تحدث دبلوماسي أمريكي عن موقف واشنطن وصمتها ازاء توسع الحوثي بقوة السلاح في المحافظات اليمنية، مؤكدا إن الإدارة الأميركية تواجه تخبطاً استراتيجياً في منطقة الشرق الأوسط وليس في اليمن وحده.

وقال نبيل خوري، النائب الأسبق لرئيس البعثة الدبلوماسية الأميركية بصنعاء، لدى حديثه لبرنامج الواقع العربي على قناة الجزيرة، بان الإدارة الأميركية ليس لديها استراتيجية واضحة وشاملة لما يحصل في المنطقة ولذلك تحصل تناقضات، مشيراً إلى أنها لم تتأقلم مع التغيرات العسكرية في اليمن.

وانتقد خوري عدم اهتمام أميركا بما يحصل من توسع مسلح للحوثيين مع أنها انتقدت هذا التحرك العسكري، مضيفا: هذا السكوت عن التحرك العسكري الحوثي قد يكون مؤقتاً بمعنى أن طمع الحوثيين العسكري واستمرارهم بتوجه جنوباً وشرقاً في اليمن، يؤدي إلى تصادمات مع قوات قبلية وجنوبية والقاعدة في اليمن.

وقال انه اذا وصل التهديد الحوثي العسكري جنوباً إلى تهديد مداخل باب المندب عندها سوف تستفيق واشنطن وتدرك انه لا بد من عمل شيء، لان وجود الحوثيين العسكري قرب باب المندب معناه وجود ايران وإمكانية ايران أن تغلق أو تتدخل بهذا الممر الاستراتيجي المهم .

وأضاف خوري: هنالك عدوا مشترك مع الحوثيين وأميركا وهو القاعدة ولكن الأمر مع ايران فهنالك عدوا مشترك في تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ولكن عدو عدوي ليس بضرورة صديقي وهذا هو المثال الصحيح هنا.. فليست هناك أي علاقة بين أميركا والحوثيين إلى حد اليوم .

وقال إن الموقف الأميركي هو منتقد للتحرك العسكري الحوثي وذلك لإدراكهم بان هذا التحرك سيؤدي إلى مشاكل وإلى فوضى.

من جانبه فسر المحلل السياسي محمد جميح الصمت الأميركي بالمصلحة الجلية والواضحة بشكل عام "بين الحوثيين وأميركا" وهي وجود عدو مشترك هو تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي يتخذ من اليمن مقراً له .

وقال في ذات البرنامج على قناة الجزيرة إن الحوثيين يقومون بالدور الأميركي بامتياز وخاصة في محافظة البيضاء وبعض المناطق الأخرى في اليمن، وأشار إلى أن الولايات المتحدة في تعاملها مع الأقليات تضغط دائماً من اجل أن تكون لهذه الأقليات بشكل عام يكون لها دور سياسي وامني وعسكري اكبر بكثير من حجمها الحقيقي على الأرض.

وشدد على وجود استراتيجية أميركية في اليمن تقتضي إتاحة الفرصة للحوثيين كي يتوسعوا في البلاد، وأشار إلى أن أميركا يهمها التحالف مع الأقليات.

وأضاف جميح: الولايات المتحدة الأميركية تلعب لعبتها الخطيرة لإبقاء الصراع في المنطقة بين أقلية تجعلها بشكل عام أغلبية كيفية وبين أغلبية هي أصلاً أغلبية كمية لكنها ليست أغلبية كيفية وهنا يحصل الصراع الذي يفيد الولايات المتحدة.