قال مصدر مسؤول في برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة أن البرنامج تلقى طلباً رسمياً من الحكومة اليمنية التي توقع أن تكون أرسلت طلبات مماثلة إلى عدد من المنظمات الدولية العاملة في مجال الإغاثة والعون الإنساني تطالبهم فيها بالتدخل والتواجد في محافظة صعده التي تشهد معارك ضارية بين الحكومة وأتباع الحوثي منذ "يناير" الماضي تسبب في نزوح آلاف الأسر المتضررة من الحرب ، داعية المنظمات الدولية لتقديم خدماتها الإنسانية ، مشيرة إلى أن النازحين يعانون نقصاً في الإمداد الغذائي.

وأضاف المصدر انه بموجب هذا الطلب الذي أكد على أن برنامج الغذاء العالمي لا يتدخل في مثل هذه الظروف إلا عند إبلاغه رسمياً بوجود حالة طوارئ أو مأساة إنسانية يتطلب تدخله فسيبدأ البرنامج غدا توزيع مساعدات غذائية على حوالي 20 ألف شخص نزحوا بسبب القتال العنيف في محافظة صعده ، مشيراً إلى أن البرنامج أطلق الأسبوع الماضي حملة إغاثة في أوساط النازحين بمحافظة صعده تستمر لمدة شهرين بتكلفة تصل إلى نحو 443 ألف دولار.

وقال محمد الكوهن المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمى في اليمن : "فر العديد من النازحين من ديارهم مع الأشياء التي استطاعوا حملها فقط، وهم يقيمون حاليا مع أسرهم وأصدقاءهم في مناطق منعزلة خارج صعده ، ونحن حريصون على إيصال المساعدات إليهم في أقرب وقت ممكن".

وحسب ما توصلت إليه بعثة مشتركة بين وكالات الأمم المتحدة للتقييم المبدئي للأوضاع، تسبب القتال في نزوح قرابة 20 ألف شخص، إلا أن هذا الرقم قابل للارتفاع عندما تُلغى القيود الأمنية ويصبح في الإمكان الوصول إلى كافة أنحاء المنطقة. وسيبدأ غدا توزيع المساعدات الغذائية على حوالي ألفي نازح في مخيمات النازحين بصعدة وفقا لأولوية الاحتياجات ، بينما سوف يحصل الأشخاص الذين يعيشون مع العائلات على بطاقات للحصول على مزيد من المساعدات لاحقا هذا الأسبوع.

وقال الكوهن أن الحكومة اليمنية تدعم هذه العملية من خلال توفير مستودعات لتخزين المواد الغذائية التي يوفرها البرنامج ، مشيراً "لقد استجابت الحكومة لحالة الطوارئ بشكل بناء ونحن نقدر كل الدعم الحكومي في هذا الوقت بالغ الصعوبة". 

وفي سياق متصل أكد مدير البرامج في منظمة الإغاثة الإسلامية باليمن "عزيز يحيى" أن ما يزيد عن 680 طن من المعونات الغذائية سيتم توزيعها منتصف الشهر الجاري (يونيو) على 5000 ألف أسرة نازحه في صعده تقريباً. وأضاف أن المعونات ستنقل إلى صعده حال الانتهاء من الترتيبات النهائية .منوهاً إلى توفير السلطات كل ما يمكن لتسهيل مهام الفريق المكلف بتوزيع المعونات على الأسر النازحة في مدينة صعده وضواحيها.

وقال عزيز الذي كان يتحدث لموقع بلا قيود أن منظمة الإغاثة الإسلامية ومنظمة كير نشنل ، ساهمت بتقديم معونات سيتم توزيعها لما يقارب 2000 أسره نازحه وهي عبارة عن : مواد غذائية ، أدوات مطبخيه ، تمر ، رز ، و ملابس . منوهاً إلى مساعدات قدمها برنامج الغذاء العالمي لحوالي 3000 أسره تقريباً، و أن البرنامج طلب من منضمة الإغاثة توزيعها ، موضحاً أن "هذه هي المرة الأولى التي تشارك فيه الأمم المتحدة عبر برنامج الغذاء في تقديم مساعدات في صعده ".

وكان الناشط السياسي في المعارضة اليمنية حسن محمد زيد أمين عام حزب الحق "الجديد" قال أن مسئولي البنك الدولي باليمن طلبوا من المعارضة اليمنية الممثلة في اللقاء المشترك والتي اجتمعت مؤخراً مع وفد من البنك الدولي ، طلبت منهم التوسط لدى الحكومة اليمنية بالسماح لحملات الإغاثة الإنسانية للعمل في أوساط الحوثيين بمحافظة صعده التي تدور فيها المعارك منذ كانون الثاني "يناير" الماضي. وأضاف زيد الذي كان يتحدث في تدشين حملة "معاً ضد الحرب" التي دشنت اليوم غي منتدى الشقائق العربي بصنعاء أن السلطات اليمنية ترفض السماح لأي منظمات إغاثية للعمل في مجال تقديم العون الإنساني إلا عن طريقها.