الشاباك الإسرائيلي: عزمي بشارة اقترح على حزب الله قصف جنوب حيفا خلال الحرب الأخيرة..

السبت 05 مايو 2007 الساعة 02 مساءً / مأرب برس/ القدس المحتله/ رندة عود الطيب / خاص
عدد القراءات 3446

اعترف الشاباك الإسرائيلي بصعوبة مهمته في تعقب وتسجيل محادثات بشارة الهاتفية مع " مشغله في حزب الله" وذلك للطريقة المعقدة والمهنية التي كانوا يتبعونها رغم انه هذه الحقيقة قد تكون الطعم الذي اسقط بشارة في الفخ الذي نصبه جهاز الشاباك، كون بشارة كان على قناعة بان الأجهزة الأمنية تتنصت على مكالماته الهاتفية لكن الطريقة المتقدمة والثقة بأجهزة وطرق الاتصال إضافة إلى رغبة بشارة في إرضاء حزب الله تسببت في انفلات بشارة في بعض الأحيان جراء الانفعال التحمس مما زود الشاباك بالمعطيات التي تدينه علما بأن غالبية المحادثات الهاتفية التي من شأنها إدانة بشارة قد سجلت أثناء الحرب الأخيرة على لبنان.

حيث زعم جهازي الشرطة و الشاباك الإسرائيليين أن العضو العربي المستقيل من الكنيست الإسرائيلي، د. عزمي بشارة، المتواجد حاليا خارج " إسرائيل" أن بشارة قدم استشارات أمنية لـ حزب الله اللبناني مقابل تلقيه الأموال.

وبحسب تقرير نشره الموقع الالكتروني لصحيفة معاريف العبرية " تثبت التسجيلات التي قام بها "جهاز الشاباك " بترخيص خاص من المحكمة العليا يتجدد كل ثلاثة اشهر أثناء الحرب الأخيرة على لبنان بأن د. عزمي بشارة اقترح خلال اتصال هاتفي مع مسئول جهاز الأمن التابع لحزب الله، أن على حزب الله قصف جنوب حيفا حيث بين أفضل المواقع التي يتوجب توجيه الصواريخ لها وأي القرى التي يتوجب الامتناع عن قصفها.. ولجأ بشارة إلى استخدام لغة الشفرة لخشيته من مراقبة هاتفه.

وبعد أن رفعت المحكمة الإسرائيلية أمر حظر النشر المتعلق بقضية د. عزمي بشارة، تناقلت وسائل الإعلام العبرية أنباء كاشفت أن مركز وحدة التحقيقات الدولية الإسرائيلية " في بتح تكفا " استدعت د. بشارة قبل خروجه من " إسرائيل" وعرضت عليه الشرطة مقاطع من تسجيلات للاتصالات الخارجية التي أجراها مع مسئول جهاز الأمن التابع لحزب الله.. حينها قال بشارة لمحقيقيه " لحظة، بما ذا تتهمونني ؟ فقالوا له بأنهم يشتبهون في مساعدته للعدو والاتصال مع عميل خارجي ونقل معلومات للعدو ومخالفة قانون تمويل الإرهاب وتبيض الأموال ؛ وهنا قال بشارة لمحقيقه :" اذاً انتم تحضرون لسجني المؤبد.

عرض المحققون على بشارة دلائل تشير إلى تسلمه أموال من الخارج دون أن يسجلها وفقا لقانون محاربة تبيض الأموال ورغم معرفة بشارة بأن القانون يحظر على عضو الكنيست أن يمتلك مصدر دخل آخر سوى راتبه إلا إذا حصل على إذن خاص.

 وتشتبه الشرطة الإسرائيلية بأن الأموال نقلت إلى بشارة عن طريق صراف أردني والذي نقلها إلى صرافيين من مدينة القدس مستخدما رموزا محددة أثناء الحديث حيث استخدم د. بشارة لغة أدبية في اتصالاتها مع الصيارفة فحين يقول لهم انه يريد " كتاب " فهذا يعني انه يريد 50 ألف دولار وحين يقول "بأي لغة تريده" تعني هنا نوع العملة , وحسب الموقع الالكتروني العبري أن الأموال قد ذهبت الأموال إلى جيب بشارة وحده، دون حزبه "التجمع الوطني".

