آخر الاخبار

تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! مجلس الوزراء يُغرق وزارة الدفاع بالثناء اللفظي ويتجاهل صرف رواتب الجيش واستحقاقات وزارة الدفاع المالية صناعة القرارات الرئاسية في زمن رئيس مجلس القيادة الرئاسي.. قرارات تعيين رغم اعتراض غالبية الرئاسي وقرات يتم تهريبها بسرية .. تفاصيل لجنة المناصرة والتأثير بمحافظة مأرب تعقد ورشة عمل ناقشت دور السلطة المحلية والأحزاب والمنظمات في مناصرة قضايا المرأة رسالة من أمهات وزوجات المختطفين لقيادات جماعة الحوثي : ''نأمل أن نجد آذانا صاغية'' في اجتماع بقصر معاشيق.. قرارات وموجهات جديدة للحكومة اليمنية خلال رمضان فقط.. رابع حادثة وفاة لمختطفين في سجون الإنقلاب الحوثي قضاة محكمة العدل الدولية بالإجماع يوجهون امرا لإسرائيل .. تفاصيل

إيران تحرث الأرض.. اليمن ..محافظات تسقط وتسلَّم وسيادة مهدورة وتواطؤ يعم الأرجاء

الأربعاء 26 نوفمبر-تشرين الثاني 2014 الساعة 10 مساءً / مأرب برس -حسن الحاشدي
عدد القراءات 8042

يعد الحديث عما يحصل في اليمن أمراً يحتاج إلى سبر أغوار المشهد اليمني وتداخلاته وتحالفاته المتفرعة إلى أذرع سواء في الداخل أو الخارج، فالانهيارات الحاصلة أمنياً وسياسياً وجغرافياً يختلف تفسيرها بين عشية وضحاها، وذلك بحسب التكتيكات اللاأخلاقية للقوى الفاعلة للمشهد.

وأيضاً بحسب المتغيرات المتسارعة في الأحداث إقليمياً ودولياً، وخصوصاً بعد التحالف الإيراني الأمريكي الأخير، وأيضاً بسبب التواطؤ الذي يتفاجأ به الإنسان اليمني بين لحظة وأخرى ويثير الدهشة لديه.

إلى كتابة هذه السطور، نستطيع أن نقول: إن جماعة الحوثي ما كان لها أن تصل إلى ما وصلت إليه من أفعال شنيعة عبر مليشياتها المسلحة بمساندة من عدة أطراف محلية وعربية وإقليمية ودولية، تنوعت تلك المساندة ما بين تحالف مرحلي مع «علي صالح»، وتواطؤ من الجيش اليمني والعديد من قياداته العسكرية؛ من وزير الدفاع اليمني وقادة المعسكرات، وبشراء ذمم العديد من القبائل اليمنية من قبل العديد من دول الخليج، وصمت محير بل وغير مفهوم من الرئاسة في اليمن، وتواطؤ دولي من أمريكا والدول العشر الراعية لـ«المبادرة الخليجية»، ودبلوماسية ناعمة من قبل مجلس الأمن الدولي، وتسليح وتدريب عسكري من قبل إيران.

وكل ذلك هو الذي جعل من جماعة الحوثي غولاً كبيراً بدا عنيفاً يلتهم المحافظات اليمنية الواحدة تلو الأخرى، ولعل المتابع للشأن اليمني بدقة يعرف حقيقة قوة الحوثي وحجمه، فقد ظل خلال عامي 2011 - 2012م محاصراً بمليشياته وعتاده العسكري الخفيف والمتوسط والثقيل، دار الحديث في بلدة دماج الصغيرة في محافظة صعدة والتي لا تزيد مساحتها على حوالي 2 كم2، وتعداد سكانها 14 ألف نسمة، فما استطاع اقتحامها؛ نتيجة للمقاومة المستميتة من طلاب العلم وأهالي البلدة الذين يعملون في الزراعة.

ولم ينتهِ الأمر إلا بلجنة وساطة مرسلة من رئيس الجمهورية، ينقل إلى أهالي البلدة مخاوف رئيس الجمهورية على سلامتهم، ويفيدهم بأنه لن يستطيع حمايتهم؛ فخرجوا بأنفسهم طواعية مهجرين بين أطفال ونساء وشباب وشيوخ يزيد عددهم على 14 ألف نسمة.

