محكمة الاستئناف تصدر حكما قضائياً قضى بسجن مدير تسجيلات التوبة إضافة إلى سجن اثنين من العاملين

الأحد 10 يونيو-حزيران 2007 الساعة 07 مساءً / مأرب برس ـ صنعاء
عدد القراءات 3766

 بعد أكثر من تسعة أشهر على انقضاء انتخابات الرئاسة اليمنية التي جرت في الـ20 من أيلول "سبتمبر" العام الماضي 2006م والتي تنافس فيها الرئيس علي عبدالله صالح ومرشح المعارضة المهندس فيصل بن شملان إضافة إلى 3 من المرشحين الثانويين، وبعد استئناف الحكم الابتدائي الذي قضى بتغريم مؤسسة التوبة 100 ألف ريال، أصدرت بتهمة الإساءة للرئيس علي عبدالله صالح أثناء الانتخابات الرئاسية الماضية من خلال بيع شريط "شابعين" للفنان الكوميدي فهد القرني.

وقال مصدر في مؤسسة التوبة أن هذه القضية المرفوعة من قبل مكتب الثقافة بالمحافظة إضافة إلى جهاز الأمن السياسي "الاستخبارات" شهدت فصولاً متعددة منذ رفعها أواخر العام الماضي وحتى اليوم ، مشيراً إلى تعرض المؤسسة لعدد من الإجراءات التي وصفها بالاستفزازية والكثير من الضغوط والابتزاز ومصادرة عدد من الأشرطة المتعلقة بالانتخابات وغيرها.

وقالت مصادر بمحافظة عدن أن أجهزة الأمن بادرت إلى اعتقال مدير مؤسسة التوبة واثنين من العاملين معه أثناء حضورهم جلسة استماع الحكم صباح اليوم ، مشيراً إلى أن الطريقة التي تم التعامل بها مع المدانين "قضائيا" غير محترمة ، خصوصا وان القضية ليست جسيمة أو جنائية أو ما يتصل بالإجرام "حد تعبيره".

وأضاف المصدر أن شريط "شابعين" للفنان الشعبي فهد القرني يباع في جولات المرور في الشوارع الرئيسية بجميع أنحاء الجمهورية ولم يتم رفع دعوى قضائية إلا على مؤسسة التوبة بعدن التي قال انه تم اعتقال عاملين فيها أثناء الانتخابات الرئاسية العام الماضي بعد مداهمة قوات الشرطة للمؤسسة بحثا عن الشريط الذي لم يجدوا منه سوى نسخة واحدة فقط ومع ذلك تم اعتقالهم لمدة 20 يوماً ولم يتم الافراج عنهم إلا بضمانة مالية كبيرة، مبدياً استغرابه من الحكم الذي وصفه بالجائر.

وكان المحامي عبد العزيز السماوي وصف ملاحقة بائعي أشرطة الكاسيت ومصادرتها بالعمل "غير القانوني ، مشيراً إلى أن السلطات الأمنية من خلال ملاحقتها لهؤلاء البائعين تتبع سياسة تكميم الأفواه ومنع الناس من حقهم في التعبير عن مواقفهم الانتخابية".

واعتبر السماوي في تصريحات صحافية خلال الحملة الانتخابية آنذاك أن هذه الأشرطة تدخل "في إطار الدعاية الانتخابية التي هي من حقوق الناخب والمرشح على حدٍ سواء.. تلك التصرفات من قبل السلطة تعبير عن ندمها على القبول بالديمقراطية".

يشار إلى أن شريط "شابعين" للفنان الكوميدي اليمني فهد القرني حظي بشعبية كبيرة خلال الانتخابات الرئاسية الماضية مما استدعى الأجهزة الأمنية إلى فرض مراقبة أمنية شديدة منذ الأسبوع الأول لانطلاق الحملة الانتخابية آنذاك على محلات بيع الأشرطة تعقبا للشريط الذي حمل انتقادات لاذعة للأوضاع المحلية التي يعيشها المواطن اليمني والذي هاجم القرني خلاله وعود الحكومة بتحسين الأوضاع خلال المواسم الانتخابية، إضافة إلى شريط "غريم الشعب" الذي انتقد تصريحات وتصرفات بعض الشخصيات الرفيعة في الدولة ، وهما الشريطان اللذان حققا مبيعات غير مسبوقة في أسواق الكاسيت.