صالح يمهد الطريق.. الحوثي في طريقه للإطاحة بهادي والأخير يفيق متشبثاً والإصلاح يناور

الخميس 18 ديسمبر-كانون الأول 2014 الساعة 06 مساءً / مأرب برس - تقرير – نايف الجرباني
عدد القراءات 8940
الصورة تعبيرية

في مشهد سياسي مرتبك، وينبئ بدخول اليمن خلال الأيام القادمة في أزمة شديدة التعقيد، تعزم جماعة الحوثي المسلحة، على السيطرة على نظام الحكم والإطاحة بالرئيس هادي وحكومة بحاح، خصوصا بعد اقتحامهم لعدد من مؤسسات الدولة المالية والإعلامية، ممثلة بالبنك المركزي اليمني ومؤسسة الثورة الصحفية.

ويتحدى مسلحو الحوثي مهلة للرئيس هادي منحها لهم قبل يوم وأمهلهم 24 ساعة لخروجهم من العاصمة صنعاء، الا ان الرد من قبل الجماعة كان سريعا، وطبقوه عمليا باقتحامهم لمؤسسة الثورة الصحفية، وقاموا بإصدار الصحيفة، بهيئة تحرير جديدة، وحذفوا اضاءة الرئيس وأهداف ثورة سبتمبر.

وزارة الإعلام ممثلة بالوزيرة نادية سقاف والتي عجزت عن ايقاف طباعة الصحيفة بعد سيطرة الحوثيين عليها، أصدرت بيانا اعلنت فيه اخلاء مسؤوليتها عنها، وأكدت أنها – اي الصحيفة – اصبحت لا تمثل الحكومة، ليعلن ناشطون وكتاب يمنيون عن وفاة سلطة الدولة، ودفنها في سابع أرض مع إصدار أول عدد من صحيفة الثورة الرسمية بتوجه حوثي.

وفيما تتولى جماعة الحوثي السيطرة على مؤسسات الدولة، يعمل حليفها الأكبر الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح سياسياً على تعطيل هذه المؤسسات ونواب حزب صالح يعطلون في البرلمان التصويت على منح الثقة للحكومة، الأمر الذي يهدد بإدخال البلاد في وضع شاذ دستورياً.

زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي بدا مؤخرا أكثر وضوحاً تجاه الرئيس هادي واتهمه بالفساد بشكل علني، الأمر الذي فسره مراقبون بأن هادي أصبح الهدف القادم للحوثيين ، فهو الوحيد الذي لم تسيطر الجماعة على منصبه رغم سلبها لكافة صلاحياته وأصبحت هي من تدير البلاد وتصدر قرارات التعيينات.

وعينت الجماعة مؤخرا محافظين لثلاث محافظات (عمران، الحديدة، ذمار)، بعد ان اقالوا المحافظين السابقين، كما قاموا بفرض مدراء لعدد من مؤسسات الدولة، من بينها مؤسسة الثورة الصحفية وشركة صافر للاستكشافات النفطية، فضلا عن فرض ممثلين لهم في كل مؤسسة.

الرئيس هادي والذي اصبح محاصرا ومعزولا في منزله بشارع الستين في العاصمة صنعاء، وجه مؤخرا اتهاما صريحا لجماعة الحوثي بأنها تريد العودة باليمن الى ما قبل ثورة سبتمبر في اشارة الى "الحكم الإمامي"، لتؤكد مصادر رئاسية لـ"مأرب برس"، ان هادي اصبح منزعجا من تصرفات الحوثي.

وأوضحت ان هادي يتواصل وبشكل غير معتاد بالدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية، لانقاذ اليمن من عودة الحكم الامامي الملكي على ايدي جماعة الحوثي المسلحة، مشيرة الى انه هم من وجه وزير الدفاع بطرد مسلحي الجماعة من الدائرة المالية لمجمع العرضي.

وفي ظل كل هذا الصخب، اصبح التوتر هو أهم ملامح العاصمة اليمنية صنعاء، حيث يستميت وزير الدفاع محمود الصبيحي، ومعه اللواء علي بن علي الجائفي، في الدفاع عن مجمع العرضي من سيطرة الحوثيين، وقام بإخراجهم بالقوة، الأمر الذي أدى بمسلحي الجماعة الى الاحتشاد في محيط الوزارة، والحواري المجاورة استعداد لاقتحامها.

الوزير الصبيحي قابل الحشد المسلح بحشد عسكري، ووجه قوات الاحتياط التابعة لوزارة الدفاع "الحرس الجمهوري سابقا" والتي يتولى قيادتها اللواء الجائفي، وجهها بالاستعداد والجاهزية القتالية، في وقت استقدم كتائب عسكرية الى محيط مجمع وزارة الدفاع.

وكان السياسي المخضرم عبدالكريم الإرياني وصف الوضع في اليمن قبل أيام بالشاذ واعتبر أن الحوثيين يشكلون دولة داخل الدولة، ليؤكد مراقبون ان الحوثيون في الحقيقة ليسوا دولة داخل الدولة بل باتوا هم الدولة، وربما سيشهد اليمن خلال أيام تحولات دراماتيكية.

وفي الوقت الذي تلتزم فيه جميع الأطراف والأحزاب السياسية الصمت إزاء ما يحدث، دعا حزب التجمع اليمني للاصلاح في بيان له أمس الاربعاء، الى اجتماع طارئ لتحديد معرقل اتفاق السلم والشراكة الذي وقع مؤخرا وشكلت بموجبه حكومة الكفاءات.

وفي خطوة حاول فيها حزب الاصلاح الحفاظ على ما تبقى لديه من المؤسسات والمقرات وتامين قياداته وقواعده من المطاردة، وتطبيق اتفاق السلم والشراكة، ارسل الحزب وفدا الى صعدة للقاء زعيم الجماعة والتفاوض معه على ايقاف الحملات والحملات المضادة، وبدأ الطرفان في التحاور والشروع في انجاز اتفاق بذلك.

هذا الاتفاق (الاصلاحي – الحوثي) كان واحدا من نحو 23 اتفاقية وقعت مع جماعة الحوثي منذ حصار دماج، ولم تلتزم الجماعة بأيا منها، ليعلن الاصلاح عن وفاة التقارب الاصلاحي الحوثي، مع أول رصاصة وجهها مسلحو الحوثي نحو صدور مشائخه وقواعده، في مديرية أرحب.

واستمرت المواجهات في أرحب عدة أيام سقط خلالها عدد من القتلى والجرحى، وانتهت بسيطرة الحوثيين على المديرية، بموجب اتفاق انسحب على اثره مشائخ ارحب من جبهات القتال، الا ان الحوثيين كعادتهم لم يلتزموا بالاتفاق، واقتحموا عدد من منازل المشائخ ونهبوها ودمروا عددا اخر من المساجد ودور تحفيظ القرآن الكريم، بل وصل الانتقام من خصومهم الى اختطاف اطفالهم - بحسب مصادر قبلية-.