وسقوط دماج بتلك الكيفية يبين حقيقة تعامل الدولة اليمنية مع شعبها من جهة، ومن جهة أخرى حقيقة جماعة الحوثي من حيث القوة والعتاد، فالعتاد العسكري الذي كان يقاتل به الحوثي ويحاصر دماج من راجمات صواريخ بل ودبابات هو من مخازن الحرس الجمهوري في محافظة صعدة والذي كان ولا يزال في يد الرئيس السابق «علي عبدالله صالح».

إن توضيح حقيقة جماعة الحوثي المليشاوية عبر ذكر مواجهتها في قرية دماج الصغيرة يسوقنا إلى القول: إن تلك الجماعة وتمددها مثل كرة الثلج تماماً؛ كلما تدحرجت ازداد حجمها؛ بمعنى أوضح أنها في طريقها تحقق مكاسب متنوعة تخدم كل طرف محلي أو خارجي أو دولي.. فمثلاً تصفية مركز دماج العلمي ذي التوجه السلفي يحقق مكسباً للحليف الرئيس للحوثي المتمثل في إيران.

تحديد الهدف للبندقية

بعد التهجير لطلاب وأهالي دماج، وتطهير كتاف من القبائل التي اتخذتها مركزاً لمحاولة فك الحصار عن دماج، بل وتفجير دار القرآن الكريم في كتاف بوحشية مفرطة، أضحت جماعة الحوثي مثار ثقة وإعجاب ليس لدى إيران لتحقيق مخططها التوسعي فحسب، بل ولدى الخصم اللدود للثورة الشعبية الشبابية «علي عبدالله صالح» على المستوى الداخلي، وكل القوى العربية والإقليمية والدولية المناوئة لـ«الربيع العربي» عامة.

فقد رأى الجميع أن جماعة الحوثي هي البندقية المثلى للقضاء على خصومهم المتمثلين في:

- جماعة الإخوان المسلمين وكل رموزها ومؤسساتها.

- الشيخ العلامة عبدالمجيد الزنداني، وجامعة الإيمان.

- كل القوى العسكرية الموالية للثورة وعلى رأسهم علي محسن الأحمر.

- كل القوى القبلية التقليدية الموالية للثورة والمناوئة للتوسع ونفوذ جماعة الحوثي ومليشياتها، وأهمها قبائل «حاشد» وخاصة «أولاد الأحمر».

سقوط عمران مدخل للانهيار

لعل كثيراً من المحللين والساسة في اليمن قد حذروا من أخطار سقوط محافظة عمران التي تبعد عن العاصمة صنعاء بـ50كم؛ وذلك لما له من الدلالة؛ والتي أهمها انهيار الحزام الحامي للعاصمة صنعاء، إضافة إلى الانهيار الكامل للقبائل من جهة، وكذلك لأهم سند للثورة الشعبية وهو (اللواء 310) الظهر العسكري المساند للثورة الشبابية الشعبية، إلا أن الفاجعة كانت بالتواطؤ العسكري والخيانات التي أدت إلى سقوط عمران وانهيار معسكر (اللواء 310)، ومقتل قائده اللواء حميد القشيبي على أيدي مليشيا جماعة الحوثي، وذلك يوم 18 يوليو 2014م.

هل سقطت صنعاء أم سُلمت؟

توصل الأدلة والشواهد الباحث إلى أنه لم تتوافر أسباب للانهيارات المفاجئة، وخصوصاً لمليشيا مسلحة ليست بتلك الكفاءة أو التجهيز العسكري العالي، بل هي إفراز تم إيجاده لتغذية صراعات ومصالح لصالح أكثر من طرف محلي وإقليمي ودولي، إضافة إلى أن الجيش اليمني جيش نظامي متماسك، ويمتلك جاهزية قتالية، واجتهدت أطراف دولية بتزويده بالسلاح والخبرات العسكرية خلال العشرين عاماً الماضية؛ بهدف تقويته في مواجهة «القاعدة».

