تشديد الإجراءات الأمنية على الحدود مع اليمن بعد هروب 23 من معتقلي القاعدة

الأربعاء 08 فبراير-شباط 2006 الساعة 11 صباحاً / مأرب برس / متابعات
عدد القراءات 5012

بعث خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، امس، رسالة الى الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، سلمها الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز مساعد وزير الداخلية السعودي للشؤون الأمنية، خلال استقبال الرئيس اليمني له في صنعاء امس.وأوضحت وكالة الأنباء السعودية، أن الرسالة تتعلق «بالعلاقات الاخوية المتميزة ومجالات التعاون المشترك بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيزها». وأضافت أنه تم خلال اللقاء، بحث جوانب التعاون بين البلدين، وفي مقدمتها التعاون في المجال الأمني ومكافحة الارهاب.من جانبه نوه الرئيس اليمني، خلال اللقاء، بتطور العلاقات الأخوية المتينة بين البلدين الشقيقين، معبرا عن ارتياحه لمستوى التعاون والتنسيق القائم بين البلدين، في كل ما يهم أمنهما واستقرارهما والمنطقة. وحمل الرئيس علي عبد الله صالح، الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، الذي قام بزيارة قصيرة أمس إلى اليمن، نقل تحياته إلى القيادة السعودية.وحضر اللقاء وزير الدولة أمين عام رئاسة الجمهورية اليمنية عبد الله حسين البشيرى، ووكيل وزارة الداخلية لشؤون الأمن اللواء محمد القوسي، والسفير السعودي بصنعاء محمد بن مرداس القحطاني.من جهة ثانية، أكد مصدر أمني في حرس الحدود بمنطقة نجران لـ«الشرق الأوسط»، تشديد الإجراءات والاحترازات الأمنية على طول الحدود السعودية مع اليمن، بعد هروب ثلاثة وعشرين من المتهمين بالانتماء لتنظيم القاعدة، من سجون الأمن السياسي بصنعاء الجمعة الماضي، شارك البعض منهم في هجوم على المدمرة الأميركية «كول» في شواطئ عدن عام 2000، وناقلة النفط الفرنسية «لومبورج» في شواطئ المكلا عام 2002، وأبرزهم فواز الربعي المحكوم بالإعدام، وجمال البدوي المحكوم بالسجن عشر سنوات، مشيرا إلى أنه في حال القبض على أحدهم سيتم التبليغ عنه في حينها.ويعتقد أن من بين الهاربين أبو عاصم الاهدل، الذي كان قد اعتقل العام الماضي، بعد مطاردة استمرت أربع سنوات، والذي يوصف بكونه الرجل الثاني في القاعدة في اليمن، بعد مقتل أبو علي الحارثي في عام 2002.ويأتي هروب المعتقلين، عبر نفق يزيد طوله على 140 مترا، تم حفره من مصلى النساء في جامع الأوقاف القريب من مبنى جهاز الأمن السياسي إلى زنازين السجناء، باستخدام آلات حفر متطورة.وذكر المصدر الأمني، أن الإجراءات الأمنية المكثفة على منطقة الحدود المشتركة السعودية ـ اليمنية متبعة أيضا قبيل عملية الهروب الأخيرة، وذلك منعا لتسرب أي مطلوبين، مشددا على تميز منطقة الحدود بالحماية الأمنية المكثفة، سواء أكانت بشرية أو تقنية.وحول مخاوف تسللهم الى السعودية بعد فرارهم من السجن، في صنعاء، ذكر المصدر أن جميع الاحتمالات واردة، مضيفا إلى ذلك توفر منافذ برية وبحرية أخرى يمكن الخروج عبرها من اليمن.وكانت المنظمة الدولية للشرطة الجنائية (الانتربول)، قد أصدرت تحذيرا دوليا عاجلا يطلق عليه اسم «الإشارة البرتقالية»، حذرت فيه من فرار 23 سجينا من سجن الأمن السياسي في اليمن.ودعا التحذير بتشديد المراقبة على جميع المنافذ الدولية، تحسبا لمحاولة دخول الفارين خلال عملية هروبهم، وتستخدم «الإشارة البرتقالية» عادة لإبلاغ قوات الشرطة في 184 بلدا أعضاء في الشرطة الدولية، بوجود تهديدات مرتبطة بأسلحة أو قنابل ومواد خطرة، نظرا لجدية التهديد القائم على جميع دول العالم، بحسب الشرطة الدولية. وطالبت المنظمة السلطات اليمنية بتوفير جميع التفاصيل عن المتهمين بشكل عاجل، لكي تتمكن المنظمة من وضعهم على لائحة المطلوبين الدوليين أو إصدار تحذير احمر لكل واحد منهم لتتمكن الشرطة من التعرف عليهم في جميع أنحاء العالم.وترى الشرطة الدولية أن فرار السجناء لا يعد مشكلة يمنية داخلية، لما يشكله الهاربون من «خطر واضح وقائم على كل الدول».من جهته أوضح اللواء منصور التركي، المتحدث الأمني الرسمي بوزارة الداخلية السعودية في حديث لـ«الشرق الأوسط»، حول الإجراءات الأمنية المتبعة على طول الحدود السعودية اليمنية المشتركة، وإمكانية تسرب البعض منهم للسعودية، أن الاستعداد الأمني لمكافحة الإرهاب مستمر والإجراءات ذات العلاقة قائمة، مؤكدا أن العمل الأمني بالسعودية لمكافحة الإرهاب في قمة مستوياته، وبالأخص في ظل البحث عن مطلوبين.وأوضح التركي، أنه بناء على ما أكده الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية السعودي، ومن وجهة نظره المهنية، لا يستبعد وقوع أي عمل إرهابي بالسعودية، طالما لم يتم اجتثاث الفكر الضال، مضيفا أنه من أجل ذلك يبقى الاستعداد الأمني لمكافحة الإرهاب مستمرا، والإجراءات ذات العلاقة قائمة. هذا وبرز دور الأجانب المجندين في السعودية، من خلال القوائم الإرهابية التي أصدرتها وزارة الداخلية السعودية في فترات متفاوتة، ففي قائمة الـ26 الإرهابية، برز اسم اليمني خالد حاج كقائد لفرع تنظيم القاعدة في البلاد، الذي قتل في الأول من يونيو 2003، قبل أن يلحق به الحاج في الخامس عشر من مارس 2004، حيث تمكنت السلطات الأمنية من قتله في حي النسيم (شرق الرياض) أثناء توقف السيارة التي كان يستقلها عند إشارة ضوئية. واستمر العنصر الأجنبي في الظهور، بتواجد المغربي كريم التهامي في قائمة الـ26، الذي لقي حتفه في الثالث من أبريل الماضي. وبإصدار الداخلية السعودية قائمة 36 مطلوبا في الثامن والعشرين من يونيو الماضي، ظهر عدد آخر من المجندين الأجانب، بينهم 3 تشاديين، وكويتي، ويمني، وموريتاني، ترأسها أحد أبرز العناصر الأجنبية خطورة، يونس الحياري مغربي الجنسية، قبل أن يلقى حتفه على يد السلطات الأمنية، في مواجهة أمنية في حي الروضة بالعاصمة الرياض، في الثالث من يوليو العام الجاري.