رابطة علماء فلسطين تُطالب علماء المسلمين يتأصيل قضية القصاص من القتلة ، و"حماس " تؤكد أنها ليست في صراع مع " فتح " وتتعهد بالقصاص ممن وصفتهم "الفئة الباغية"

الإثنين 11 يونيو-حزيران 2007 الساعة 08 مساءً / رندة عود الطيب ـ فلسطين ـ خاص
عدد القراءات 3069

 تعهدت حركة المقاومة الإسلامية " حماس " وجناحها العسكري كتائب القسام " اليوم الاثنين " بالقصاص ممن وصفتهم بـ"الفئة الباغية" المسئولة عن جرائم إعدام الإمام الشيخ " محمد الرفاتي" ، إمام مسجد العباس في غزة ، موضحة أن "هذا عهد قطعناه لا رجعة فيه وهي نقطة الفصل ولا لوم علينا كيف سنعالج ما يترتب عليها لأنها تجاوزت كل الخطوط الحمر".. من ناحيته قال رئيس رابطة علماء فلسطين :" إن قتال الفئة الضالة ليس فتنة وليس جريمة بل هو أمر شرعى يأمرنا الله بذلك"؛ داعيا علماء المسلمين بأن يأصلوا للقضية , و يقولوا قولة الحق في هذه الفئة القاتلة الباغية ومحاربتها وعزلها ,حيث تتلقى السلاح من الكيان وأمريكا. 

وأكدت حماس في بيان لها ((تلقت مأرب برس نسخة عنه )) أنها "ليست في صراع مع حركة فتح وليس بينها وبين الحركة أي شيء تتنازع عليه"، مطالبةً حركة فتح بإعلان موقفها بوضوح تام من هؤلاء "القتلة المجرمين"، وأن ترفع عنهم الغطاء التنظيمي "حتى لا يحول المأجورين ما يحدث على أنه صراع بين فتح وحماس حول سلطة أو تقاسم كعكة"..!!

وقالت حركة حماس : إن هذه الفئة الباغية التي ما أن نطفأ نار حتى تقوم بإشعال نار أخرى وهي لازالت تخطط وتدبر بليل جرائمها وفقا لأجندة رسمت لها، فلا تنظيم يحكمها، ولا أخلاق تلجمها، وأن تركت فلن ينعم أي مواطن بالأمن والأمان لذلك يجب أن تنتهي هذه الظاهرة".

ودعت حركة حماس الوفد الأمني المصري إلى "أن يكشف الحقيقة أمام الناس وأن يكشف عورة هذه الفئة التي تريد أن تجر الشارع الفلسطيني إلى حمام دم، فالأمر لا يحتمل السكوت ومحاولات إطفاء الحرائق لا تجدي نفعاً".

وفي تطور خطير للأحداث في قطاع غزة, اندلعت عصر اليوم اشتباكات عنيفة بين أنصار فتح وحماس في محيط مشفى بيت حانون شمال قطاع غزة ما أدى إلى مقتل أربعة على الأقل وإصابة خمسة عشر آخرين بجراح وصفت جراح اثنين منهم ببالغة الخطورة؛ إضافة إلى قتيل خامس في مدينة غزة ، وقتيل سادس في منطقة الشيخ رضوان غرب مدينة غزة ، وقتيل سابع في عسكر جباليا شمال قطاع غزة ..!! وسبق أن قُتل منذ ليلة السبت الماضية في تجدد الاشتباكات والخطف المتبادل بين عناصر من حركتي " فتح " و" حماس " في قطاع غزة ، (خمسة فلسطينيين ) بينهم إمام مسجد وأصيب أكثر من (60 آخرين ) في مدن غزة ورفح ودير البلح ، ليرتفع بذلك عدد القتلى خلال 48 ساعة إلى 12 قتيلا وأكثر من 80 مصابا. 

وبعد ظهر اليوم أطلق مسلحون النار على مينى مجلس الوزراء في غزة ما تسبب في وقوع أضرار مادية ،وعلق مجلس الوزراء جلسته جراء هذا الاستهداف ..واستنكرت الحكومة الفلسطينية عملية إطلاق النار , وقال بيان للحكومة :" إن هذه الأعمال الإجرامية تدل على نية البعض استمرار حالة الفوضى والانفلات الأمني و خلق حالة من عدم الاستقرار في الشارع الفلسطيني وتؤكد الحكومة أنها ستلاحق هؤلاء الفعلة و تقدمهم للعدالة جزاء ما اقترفوه من مخالفات خطيرة .