وقد تبدت خيوط الحقيقة وتتجلى يوماً بعد آخر؛ فتبين أن ما يحدث هو تواطؤ من الرئاسة اليمنية وصمت مريع، إضافة إلى خيانات مهَّدت لها قيادات عليا في الجيش اليمني؛ وذلك بالتوجيهات بالتسليم لمليشيا الحوثي، وذلك بحسب إفادة شهود وجنود من (اللواء 314) الذي كان مرابطاً لحماية مبنى التلفزيون الرسمي، فقد ظل طاقم التلفزيون يستنجد ويناشد الجيش والعالم بنجدته من شدة الهجوم العنيف عليه من قبل مليشيا الحوثي، واستمر الأمر على ذلك لمدة ثلاثة أيام، إلا أن الصمت المطبق من الرئاسة والجيش أدى إلى توقف شاشة «اليمن» عن أداء رسالتها نهائياً في 20 سبتمبر 2014م، فقد سُلمت معدات (اللواء 314) بكامل عتادها العسكري إلى مليشيا الحوثي دون أي مقاومة تذكر.

عن الرئاسة اليمنية

منذ بداية الحراك العسكري لمليشيا الحوثي للاستيلاء على القرى، فالمحافظات اليمنية إبان وعقب ثورة 2011م - إلى كتابة هذه السطور - والرئاسة اليمنية تجتهد في تشكيل ما يسمى «لجان وساطة» ما بين الرئاسة وقيادة جماعة الحوثي، وقد تشكلت لجان وساطة في كل من دماج وقبائل حاشد وقبائل همدان وقبائل أرحب، حتى محافظة عمران يوم أن سقطت كانت اللجنة الرئاسية حاضرة في مشهد السقوط.

وهو نفس المشهد يتكرر في سقوط صنعاء العاصمة؛ ففي الفترة من 18 أغسطس يوم تطويق جماعة الحوثي العاصمة من جهاتها الأربع عبر مخيمات الاعتصام المسلحة، إلى يوم 23 سبتمبر يوم تسليم العاصمة لجماعة الحوثي؛ تشكلت لجان عدة للتوسط بين الرئاسة وجماعة الحوثي، وبينما كان عبدالملك الحوثي زعيم الجماعة يناور ويوجه قواته بالتصعيد من جهة، ويناور سياسياً من جهة أخرى، كانت رئاسة الدولة وقيادة الجيش تكتفيان بإيفاد لجان الوساطة بمبرر تجنب إراقة الدماء، وأن الجيش سوف يقف على الحياد، وهاتان الجملتان رددهما رئيس البلاد ووزير الدفاع منذ بداية محاصرة محافظة عمران، ومما يجدر ذكره هنا أن وزير الدفاع اليمني قد قام برحلات مكوكية لمرات عدة للولايات المتحدة الأمريكية ولغيرها، وهي الزيارات التي يرى فيها محللون وناشطون سياسيون أنها أدت دوراً مهماً فيما يحدث من تواطؤ وصمت، بل وتسهيل لجماعة الحوثي؛ بغرض تصفية الخصوم المشتركين لقوى الخارج والداخل، والذين تحدثت عنهم سابقاً.. وعودة إلى حديثنا عن لجان الوساطة لأهمية دورها في عملية الإلهاء السياسي حتى يتاح لجماعة الحوثي البسط والسيطرة فقد استمرت الجهود.

وفي حقيقة الأمر، فقد كان التربص بالعاصمة واقتحامها أمراً مبيتاً ومخططاً له سلفاً، فقد كان جمال بن عمر، المبعوث الأممي ينوي العودة إلى صنعاء من صعدة في نفس يوم ذهابه، على أساس أن زعيم جماعة الحوثي سوف يوقِّع على الاتفاق، وتم تطويل الوقت بعد ثلاثة إعلانات رسمية عن موعد التوقيع، ثم المماطلة، وانتهى الأمر بعودة بن عمر إلى صنعاء على أساس أن الحوثي سوف يفوِّض ممثليه في التوقيع على الاتفاقية، وفي يوم 17 سبتمبر كان الإعلان أن الاتفاق سوف يوقَّع بحضور ممثلين عن جماعة الحوثي في اليوم التالي 18 سبتمبر الساعة التاسعة صباحاً، إلا أن الموعد تأجل، وظلت جميع القوى السياسية ورئاسة الجمهورية وجمال بن عمر في انتظار ممثلي جماعة الحوثي الذين وصلوا بعد مغرب ذلك اليوم، وتم التوقيع على الاتفاق، إلا أنهم - أي ممثلي الحوثي - تحفظوا على توقيع الملحق الأمني، ويتبين الهدف من نقض تلك المواعيد هو أن تقيد جماعة الحوثي التي قد تجمعت قبلاً في شمال العاصمة على جامعة الإيمان، ومقر قيادة المنطقة السادسة المناط بها حماية العاصمة ويديرها اللواء علي محسن الأحمر، ومقر الأمانة العامة لحزب الإصلاح (الإخوان المسلمون)، والعديد من المرافق الحيوية التابعة للإصلاح، وهو ما تم فعلاً بالتزامن مع توقيع الاتفاق، فقد حدثت مواجهات دامية شمال العاصمة، وتحركت مجاميع الحوثيين بالأسلحة الثقيلة ومنها الدبابات التي نهبتها من (اللواء 314) الذي كان مناطاً به حماية التلفزيون، وتم تطويق ومحاصرة مقر اللواء السادس، كما تمت الإغارة على جامعة الإيمان واستباحتها ونهبها، واقتحام العديد من المدارس ومنازل الأهالي وتفتيشها بطريقة فجة.

