الحوثيون نتاج 25 عاما من مساع ايران للهيمنة على اليمن

الثلاثاء 31 مارس - آذار 2015 الساعة 07 صباحاً / مأرب برس - ايلاف
عدد القراءات 5622


تؤشر مسيرة المحاولات الايرانية للهيمنة على اليمن من خلال استغلال مليشيا الحوثي واعدادها لتنفيذ مطامع طهران في منطقة الخليج العربي انها نتيجة لمساع استمرت 25 عاما جرى خلالها تهيئة الشقيقين الحوثي ووالدهما بدورات في مجالات دينية وسياسية وأمنية وارهابية استمرت عاما في مدينة قم الايرانية واعدادهم لدخول البرلمان اليمني والزج بهم الى الساحة السياسية لتنفيذ اجندتهم في اليمن.

عقب خسارة حكام ايران لحربهم مع العراق التي جرت بين عامي 1980 و1988 وعلى خطى تجربتهم في تشكيل حزب الله اللبناني فقد باشروا منذ ربع قرن بتنظيم مجموعة تابعة لهم في اليمن حتى تكون نقطة انطلاق لهم للهيمنة على اليمن وشبه الجزيرة العربية مستغلين النسيج الديني في هذا البلد وحيث شخصوا الطائفة الحوثية مرشحة مناسبة لاستخدامها في تحقيق اهدافهم في المنطقة. 

طهران استخدمت حسين وعبد الملك الحوثي

وبمراجعة لاوراق ووثائق المحاولات الايرانية هذه فقد تأكد استخدام النظام الايراني حسين الحوثي الشقيق الأكبر لعبدالملك الحوثي الزعيم الحالي للحوثيين هذا التيار منذ عام 1991 وساعده على تأسيس "حزب الحق" في اليمن وشارك في الانتخابات التي جرت عام 1993 وأصبح عضوا في البرلمان اليمني. وبحسب خطة النظام الإيراني يظل هذا التيار يدعي عدم مواجهة الحكومة اليمنية قبل تشكيله واقتداره حيث كان يوحي وكأنه يواكب الحكومة.

وبحسب أوامر صادرة عن النظام الايراني انشق حسين الحوثي عن حزب الحق عام 1997 وشكل مجموعة بأسم "تنظيم الشباب المؤمن" وذلك على غرار حزب الله اللبناني ثم غير اسمها لاحقا الى " انصار الله". وتحتل هذه المجموعة حاليا أجزاء كبيرة من اليمن بما فيها العاصمة صنعاء وتقوم بقمع وقتل الشعب اليمني بدعم وأشراف قوات الحرس الإيراني وفيلق القدس.

وبعد أحداث 11 ايلول (سبتمبر) عام 2001 في نيويوك وجه النظام الإيراني بوصلة "تنظيم الشباب المؤمن" بإتجاه الافكار المضادة للولايات المتحدة كما قام التنظيم في الوقت نفسه بمعارضة الحكومة اليمنية. وقد تم أعتقال عدد من اعضاء "تنظيم الشباب المؤمن" عام 2003 من قبل سلطات الرئيس السابق علي عبد الله صالح حيث قام التنظيم بمواجهة الحكومة عسكريا. الى ان قتل حسين الحوثي خلال اشتباكات مع الحكومة اليمنية في عام 2004.

الشقيقان الحوثي ووالدهما خضعا لدورات تدريبية في قم

وقبل ذلك خضع حسين الحوثي وشقيقه عبدالملك الحوثي ووالدهما بدرالدين الحوثي لدورات تدريبية في مجالات دينية وسياسية وأمنية وارهابية لمده أكثر من سنة بمدينة قم الإيرانية في بداية ثمانيات القرن الماضي وبعد ذلك كانوا يترددون على ايران بشكل مستمر. وحسب التقارير الداخلية لقوة القدس التي كشفتها المعارضة الايرانية واطلعت عليها "أيلاف" فقد اعتنق عبدالملك الحوثي الفكر الشيعي الإمامي الممثل بالشيعة الإثني عشرية الا انه وبتوصية من النظام الايراني أمتنع عن اعلان ذلك حتى لا يصبح معزولا في صفوف الشيعة الزيدية في اليمن.

وكان أحد خطط فيلق القدس خلال السنوات الماضية لفتح الطريق لدخوله الى اليمن هو تنشيط الهلال الأحمر الإيراني في اليمن لكي يتمكن من فتح الطريق لدخول النظام الى هذا البلد تحت غطاء ارسال المساعدات الانسانية وإنشاء مستشفيات وكذلك ايصال المعونات الدوائية. ونجح النظام الايراني عن طريق هذا النشاط في تجنيد يمنيين بهدف استخدامهم في شبكاته الارهابية.

وحاليا تمسك قوة القدس التابعة لقوات الحرس الايراني باعتبارها الطرف الرئيسي القابض على الملف اليمني داخل نظام طهران حيث تم تشكيل هيئة أركان رئيسية للقيادة والإسناد بشأن الحرب في اليمن في فيلق القدس. واضافة الى ذلك فان المجمع العالمي لأهل البيت وكذلك مجمع تقريب المذاهب الإسلامية وجامعة المصطفى التي تشرف عليها ايران لهم علاقات وطيدة مع الحوثيين ومساعدتهم. 