وسبق أن قالت وزارة الشباب والرياضة الفلسطينية في بيان لها عممته على الصحافيين : " إن وزيرها الدكتور باسم نعيم " نجا محاولة اغتيال حقيقية ومدبرة ضمن سلسلة عمليات القتل والإجرام التي تقوم بها جهات وعصابات ومشبوهة ؛ وأفادت مصادر وزارة الصحة أن جهات وعصابات دموية أطلقت اليوم الاثنين في تمام الساعة 12 ظهرا النار بشكل كثيف ومباشر تجاه مكتب الوزير باسم نعيم( القيادي في حماس) ، ما أحدث أضرارا مادية جسيمة في محتويات المكتب ؛ وأوضحت المصادر أن الوزير نعيم الذي كان على رأس عمله داخل الوزارة يتمتع بصحة جيدة ولم يصب بأي أذى ،وقد غادر مقر الوزارة بسلام ، فيما وصفت المصادر عملية إطلاق النار أنها محاولة اغتيال بسبق إصرار وترصد اثر زخات الرصاص التي أصابت مكتب الوزير نعيم ؛ إضافة إلى استهداف مبني الوزارة عموما خلال تواجد كل كادر الوزارة الوظيفي داخلها.

 وبرغم التوصل إلى اتفاقات عديدة بين حركتي فتح وحماس برعاية الوفد الأمني المصري من أجل إنهاء الاقتتال والعنف بين الطرفين المتخاصمين وإنهاء كافة المظاهر المسلحة إلا انه على ارض الواقع لم يتم تنفيذ تلك الاتفاقات ولا الالتزام بها .. من جهته حذر اللواء برهان حماد ، رئيس الوفد الأمني المصري المقيم في قطاع غزة ظهر اليوم الفلسطينيين من إمكانية وجود طرف ثالث بين حركتي فتح وحماس يعمل على تأجيج الاقتتال الداخلي، وقال أيضا اللواء حماد: " إن هناك أيدي شيطانية تلعب في الساحة الفلسطينية وأنها أصبحت محترفة في إشعال الاقتتال بين الأشقاء الفلسطينيين".

ورغم الاتفاق بين حركتي حماس وفتح يقوم مسلحون ملثمون في قطاع غزة بنصب الحواجز واعتلاء البنايات ، وإغلاق الطرق وتفتيش السيارات ..

 وسبق أن اتفقت حركتي فتح وحماس برعاية الوفد الأمني المصري على وقف إطلاق النار فورا بين الحركتين ابتداءا من الساعة الثانية ونصف من فجر اليوم الاثنين وسحب كافة المظاهر المسلحة من الشوارع وإزالة الحواجز التي تعمل على تعطيل حركة تنقل المواطنين الفلسطينيين وإتاحة الفرصة لطلبة الثانوية العامة للتوجه إلى قاعدات الامتحانات في أول يوم لهم.

واليوم دعا الدكتور مروان أبو راس رئيس رابطة علماء فلسطين، الحكومة الفلسطينية إلى ضرورة القصاص من القتلة وألا تصمت طويلا على القتلة الذين نالوا من الدعاة إلى الله وحفظة القرآن الكريم , مطالبا الحكومة بضرورة تقديم هؤلاء القتلة إلى القضاء العادل ، جاءت دعوة رئيس رابطة علماء فلسطين خلال مؤتمر نظمته بعد ظهر اليوم وزارة الأوقاف ورابطة علماء فلسطين التي دعت إلى مسيرة للدعاة والعلماء احتجاجا على إعدام إمام مسجد العباس بغزة ( الشيخ محمد الرفاتي ) الحافظ لكتاب الله على يد جهات مشبوهة .

وقال رئيس رابطة علماء فلسطين :" إن قتال الفئة الضالة ليس فتنة وليس جريمة بل هو أمر شرعى يأمرنا الله بذلك"؛ داعيا علماء المسلمين بأن يأصلوا للقضية , و يقولوا قولة الحق في هذه الفئة القاتلة الباغية ومحاربتها وعزلها ,حيث تتلقى السلاح من الكيان وأمريكا. 

وسبق أن دعا الرئيس الفلسطيني ، محمود عباس (زعيم حركة فتح ) اليوم في أعقاب تفقده امتحانات الثانوية العامة في مدينة رام الله إلى وقف الاقتتال الداخلي الدائر في قطاع غزة بين حركتي " فتح " و " حماس " ، مشيرا إلى أنه عيب في حق الشعب الفلسطيني وحضارته ومستقبله ؛ محملا المسئولية للجميع " الكل ملام فهذا عيب بحقنا وبحق شعبنا وحضارتنا ومستقبلنا".

وطالب عباس الجميع بالتوقف الفوري عن الاقتتال وإنهاء كافة المظاهر المسلحة بالشوارع حتى يتم تهيئة الظروف المناسبة لطلبة الثانوية العامة أداء امتحاناتهم ومن أجل أن يحيا الشعب الفلسطيني بأكمله حياة طبيعية وكريمة فقط .

من ناحيته ، طالب رئيس الوزراء الفلسطيني ، إسماعيل هنية( القائد الكبير في حركة حماس ) دعا كل من حركتي فتح وحماس بضرورة عوده الهدوء وسحب المسلحين من الشوارع وتغليب المصلحة الوطنية لتوفير الأجواء المناسبة لإجراء امتحانات الثانوية العامة دون معيقات.