حماس تبسط سيطرتها العسكرية الكاملة على قطاع غزة، وتعتقل أبرز ضباط "عباس".. والقدومي يعلن استنفار نشطاء فتح..

الجمعة 15 يونيو-حزيران 2007 الساعة 03 مساءً / رندة عود الطيب ـ فلسطين ـ خاص
عدد القراءات 4293

وصف رئيس الوزراء الفلسطيني "الحماسي" إسماعيل هنية الذي أقاله الرئيس الفلسطيني " الفتحاوي" محمود عباس فجر اليوم القرارات التي اتخذها الرئيس عباس بإقالة حكومته وإعلان حالة الطوارىء في الأراضي الفلسطيني بأنها "قرارات متسرعة "وقال: هنية إن حكومته جاءت "بإرادة شعبية ديموقراطية" وأنها "سوف تمارس عملها ولن تتخلى عن مسؤولياتها"..وتابع هنية القول في مؤتمر صحافي في مدينة غزة فجر اليوم الجمعة (15/6): إن الحكومة القائمة سوف تمارس عملها على أكمل وجه ولن تتخلى عن مسؤولياتها..

وشدّد رئيس الوزراء الفلسطيني على أنّ "الوضع القائم في الساحة الفلسطينية لا تصلح معه قرارات منفردة على هذا الشكل وبعيدة عن التوافقات الوطنية"، معتبراً أنّ المحيطين بالرئيس عباس لم يقرؤوا آثار القرارات التي جرى الإعلان عنها ليل الخميس.. وبالمقابل؛ قال هنية: "نؤكد التزامنا بالنهج الديمقراطي واحترام كلّ مكوِّنات النظام السياسي التي جاءت عبر الانتخاب"..

وكان الطيب عبد الرحيم ، الأمين العام للرئاسة الفلسطينية أعلن مساء أمس الخميس"14/6" أن الرئيس محمود عباس قرر إقالة الحكومة الحالية برئاسة إسماعيل هنية وفرض حالة الطوارىء وتشكيل "حكومة انفاذ حالة الطوارىء", كما أعلن أن عباس "سيعمل على العودة إلى الشعب من خلال انتخابات عامة عندما تسمح الظروف بذلك".

وجاءت هذه القرارات من الرئيس الفلسطيني عقب اقتتال داخلي عنيف بين حركتي حماس وفتح يتواصل منذ أسبوع قتل فيه أكثر من 120 شخصا على الأقل.. وقد بسطت حماس الخميس سيطرتها على معظم قطاع غزة بعد أن استولت على كافة المقار الأمنية التابعة التابعة للسلطة الفلسطينية في قطاع غزة من شماله إلى جنوبه.

وردا على المراسيم الرئاسية التي أصدرها الرئيس عباس بإقالة هنية وفرض حالة الطوارىء وبتشكيل "حكومة أنفاذ حالة الطوارىء"؛ أكد " د. احمد بحر "، رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني بالإنابة أن حكومة رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية ستبقى حكومة شرعية ودستورية على اعتبار أنها حكومة تسيير أعمال.

وقال بحر في بيان صحافي (( حصلت عليه مأرب برس )) : إن الحكومة الحادية عشر برئاسة إسماعيل هنية ستظل دستورياً في موقعها الحالي على اعتبار أنها حكومة تسيير أعمال لحين تشكيل حكومة جديدة تنال ثقة المجلس التشريعي، حسب الأصول .

واليوم الجمعة بدت سيطرة حركة حماس واضحة على الأرض في قطاع غزة، وشهدت ساعات الصباح الأولى من هذا اليوم هدوءًا لم يعتد عليه الفلسطينيون في الأيام الخمسة الأخيرة التي شهدت موجة اشتباكات عنيفة قتل خلالها أكثر من 120 فلسطينيا وأصيب زهاء 500 فلسطيني آخر من أفراد كتائب القسام، التابعة لحركة حماس وأفراد من الأجهزة الأمنية ومن المواطنين الأبرياء أيضا.

وصباح اليوم كشفت كتائب القسام، الذراع المسلح لحركة حماس عن اعتقالها عشرة من أبرز قادة الأجهزة الأمنية التابعة للرئيس الفلسطيني الفلسطيني " الفتحاوي " محمود عباس وكشف " أبو عبيدة " الناطق باسم كتائب القسام عن هوية المعتقلين على الهواء مباشرة على فضائية الأقصى التابعة لحركة حماس، وهم: (( اللواء جمال كايد -قائد الأمن الوطني بغزة//مصباح البحيصي- قائد قوات الحرس الرئاسي// حمودة الشيخ علي - نائب قائد الحرس الرئاسي//توفيق أبو خوصة -الناطق باسم قوات الأمن الوطني// ماجد أبو شماله -أمين سر حركة فتح بغزة// عبد العال الغول// على أحمد على// خلدون حجو// ضرغام صابر "الجزار"// محمد البحيصي، وجميعهم ضباط في أمن الرئاسة والاستخبارات العسكرية الفلسطينية ))، وقالت كتائب القسام إنها ستقدم بعضهم للمحاكمة العادلة إن ثبت تورطهم في جرائم بحق أبناء الشعب الفلسطيني أو التواطؤ مع الاحتلال.

وبرغم الهدوء على الأرض في قطاع غزة، يترقب الفلسطينيون بقلق بالغ التطورات في الساعات القادمة حيث يخشى كثير منهم أن تقوم إسرائيل بإغلاق المعابر فيتوقف إمداد القطاع بالوقود والغذاء، إضافة إلى الخشية من عدم عودة المراقبين الأوروبيين إلى معبر رفح فيكتمل السجن المفروض على القطاع..

