تحالف سعودي مع جماعة الحوثي يضغط على هادي لتوقيع اتفاق حدودي وعدم استخراج النفط من الجوف

الخميس 26 سبتمبر-أيلول 2013 الساعة 09 مساءً / مأرب برس - القدس العربي - خالد الحمادي
عدد القراءات 40246
 
  

كشفت مصادر سياسية أن الرياض قررت تأديب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي عبر تحالفها مع جماعة الحوثي المسلحة التي تتمركز في صعدة، شمالي اليمن وفي العديد من المناطق القبلية ولهم وجود قوي في العاصمة صنعاء وفي العديد من المراكز العسكرية والأمنية الحساسة.

وأوضحت المصادر لصحيفة ـ’القدس العربي’ أن القرار السعودي جاء إثر رفض هادي ضغوطا سعودية من أجل تجديد التوقيع على اتفاقية ترسيم الحدود اليمنية السعودية، وكذلك عدم التنقيب عن النفط في محافظة الجوف المحاذية للسعودية، والتي يعتقد أن فيها بحيرة كبيرة من النفط.

وأكدت ظهور بوادر واضحة لهذا التحالف السعودي الحوثي، من خلال إقدام جماعة الحوثي على العديد من العمليات النوعية في العاصمة صنعاء وفي مناطق أخرى، لإرباك نظام هادي ومحاولة فتح أكثر من جبهة في آن واحد، لإشغاله بهذه العمليات عن القضايا السياسية الكبرى.

وأكدت أن آخر هذه العمليات، محاولة السيطرة الأمنية على العاصمة صنعاء أمس الأول، بواسطة العديد من كبار الضباط والجنود الموالين لجماعة الحوثي ولنظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح، والتي تم إفشالها في اللحظات الأخيرة من قبل قوات الشرطة العسكرية.

وكان المغرد الاماراتي طامح ذكر قبل ايام في صفحته على موقع ‘تويتر’ معلومات استخبارية، كشف فيها عن فحوى التحالف السعودي الحوثي، والناتج عن لقاء بين السفير السعودي بصنعاء علي بن محمد الحمدان وبين القيادي الحوثي صالح هبره، والذي تمحور حول عدة نقاط جوهرية، تبدأ بتوحيد الجهود السعودية الحوثية المستقبلية والتحالف مع الرئيس السابق صالح ضد حزب الإصلاح، الذي يعتبر محرك الثورة الشعبية في اليمن.

وأوضح أنه تم ‘توقيع اتفاق بينهما يقضي بعدم السماح لهادي بالتنقيب في محافظتي صعدة والجوف عن النفط مقابل دعم السعودية لكل أنشطة جماعة الحوثي لإفشال التنقيب عن النفط’، مضيفا أنه تم أيضا ‘التوقيع على اتفاقية حماية الحدود السعودية من قبل جماعة الحوثي مقابل دعم شهري لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي بمبلغ خمسة ملايين ريال سعودي كحسن نية’.

وأوضح أن الاتفاق السعودي الحوثي تضمن ‘تفجير الاوضاع في أكثر من جبهة لاضعاف قبضة هادي، مما سيجعل التفاوض معه سهلا لانتزاع تنازلات تجاه الحوثيين والسعودية’.

وأشار إلى أن السفير السعودي أكد لجماعة الحوثي انهم الشريك الانسب والبديل للرئيس السابق صالح في مستقبل علاقات المملكة مع اليمن وهبره وعد بالحفاظ على تلك الثقة.

وأكد طامح أن ‘اضطرار السعودية للتحالف مع الحوثيين كحليف استراتيجي، لمنع رفض هادي توقيع معاهدات ترسيم الحدود مع السعودية والضغط عليه بعصا جماعة الحوثي’.

وقال ان الاتفاق السعودي الحوثي تضمن تشويه كل من ناصر الثورة الشعبية وسيبدأ الدور بأبناء الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر في تشويه صورتهم والزج بهم في أتون صراع مذهبي، وقد بدت معالمه تتبلور في الحرب القبلية الحوثية في منطقة العصميات، معقل بيت الأحمر في محافظة عمران.

واوضح أن القيادي الحوثي صالح هبره أخبر السفير السعودي ان الجنرال علي محسن هو اللاعب الكبير في صياغة المشهد الجديد في اليمن وانه أكثر خطرا من صالح على أمن السعودية. وقال ان ‘صالح هبره أكد للسفير السعودي انهم سيفشَلون في كل ما تم الاتفاق عليه في حال تمركز الجنرال محسن في اعلى سلم الدولة وإدارته لليمن أكثر من هادي’، مشيرا إلى أنه تم الاتفاق كذلك على إجراء تدريبات مشتركة يقوم بها افراد من الجيش السعودي لميليشيات حوثية في مناطق حدودية مع السعودية.

وفي حين يرى العديد من السياسيين جماعة الحوثي أنها مجرد ظاهرة إعلامية، يؤكد آخرون أنهم يتواجدون بقوة في أغلب مفاصل الدولة وبالذات في المؤسستين العسكرية والأمنية، ويسيطرون بشكل شبه كامل على الموارد المالية ومخازن الأسلحة في هذه المؤسسات، كما يتواجدون بشكل كبير في الكثير من المؤسسات المدنية الهامة.

وذكروا أن الحوثيين لعبوا على كل الحبال في مختلف المواقف وعلى كل الأصعدة، وتحالفوا مع صالح حاليا ضد قوى الثورة، كما كانوا متحالفين مع قوى الثورة ضد صالح في العام 2011 وهو عام الثورة التي أطاحت بصالح من سدة الحكم.

ويبدو المشهد السياسي اليمني غير واضح المعالم في ظل القضايا الشائكة والتحالفات العميقة التي تواجه نظام هادي، وتهدد مخرجات مؤتمر الحوار الوطني كما تهدد مستقبل البلاد بشكل عام، خاصة في ظل تشدد فصائل الحراك الجنوبي بالمطالبة بالانفصال ومواصلة بقايا نظام صالح وحلفائه في إرباك الوضع السياسي عبر الفوضى الأمنية والاختلال الاقتصادي.