وكل تلك المرافق متقاربة سواء التلفزيون أو جامعة الإيمان أو مقر اللواء السادس، ودارت مواجهات عنيفة أسفرت - بحسب وزارة الصحة اليمنية - عن 270 قتيلاً وأكثر من 300 جريح خلال يوم وليلة.

وهنا تدخلت الرئاسة وتم الاتفاق على تسليم جامعة الإيمان إلى الحرس الرئاسي بعد استباحتها ونهبها.

وقد أصدرت الجامعة بياناً يحمل الحرس الرئاسي مسؤولية التواطؤ وتسليم جامعة الإيمان للحوثي المسلحة التي عاثت في الجامعة نهباً متواصلاً وفساداً بكل مرافقها وسكن المشايخ والطلاب والطالبات بشكل فج واستباحة مفزعة، وعلى الرغم من أن اللواء علي محسن الأحمر كان قد بدأ بالدفاع عن العاصمة من مقر قيادة اللواء السادس، فقد تم إشعاره بتوجيهات عليا بأن الإمدادات لم تستطع الوصول إليه، وأن قاعدة الجيش في جبل النبي شعيب قد سقطت في أيدي الحوثيين، وهي قاعدة إستراتيجية كانت تستعد لقصف مقر اللواء السادس.

الحكمة اليمانية

من خلال الرصد ومتابعة وتيرة الأحداث من قبل حزب الإصلاح والقوى العسكرية الموالية للثورة الشعبية والقبائل المناوئة للحوثي في العاصمة والقوى الخيرة، يتضح للجميع أن مسارات الأحداث تسعى لاجتثاث مؤسسات وقيادات، وما جماعة الحوثي إلا بندقية للإيجار؛ فقد استطاعت تلك القوى إفشال المخطط التآمري الذي كان سوف ينتج عنه تدمير كلي للعاصمة صنعاء، فانسحبت تلك القوى من أي مواجهات، وأمرت اللجان الشعبية التي دعا رئيس الجمهورية إلى تشكيلها في وقت سابق، وبلغ قوامها - بحسب المصادر الإخبارية - 270 ألف عنصر في الأمانة وبكامل الجاهزية، أمرت الجميع بعدم المواجهة، فإن ذلك هو دور الدولة والجيش، وبذلك حقنت الدماء في صنعاء، وتم تجنب الخراب المخطط له، وهو بدوره ما أغاظ حلفاء الشر في الداخل والخارج.

وتوالت عملية الانتقام والمداهمات لمساكن الناس، وتم استهداف الخصوم السياسيين للحوثي و«علي صالح» في الداخل، أو لإيران والعديد من الدول الخليجية والأمريكيين في الخارج، فقد تم اقتحام بيوت العديد من قيادات الإصلاح بشكل مهين، والدخول إلى غرف نومهم والتقاط الصور فيها بشكل لا أخلاقي، كما تم مداهمة بيت الناشطة في الثورة الشبابية الشعبية توكل كرمان، والاستيلاء على بيوت علي محسن الأحمر، وحميد الأحمر ومصادرتها، والشروع في تفجيرها، لولا تدخل العديد من الوجاهات والمشيخات والساسة في صنعاء لدى جماعة الحوثي لمنع حدوث ذلك.