وفي ظل تطور الأوضاع في قطاع غزة وغياب الأمن وانتشار الفوضي أعلن الاتحاد الأوروبي أنه قرر تعليق مساعداته الإنسانية لقطاع غزة وسحب موظفيه من هناك لحين وقف الاقتتال الداخلي في غزة والضفة الغربية المحتلة.

و توقفت يوم أمس الخميس ثلاث إذاعات تابعة لحركة فتح وناطقة باسمها وهي إذاعات صوت ( الشباب، والحرية وإذاعة العمال )، والتي كانت تعتبرها حماس من اكبر المحرضين عليها، كما توقف عمل تلفزيون فلسطين في قطاع غزة بعد استيلاء مسلحين من حماس عليه حين استولوا على مقر الرئاسة الذي يقع التلفزيون في محيطه.

وأعلنت كتائب القسام الذراع المسلح لحركة حماس مساء أمس الخميس أنها أحكمت سيطرتها على المقر الرئيسي التابع للرئيس الفلسطيني محمود عباس "المنتدي" غربي مدينة غزة عقب موجة اشتباكات مسلحة وصفت بالعنيفة؛ وأعلن أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام: إن كتائب القسام سيطرت مساء الخميس على جميع المقار الأمنية للسلطة الفلسطينية في قطاع غزة بما فيها منتدى الرئاسة (مقر الرئيس الفلسطيني) ،وأوضح أبو عبيدة أن كتائب القسام قد سيطرت على جميع المقار الأمنية في قطاع غزة من شماله إلى جنوبه بما فيها منتدى الرئاسة الفلسطينية.

 وحول الوضع الأمني، دعا رئيس الوزراء الفلسطيني "هنية" المقال، دعا حركة حماس للإعلان عن العفو العام وتأمين الناس على أرواحهم، مشدداً على إنهاء كل مظاهر الفلتان الأمني واحترام حقوق الإنسان، مؤكدا أن الحكومة ستفرض الأمن "بالحزم والحسم والقانون"، داعياً الشرطة والقوة التنفيذية إلى فرض الأمن والنظام في القطاع وبقية الوطن الفلسطيني وحماية المقرات والممتلكات العامة والخاصة فوراً.

وأكدت حركة "حماس" أنها ستفرض الأمن في القطاع وستحقق الأمان للمواطنين الفلسطينيين بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية وتفرض القانون والنظام على الجميع .

وقالت حماس في ((بيان لها حصلت عليه مأرب برس )): لن يكون هناك أحد فوق القانون، ونحذر من لا زال يتعلق بالأوهام الأمريكية -الإسرائيلية أن حماس لن تسمح لأجندة خارجية أن تجر شعبنا لمستنقع التبعية للاحتلال مرة أخرى".

وحذرت حماس الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية من مغبة المحاولة في العبث في الساحة الفلسطينية الداخلية، مؤكدة أنها ستضرب بيد من حديد كل من يتجرأ على إرادة الشعب الفلسطيني وخياره الديمقراطي".

وأكدت حركة حماس على أن:" الإخوة في قوات الأمن الفلسطينية في أمن وأمان وهم من الشرفاء الذين رفضوا المشاركة في أعمال العربدة وهؤلاء كثر ومثلهم في العديد من الأجهزة، فنحن وهم إخوة على درب التحرير والمقاومة، وان تصدينا هو فقط لهؤلاء القتلة المجرمين ولهذه الفئة التي أرادت أن تحرف البوصلة وتشيع الفساد في الأرض " على حد تعبير البيان..

وفي الشطر الثاني من أراضي السلطة الفلسطينية ( في الضفة الغربية) ، أشارت مصادر في حركة حماس أن مجموع الاعتداءات على أفرادها ومقراتها في الساعات الأربع والعشرين الماضية من قبل عناصر حركة فتح ، وصلت إلى 63 اعتداء، في كافة محافظات الضفة الغربية

وأعلنت كتائب الأقصى، الذراع المسلح لحركة فتح في ساعة متأخرة من مساء الخميس أنها قتلت " أنيس السلعوس - 31 عاما " أحد نشطاء حركة حماس بعد اختطافه في مدينة نابلس ردا على اغتيال أحد قادة فتح الميدانيين " سميح المدهون " على أيدي عناصر حماس في غزة.هذا وشنّ نشطاء كتائب الأقصى في الضفة الغربية حملة "اعتقالات" ضد نشطاء حماس طالت حتى ساعة إعداد هذا التقرير 36 منهم ، فيما كانت أحرقت عددا من مقارهم وسياراتهم في نابلس ورام الله وبيت لحم واريحا وجنين .

وقال المسؤول في كتائب الأقصى " أبو عدي":إن حركة حماس حركة محظورة سياسيا بعد جرائمها في غزة والانقلاب العسكري ضد مقرات السلطة الفلسطينية ولذلك سيجري إغلاق مكاتبها في الضفة الغربية ومنع جميع نشاطاتها ومعاقبة من يتحدى هذه القرارات كائنا من يكون.

وقال " أبو عدي": إن حركة حماس التي تعدم أخوتنا في غزة وتحرق مقراتهم سوف تشرب من نفس الكأس هنا ليعرف المتطرفين في قيادتها معنى الانقلاب العسكري والاستقواء على أخوتنا.

وفي نبأ لاحق أكد فاروق القدومي، " أمين سر اللجنة المركزية العليا لحركة فتح أن الحركة اتخذت قرار باستنفار اجنحتها العسكرية للذود عن حركة فتح وكوادرها ومقراتها الرسمية والتحفظ على مقرات حركة حماس التي تقع في مناطق الضفة الغربية حتى لا تنتقل الفتنة إلى مواقع الحركة المحصنة.