وهناك عدد كبير من الحوثيين يتدربون في جامعة المصطفى بمدينة قم الإيرانية منذ سنين ويتولى رجل دين يمني اسمه عصام العماد مسؤولية الحوثيين في المدينة وكان قد اعتنق المذهب الشيعي متخليا عن مذهبه السني بتوجيه ايراني .. وهو ينفذ إملاءات منظمة الثقافة والاتصالات الاسلامية والمجمع العالمي لأهل البيت وغيرها من أجهزة النظام الايراني لللترويج للتطرف من خلال القنوات الفضائية العربية الموالية للنظام.

وتواصلا مع ذلك فقد أقام النظام الايراني اتصالات وطيدة بين "تنظيم الشباب المؤمن" وحزب الله اللبناني وحاول أن يجعل من عبدالملك الحوثي بمثابة حسن نصرالله في اليمن كما يتلقى بعض عناصر الحوثيين تدريبات في وادي البقاع بلبنان والعراق من قبل فيلق القدس.

استغلال ثورة الشعب اليمني

ومع انطلاق ثورة الشعب اليمني مطلع عام 2011 قام النظام الايراني بتعزيز مكانة الحوثيين في اليمن وتسليحهم وتقويتهم وتدريبهم. وكان حسين وعبدالملك الحوثي يروجان لمكانة الزعيم الايراني الراحل خميني والمرشد الايراني الاعلى علي خامنئي بمثابة زعيم وإمام داخل انصارالله ويوزعان رسائلهما وتعليماتهما وكذلك خطب زعيم حزب الله اللبناني حسن نصرالله في اليمن.

11وتزامنا مع هذه العلاقة مع تنظيم الحوثيين قام النظام بابرام صفقة ثقافية بين ايران واليمن في تموز ( يوليو) عام 1995 حيث كان يوفر لهم المجالات العملية لبسط مد التطرف والارهاب. وتنص وثيقة مسربة من داخل منظمة الثقافة والاتصالات الاسلامية الايرانية في 11 آذار (مارس) عام 1996 على انه "نظرا الى الاوضاع والظروف الجديدة السائدة في اليمن ورغبة مسؤولي هذا البلد ببسط وتوسيع علاقات شاملة مع جمهورية إيران الإسلامية وحضور الشيعة الزيدية وتوقيع اتفاق ثقافي بين طهران وصنعاء من المهم جدا ان يكون للجمهورية الاسلامية حضور فاعل في اليمن...".

وفي ايلول (سبتمبر) الماضي أماط القيادي في الحرس الثوري عضو البرلمان الايرالني علي رضا زاكاني وهو رئيس سابق للتعبئة الطلابية ومن المقربين لخامنئي اللثام عن دور نظام اطهران في أحداث اليمن وخطته لتصدير التطرف والارهاب الى كل أرجاء المنطقة تحت عنوان "منهج توحيد المسلمين من قبل الثورة الاسلامية" .. قائلا " في اليمن هناك حدث أهم وأكبر من لبنان في حال التكوين بحيث يسيطر الثوار على 14 محافظة من اصل 20 محافظة يمنية وكذلك 90 بالمئة من مدينة صنعاء... وبذلك انهم قلبوا كل موازين القوى .. وبعد الانتصار في اليمن بالتأكيد سيأتي دور السعودية لان هذين البلدين لديهما ألفي كيلومتر حدودا مشتركا من جهة وهناك اليوم مليونا مسلح منظم في اليمن... اليوم الثورة الاسلامية تسيطر على 3 عواصم عربية وبعد فترة سوف تسيطر على صنعاء ايضا وسوف تنفذ منهج توحيد المسلمين".

تحركات ايران بعد انطلاق عاصفة الحزم

وتؤكد المعلومات الواردة من داخل ايران عقب انطلاق عملية "عاصفة الحزم" ان السلطات الايرانية شكلت غرف عمليات لمتابعة احداث اليمن في مختلف اجهزة النظام وخاصة في قوات الحرس الثوري والمجلس الأعلى لأمن النظام حيث يتولى بعض هذه العرف متابعة الجوانب السياسية والستراتيجية والتعبوية للموقف وبعضها الآخر يتابع الجوانب اللوجستية وغيرها.

واحدى غرف العمليات هذه المرتبطة بالمجلس الأعلى للأمن القومي للنظام تدار بإشراف اللواء علي شمخاني امين عام المجلس الأعلى كما يتولى شخص اسمه نيلي القضايا التنفيذية والتنسيقات الإداريه وتقوم هذه الغرفة بالتنسيق مع مكتب قاسم سليماني قائد قوة قدس.

كما تشير المعلومات الى انه بعد انطلاق عملية عاصفة الحزم مباشرة عقد المجلس الأعلى للأمن القومي اجتماعين يومي الخميس والجمعة الماضيين لمناقشة ملف اليمن حيث ان هذا المجلس هو اعلى جهة ايرانية تتولى اتخاذ القرار في شؤون الأمن .