جماعة الحوثي تنتهك الاعلام اليمني وتمارس بحقه أبشع الجرائم

الثلاثاء 31 مارس - آذار 2015 الساعة 10 مساءً / مأرب برس - متابعات
عدد القراءات 3450

بدأت معركة الحوثيين مع الصحافة والصحفيين منذ وقت مبكر وعقب سيطرتهم على العاصمة صنعاء في سبتمبر الماضي، دأبت المليشيات المسلحة الى ترويع وارهاب الصحفيين والناشطين. لكن هذه الحملة تصاعدت بعد ساعات من ايقاف الشركة التي تدير القمر «نايل سات» القنوات الحكومية التي تسيطر عليها الجماعة منذ أشهر، وبعد بدء العمليات والضربات الجوية لقوات التحالف العربي بقيادة المملكة لاستهداف مواقع وتجمعات الحوثيين والمواقع العسكرية التي يسيطرون عليها والموالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح ونجله وأقاربه.

اذ اقدمت سلطة مليشيات الحوثي على حجب كثير من المواقع الاخبارية المعارضة لهم، وكذا اغلاق قناتي يمن شباب وسهيل، واغلاق صحيفة المصدر والسيطرة على مقرات هذه المؤسسات الاعلامية ومصادرة محتوياتها، في حملة وصفت بانها الاشرس على الصحافة في اليمن.

وبعد انقلابها على الشرعية الدستورية والتوافقية ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي، سيطر الحوثيون على المؤسسات الاعلامية الرسمية منها صحيفة الثورة الحكومية وكذا القناة الفضائية الرسمية الاولى، وقنوات سبأ والايمان، وكذا وكالة الانباء الرسمية سبأ وموقع وزارة الدفاع والداخلية وغيرها من الوسائل الاعلامية التي تحولت الى بوق للمليشيات في مهاجمة هادي ومعاونيه، فيما حرم الرئيس الشرعي هادي من اية وسيلة اعلامية، باستثناء قناة «عدن الجديد» التي تم انشاؤها في عدن عقب تمكن هادي من الافلات من قبضة الحوثيين في صنعاء وانتقاله الى عدن في 21 فبراير الماضي.

لذا أصبح المواطن اليمني عرضة لعملية تضليل واسعة مع هيمنة المتمردين على الالة الاعلامية التابعة للدولة مثل وكالة الانباء الرسمية وصحيفة الثورة، ومع وزارة الدفاع، وكذا القنوات التلفزيونية التابعة للحوثيين «قناة المسيرة»، وقناة «اليمن اليوم» و «ازال» التابعة للرئيس السابق، علاوة على صحف ومواقع اخرى تابعة لحزب صالح، وصحف مستقلة موالية للحوثيين وصالح، ما يجعل ايقاف القنوات الفضائية التابعة للدولة من قبل شركة نايل سات، لا يؤثر كثيرا.

وقال نائب رئيس الدائرة الاعلامية في حزب الاصلاح عدنان العديني: «الان المواطن يتعرض لعملية تضليل واسعة، خاصة ان وسائل الاعلام التي تخاطب الرأي العام المحلي صارت مشلولة، ان لم تكن متوقفة. ولم يعد هناك أي اعلام محلي يعمل سوى الذي يعيد تصوير العملية العسكرية «عاصفة الحزم» بشكل معاكس للأهداف التي تعمل من اجلها. «وأكد العديني ان عودة المنظومة الاعلامية الرسمية وغيرها من وسائل الاعلام الخاصة للعمل وتغطية الاحداث الراهنة امرا في غاية الاهمية، لتغطية الاحداث بشكل مهني، بعيدا عن التضليل.

وقال: «في المناطق التي تسيطر عليها جماعة الحوثي وصالح، لم تعد لوسائل الاعلام والاعلاميين القدرة على التحرك بحرية، وصاروا مجبرين على انتاج خطاب اعلامي، ان لم يكن متواطئا مع الحوثي وصالح، فانه لا يستطيع نقل الحقيقة.» وشدد العديني على ضرورة «ان تعمل دول التحالف العربي على اعادة القنوات الرسمية المتوقفة لعملها السابق، وانتشال المواطن اليمني من عملية التضليل التي يتعرض لها.»

اما محمد الصالحي رئيس تحرير موقع مأرب برس الاخباري والذي حجبه الحوثيون عن القراء في اليمن، فيقول ان الحملة التي تتعرض لها الصحافة وانتهاك الحريات الصحفية هي الاشرس، وان ثمة محاولة من قبل الحوثيين وحلفائهم لحجب الحقيقة وعدم وصولها الى الرأي العام.

واضاف: «نحن نبذل قصاري جهدنا في ايجاد نطاقات جديدة وروابط جديدة لكسر الحجب المفروض علينا من ميليشيات الحوثي، لكن في هذا الامر صعوبة للقارئ في الاستمرار في تتبع مثل هذه الروابط والنطاقات الجديدة.» واشار الى ان المعلومة يمكن ان تصل الى المواطن من أي مصدر بطريقة او بأخرى، لكن الاهم في الامر هو ان المصادر التي يطمئن لها المواطن اصبحت صعبة، هذا علاوة على ان البساطة التي تعمل بها وسائل الاعلام والمؤسسات الاعلامية والصحفية في اليمن تقوم على جهود فردية، بسبب مشاكل مالية بسبب توقف الاعلانات ما يصعب اداء الرسالة الاعلامية بالشكل المطلوب.»

واكد الصالحي على ضرورة استعادة الوسائل الاعلامية الرسمية من قبضة الانقلابيين والذين يستخدمونها للتحريض على الشرعية وتضليل المواطنين، مشيرا الى ان هذه الوسائل مثل وكالة سبأ وموقع وزارة الدفاع والداخلية وخدمات الاخبار عبر الجوال هي اكثر الوسائل التي يتابعها المواطن البسيط الذي لا يمتلك او يطلع على الانترنت. وشدد على ضرورة ايقاف هذه الوسائل كما تم ايقاف القنوات الفضائية الرسمية، وانه لا بد من انشاء مواقع اخبارية بديلة او السيطرة على الموقع الاخباري لوكالة سبأ التي تعتمد عليها كثير من الوسائل الاعلامية كمصدر رسمي. وقال: «القنوات الرسمية التي اوقف بثها من قبل شركة نايل سات يجب ان تعاد للعمل وبأسرع وقت ممكن من قبل طاقم اعلامي موالي للشرعية... فهذه القنوات ودورها الاعلامي مهم للشرعية والبلد وكذا لدول التحالف. المواطن عندما يجدها مغلقة فانه يتجه الى قنوات اخرى وهي قنوات الانقلابيين.»

ويرى مراقبون ان دور هذه الوسائل والقنوات التي يجب ان تعاد للعمل امر في غاية الاهمية، خاصة مع المضايقات واغلاق مكاتب القنوات العربية. ويرى مراقبون ان هادي يفتقر الى وجود طاقم اعلامي محترف ووسائل اعلام تتفوق على الالة الاعلامية للحوثيين وصالح، وان استعادة وسائل الاعلام الرسمية وخاصة القنوات واعادتها للعمل يجب ان تكون ذات اولوية قصوى، مع وجود طاقم اعلامي محترف يعمل في الفريق التابع للرئيس هادي.

صحيفة الرياض السعودية

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن