعفت مع حصارها من كل الجهات البرية والبحرية والجوية وسيطرة المسلحين الحوثيين على المنفذ البحري الوحيد لها وهو ميناء المخا، بالإضافة إلى سيطرتهم على كافة الطرق والمنافذ البرية الموصلة إليها من كل اﻻتجاهات، فيما يتمركز رجال المقاومة الشعبية في وسط مدينة تعز لمنع دخول المسلحين الحوثيين.

وطالبت العديد من المنظمات الإنسانية بضرورة التهدئة العسكرية وتوفير أطراف الصراع فترات هدنة للأغراض الإنسانية، فيما طالبت دول التحالف العربي بضرورة الإسراع في تنفيذ عمليات الإغاثة الإنسانية وتوفير المواد الغذائية والتموينية والمشتقات النفطية قبل أن تستفحل الأزمة وتأكل الأخضر واليابس.