ندوة بصنعاء تحذر من أن وحدة اليمن في خطر

الجمعة 27 يوليو-تموز 2007 الساعة 06 مساءً / مأرب برس ـ عبده عايش- الجزيرة نت
عدد القراءات 2836

حذر سياسيون وبرلمانيون يمنيون من مخاطر الإشكالات والأزمات التي رأوا أنها تهدد الوحدة الوطنية وتمزق النسيج الاجتماعي وتقلل من درجة الشعور بالولاء الوطني وتضعف المناعة في اليمن وتجعله فريسة سهلة للتحديات والأخطار.

واعتبر المشاركون في ندوة سياسية نظمتها الخميس صحيفة "العاصمة" التي يصدرها حزب التجمع اليمني للإصلاح أن الوحدة اليمنية في خطر إذا لم تعترف السلطة بوجود أزمات ومشاكل في المجتمع.

تجاهل الاحتجاجات السلمية

وقد تحدث البرلماني علي عشال عن "إمعان الحاكم في التعامل مع حركات العنف والانفصال"، وفي الوقت نفسه "يتجاهل القضايا المطلبية لمن يقومون باحتجاجات سلمية".

وأكد أن سوء توزيع الثروة خلق مشاكل وأزمات متعددة، وتسبب في اختفاء الطبقة الوسطى، ما أضعف روح الانتماء للوطن وأعاد الناس إلى زمن الاحتماء بالقبيلة والعشيرة والجماعة.

وذكر أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء الدكتور محمد الظاهري بأن اليمن شهد ثلاث حروب كبيرة بين أبنائه لتحقيق الوحدة وتثبيتها، اثنتان قبل الوحدة عامي 1972 و1979م، والثالثة في صيف العام 1994م.

وأضاف أنه من أجل الوحدة اغتيل ثلاثة رؤساء في ظرف ثمانية أشهر أواخر سبعينيات القرن العشرين، مشيرا إلى أن مؤسسات الدولة أصبحت اليوم ضعيفة وتطبعها شخصانية الحكم.

وقال الظاهري إن البرلمان اليمني ما زال مهمشا، وإن السلطة التنفيذية وجميع السلطات متركزة في يد الرئيس، معتبرا أن القضاء غير مستقل.

وأكد أن إشكالية اليمن هي "انتشار ثقافة الاستبداد، وتقديس الحاكم الفرد، ومصطلح الأبوية السياسية للحاكم، واختزال الوطن والشعب في شخص الحاكم".

"غرور القوة"

واعترف رئيس دائرة الإعلام بحزب المؤتمر الحاكم طارق الشامي أن "الفردانية وعقلية الإمام ما زالت مسيطرة على المجتمع اليمني"، لكنه عاب على الأحزاب المعارضة "عدم ممارسة دورها في نشر ثقافة الديمقراطية".

وأقر الشامي بوجود "تصرفات خاطئة من مسؤولين"، وقال إنهم "ليسوا ملائكة"، وطالب المعارضة بـ"إيجاد الرؤى والبدائل للحاكم حتى يتم تجاوز الإشكالات في البلد".

وبدوره أكد الناطق باسم أحزاب اللقاء المشترك المعارضة محمد الصبري أن "السلطة هي التي تخرب الوحدة الوطنية"، وطالبها بالاستجابة لمطالب الناس والتخلي عن "حالة الغرور بالقوة"، معتبرا أن "عدو اليمنيين هو الاستبداد والفساد والعبث بمقدرات وثروات الوطن".

ثورة الجياع

أما القيادي الناصري حاتم أبو حاتم فقال إن "إدارة البلاد بالأزمات يخفت وهج الوحدة الوطنية"، وحذر من قيام "ثورة للجياع"، قد تكون مدمرة.

وطالب أبو حاتم السلطة بتوسيع الهامش الديمقراطي واعتماد الحوار مع شركائها في الوطن بدل إقصائهم.

وشدد البرلماني الإصلاحي زيد الشامي على أن "الوحدة الوطنية في خطر حقيقي"، وحمل السلطة والحزب الحاكم أغلب المسؤولية في ذلك.

وقال "إذا استمر إقصاء الآخرين فإن السلطة تعجل بتحول الاحتقانات والأزمات إلى انفجار كبير".

وتطرق البرلماني الدكتور صالح السنباني إلى "استئثار الحزب الحاكم بالسلطة واعتبار البلد ملكا له"، وعبر عن أمله بأن يراجع الحزب حساباته، وأن يقبل بجميع القوى السياسية شركاء في بناء وإدارة البلد.

هذا الرأي يتفق معه عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي يحيي الشامي، الذي رأى أن "هناك توجها من مراكز قوى تستهدف ضرب الوحدة الوطنية للشعب وتكاد تكون سياسة منهجية لدى دوائر في السلطة"، داعيا قيادات الحزب الحاكم إلى الانتباه للمخاطر المحدقة بالوطن.

ووصف البرلماني فؤاد دحابة الحكومة اليمنية بأنها "تبدو وكأنها حكومة استعمارية"، متهما إياها باستنزاف ثروات البلاد "وكأنها سترحل قريبا من الوطن".