وزير الاتصالات يؤكد تشكيل لجنة لقياس المخاطر المحتملة لأبراج الاتصالات

الجمعة 26 ديسمبر-كانون الأول 2014 الساعة 05 مساءً / مأرب برس – صنعاء:
عدد القراءات 3625

أكد المهندس لطفي باشريف وزير الاتصالات وتقنية المعلومات أن وزارته شكلت لجنة من المختصين لقياس الترددات الراديوية والاشعاعات ابتداء من أول يناير للعام 2015م باستخدام أجهزة حديثة بهدف إعداد تقارير علمية حول عمل أبراج الاتصالات وانعكاساتها الحقيقية على صحة المواطن.

وقال وزير الاتصالات في الندوة التي أقامتها مؤسسة توعيه والإعلام الصحي اليوم بصنعاء أن تدفق أجهزة الهواتف المتنقلة من بعض البلدان الى اليمن خلق صعوبة في عملية التحكم والرقابة على دخول هذه الأجهزة التي ممكن أن تتسبب في مخاطر صحية على الإنسان.

مشيراً إلى أن عدم الحصول على الأجهزة المصممة لقياس معامل الامتصاص النوعي، وكذا أجهزة قياس شدة البث الصادرة عن المحطات القاعدية والأجهزة الراديوية يساهم في إعاقة عملية التدقيق في معامل الامتصاص النوعي للهواتف المتنقلة.

وأكد الوزير باشريف "الوزارة ستقوم باتخاذ الإجراءات الوقائية التي تعزز الاستخدام الآمن للهاتف النقال من خلال العمل على تطبيق الخطوط الارشادية والمبادئ التوجيهية التي أقرتها اللجنة الدولية للحماية من الأشعة المؤينة"، مؤكدا أن الوزارة تسعى لكسب ثقة المواطنين من خلال علمها على توفير الأجهزة المطلوبة لقياس الإشعاع الراديوي على كافة الأراضي اليمنية

من جهته قال الدكتور رياض ياسين وزير الصحة العامة والسكان إن العالم يسير بخطى سريعة في مجال التكنولوجيا والاتصالات والابراج والهواتف المحمولة ولابد من إدراك المضار التي قد يترتب عنها على المدى البعيد ،معتبراً أن إسهام المجتمع المدني في مسار الوقاية والادراك وهو خير من العلاج وأن الندوة تنطلق من مبدأ الادراك والوعي ونشر الافكار الجديدة في سبيل الوقاية خصوصاً في وقت صارت فيه الهواتف المحمولة رفيق للحياة بالنسبة لأي إنسان سواء في اليمن أو غيره .

وأضاف بأن وزارة الصحة تسعى الى إجراء دراسات علمية حول أضرار أبراج الاتصالات على صحة المواطن وفق المعايير الدولية التي حددتها منظمتي الصحة والتجارة العالميتين .

وأعرب عن أمله في أن تقوم كافة الجهات العاملة في هذا المجال بالتنسيق مع وزارة الصحة قبل إنشاء مثل هذه الأبراج خاصة في الأحياء السكنية وأماكن التجمعات، داعيا المشاركين الى إثراء أوراق العمل المقدمة في الندوة بالنقاشات ووجهات النظر للوصول الى مخرجات يمكن الاعتماد عليها لتوضيح حقيقة المخاطر المحتملة ومعالجتها .

وتمخض عن الندوة توصيات تضمنت تشكيل لجنة من مختلف المكونات والجهات المشاركة في الندوة للتنسيق مع اللجنة الميدانية لدراسة الابراج التي أعلن عنها وزير الاتصالات في الندوة للوصول الى صياغة تقارير قائمة على أدلة واضحة حول حقيقة الاشعاعات التي تنتج عن تلك الابراج في تزايد المخاوف والشائعات حول المخاطر التي تترتب عن تلك الابراج وخصوصا ما يتردد من أنها تقف وراء الامراض المزمنة التي تصيب الانسان .

كما تضنت التوصيات إقامة سلسلة من الندوات التوعوية التي تعطي المواطن معرفة شاملة وتبعث في نفسه الاطمئنان في ظل الرواج المتزايد لمعلومات غير مدعمة بدراسات علمية ، إضافة الى تشكيل هيئة مستقلة مهمتها الرقابة والاشراف على القطاع الاستثماري للاتصالات .

وكانت الندوة شهدت تقديم أوراق عمل عديدة أبرزها للخبيرة الدولية (كريستينا بويتي) مستشارة في الاتحاد الدولي للاتصالات قدمها المهندس أسعد شجاع الدين واحتوت على شرح عمل الهيئات الدولية في نجال تقييس الاتصالات ودراسة الترددات الكهرومغناطيسية ومراحل عمل المؤتمرات والدراسات الميدانية حول احتمالية تأثير الاشعاعات على صحة الانسان وأن العملية ليست كما يعتقد البعض خارج الاهتمام الدولي .

واستعرض الدكتور عبد السلام الخليدي بكلية الهندسة بجامعة صنعاء علاقة التأثير والتأثر مشدداً على ضرورة الرقابة بما يخدم المواطن والقطاع الاستثماري في مجال الاتصالات وتنظيم العملية وفق محددات ومعايير عالمية ، مستدلاً بدراسة أجراها في العاصمة صنعاء على الابراج ونتج عن الدراسة أن 85% من الابراج آمنة وليس لها تأثير وأن البقية لابد من إعادة مواقعها وإبعادها عن الاماكن المكتظة بالسكان .

من جهته استعرض الدكتور أحمد القباطي بوزارة الصحة العامة الجوانب الصحية وعلاقتها بالتكنولوجيا والهواتف المحمولة في ظل دراسات مكثفة أجرتها منظمات وهيئات دولية في مقدمتها منظمة الصحة العالمية التي خدمت البشرية بشكل غير مشكوك فيه والتي تؤكد أنها لم تصل حتى الآن الى إثبات أي تأثير للترددات الصادرة عن الابراج على صحة الانسان ولا زالت بصدد إجراء دراسة واسعة ستنتهي العام 2016م .

وأكد رئيس مؤسسة التوعية والإعلام الصحي محمد طاهر أن الندوة تهدف الى الوقوف على حقيقة الجدل الدائر حول تأثير أبراج الاتصالات على صحة الإنسان الذي زادت وتيرته في الآونة الأخيرة وترتب عليه تنامي القلق وانتشار المخاوف بشكل متزايد في أوساط الناس.

وقال : إننا في مؤسسة التوعية والاعلام الصحي نضع في مقدمة أولوياتنا الاسهام في تحقيق مستوى لائق من خدمات الرعاية الصحية على طريق تحقيق التغطية الصحية الشاملة في وقت تشكل فيه الصحة أولوية متدنية على سلم الاولويات وتراجع النظام الصحي وتدهور الثقة بطبيعة الاداء وعدم الرقابة على الادوية والمستوى المعيشي للعاملين في المجال الصحي في هذا البلد.

وشهدت الندوة مداخلات متعددة لمختصين وأكاديميين ومهتمين جميعها أثرت موضوع النقاش وتوصلت الى ضرورة العمل على التقليل من المخاوف المتزايدة من مخاطر لا تزال وهمية وغير مثبتة بشكل علمي ومدروس.

وتعد مؤسسة التوعية والاعلام الصحي منظمة غير ربحية وتعمل ضمن شبكات منظمات المجتمع المدني المهتمة في المجال الصحي في اليمن .