يأتي ذلك الكشف الخطير ،في وقت حمّل فيه تقرير لجنة التحقيق الإسرائيلية في أسباب الإخفاق الإسرائيلي في الحرب على لبنان المسؤولية لرئيس الوزراء الإسرائيلي، أيهود أولمرت ووزير حربه، عمير بيرتس، ورئيس هيئة الأركان السابق المستقيل، دان حالوتس، في الفشل الذريع .. ويصور التقرير أولمرت على أنه كان دمية بيد العسكريين انجر إلى الحرب تحت تأثير هيئة الأركان وحدد أهدافاً لا يمكن تحقيقها.

 هذا وأنهت النيابة العامة الإسرائيلية إعداد لائحة اتهام خطيرة ضد د. بشارة تمهيدا لطلب أمر اعتقال دولي بحقه بعد خروجه من إسرائيل, ويشمل الأمر الدول التي وقعت مع إسرائيل اتفاقية تسليم متبادلة ما سيمنع بشارة من التنقل في كثير من دول العالم الغربي, وفيما سيقدم ضده تهمة مساعدة العدو بالمعلومات ومخالفة التخابر مع أجنبي وتبييض الأموال حيث توقعت مصادر قانونية إسرائيلية أن يحكم عليه بالسجن المؤبد إذا أدين بتهمة التخابر مع حزب الله.

في حين أعرب د . بشارة عن خشيته من قيام جهاز المخابرات التجسسي الإسرائيلي "موساد" باغتياله حيث انه تلقى عدة تهديدات على حياته، وأن جهات متطرفة في إسرائيل ربما تقدم على اغتياله عن طريق بريده الالكتروني, كما أبدى قلقه من قيام جماعات إسرائيلية بالتقاط صور لمسكنه ومنزله في مدينة الناصرة, وقال:" رغم قناعتي بان الموساد ربما يفكر في اغتيالي إلا أنني لست خائفا فأنا وطني عربي.

وكان بشارة الموجود الآن في العاصمة البحرينية المنامة أكد انه لن يطلب العفو من مجرمي الحرب الإسرائيليين موضحا "أن العرب في إسرائيل هم سكان البلاد الاصليون وأننا لم نهاجر إلى إسرائيل بل هي التي هاجرت إلينا".

 وقال بشارة على هامش مشاركته في مؤتمر الديمقراطية والتجارة الحرة : إنه لا ينوي التحول إلى لاجئ سياسي، مؤكداً أنه تنقل في دول عدة بعد استقالته من الكنيست، وأن دولاً عرضــت عليه الاستضافة ورحبت به ..

و في حين نفى بشارة أنه يسعى للاستقرار في منطقة الخليج العربي وقال : " انه لا يدري بعد أين سيستقر .. وتابع :" هناك علاقات طيبة تربطني بالجميع " .. أنا لم اخلق انطباعا أنني أبحث عن مكان للاستقرار فيه " ، و قال بشارة : عائلتي ما زالت في الداخل " إسرائيل" ولم أقرر بعد بشأن أي شيء ، كما أنني إنسان يعيش من دخل وظيفي، وتابع: لست صاحب رؤوس أموال أو لست بلا هموم .... لديّ هموم كي أستقر.. أما الاستقرار فلم أبحثه في الحقيقة مع أحد، والجميع كان مرحبا، وأنا أشكر الجميع.

هذا ورحب عضو المجلس السياسي لحزب الله، الدكتور احمد ملي في مقابلة له مع صحيفة " كل العرب " باستضافة عضو الكنيست العربي عزمي بشارة في حال طلب حق اللجوء السياسي في لبنان وقال: " نحن نقول مرحبا بكل المجاهدين على ارض لبنان".

و يذكر انه وخلال فترة الحرب الأخيرة على لبنان ( بين 12 يوليو/ تموز و14 أغسطس /آب 2006 )، قُتل نحو 1200 لبناني بينهم نحو 900 مدني في قصف صهيوني همجي استهدف المدن اللبنانية، في حين قُتل 117 جندياً إسرائيلياً إلى جانب" 41 مدنياً إسرائيليا " نتيجة الضربات الصاروخية لحزب الله على شمال " إسرائيل " خاصة في مدينة حيفا.