رغبة الحوثي في التوسع

خلال تلك الفترة المطاطة، كان الحوثي قد شكَّل نقاط تفتيش في كل أرجاء العاصمة، وأحكم السيطرة عبر ما سماها اللجان الشعبية على الوزارات والمؤسسات الحكومية، ومنها البنك المركزي اليمني بحجة الحراسة، كما تم تطويق الأمن القومي اليمني، وإجبار قياداته على الإفراج عن محتجزين على ذمة صفقة الأسلحة الشهيرة «سفينة جيهان»، وهما إيرانيان وثمانية يمنيين.

ولعل اللافت في المشهد أن وزير الداخلية اليمني عبده حسين الترب وجَّه كل المؤسسات الأمنية والشرطية في العاصمة بعدم المواجهة مع الحوثيين، والتعامل معهم بما يحقق الأمن، وتفويت الفرصة على العابثين بالأمن، وخصوصاً بعد إعلان الجماعة الاحتفال بيوم النصر كما أسمته يوم 23 سبتمبر، فقد حشدت لذلك آلاف المسلحين للاحتفال في ميدان التحرير وسط العاصمة، وقد أحكمت السيطرة على العاصمة وكل مؤسساتها الأمنية والرسمية.

ملامح الإستراتيجية الجديدة

في 9 أكتوبر ظهر زعيم الجماعة بخطاب تبين من محتواه:

- أن الجماعة نتيجة للانتصارات غير المتوقعة والتي حققتها قد رفعت سقف مطالبها لتتحول إلى إستراتيجية جديدة بحسب المعطى والواقع الجديد، فقد استولت على العاصمة صنعاء بأكملها، وغنمت أسلحة ثقيلة وضخمة بل ومعسكرات بأكملها، فبعد أن كان المخطط يستهدف القيادات الإسلامية والعسكرية المناوئة للجماعة وغيرها والاكتفاء بكانتون شمال العاصمة أشبه بالضاحية الجنوبية في لبنان، إلا أن التواطؤ المفزع من قبل مؤسسة الرئاسة وقيادات الجيش قدمت للحوثي نصراً موسعاً لم يكن يتوقعه هو وكل حلفائه في الداخل والخارج، فنتج عن ذلك نشوة النصر والرغبة في مزيد من الأطماع والتوسع والاستحواذ.

- مخاطبته اليمنيين بقوله: «يا شعبي اليمني العزيز»، وذلك له من الدلالة بأنه الزعيم والمخلص والمنقذ المنتظر وهكذا، وعقب هذا الخطاب يمر اليمن بأسوأ مراحله التاريخية، وها هو الحوثي يتوسع بشكل مذهل، ويتم تسليم المحافظات اليمنية بمعسكراتها له دون تحريك أي ساكن للدولة أو الجيش، فقد استطاع خلال 24 ساعة استلام ثلاث محافظات؛ وهي ذمار، والحديدة، وحجة، عبر إرساله وفوداً رمزية من ملشياته لاستلام تلك المحافظات بيوم واحد.

- كما استطاع تسلم باب المندب عقب زيارة وزير الدفاع (بيوم واحد) لقيادة الجيش المعنية بحراسة ذلك المضيق المائي المهم، ولعل المثير للدهشة خروج محافظ محافظة إب وسط اليمن ومسؤولي الأمن في المحافظة يوم 18 أكتوبر لاستقبال وفد جماعة الحوثي المكون من خمس سيارات في مشارف المحافظة، وتم اصطحابهم إلى مقر المحافظة وضيافتهم بوجبة غداء على شرفهم في الإستاد الرياضي بالمدينة، بحضور العديد من القيادات والشخصيات الاجتماعية والأمنية والعسكرية، تبين أن جلهم أعضاء في المؤتمر الشعبي العام؛ وهو الحزب الحاكم سابقاً الذي مازال يتزعمه الرئيس السابق «علي صالح»، وأمينه العام الرئيس الحالي «عبد ربه هادي»، ورئيس الحكومة المعين حالياً، ووزير الدفاع الحالي، والذين يعدون من كبار قيادات الحزب.

ذلك ختام لهذه التناولة، وللقارئ أن يتدبر جيداً ما خلف السطور! .

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن