العسل السوقطري: الأفخر والأغلى في العالم

الإثنين 06 فبراير-شباط 2006 الساعة 09 صباحاً / مأرب برس / متابعات
عدد القراءات 8790

اكتشف مزارعان فرنسيا العسل الافخر والاغلى في العالم في جزيرة سوقطرة اليمنية في المحيط الهندي وهما يسعيان الى انقاذ هذا الانتاج المهدد بالنهب والضياع والذي يبلغ سعر الكيلو منه 180 دولارا. والعسل السوقطري بري وهو يتمتع بشهرة واسعة في العالم العربي باسره وتنسب اليه الكثير من الفضائل ليس اقلها استعادة الشباب والقدرات العلاجية الاخرى خصوصا وان العسل كما يحلو للجميع ان يرددوا قد ورد ذكره كعلاج في القران الكريم. وقد طارت شهرة العسل السوقطري في انحاء العالم العربي وخصوصا في الخليج العربي حيث يمكن للمواطنين تحمل اسعاره الغالية. وتشرح كاميليا سيرجان وهي فرنسية من اصل لبناني "ليس هناك ما يسمى بتربية النحل هنا. السكان يتسلقون الجبال الصخرية الوعرة حفاة لقطف العسل البري مخاطرين في معظم الاحيان بحياتهم وهم يبيعون الكيلو بـ15 يورو ليعاد بيعه بـ150 يورو للمستهلك". وقد اتت كاميليا (44 عاما) من ضواحي باريس مع زوجها تييري (46 عاما) وهي تقيم في سوقطرة منذ 2002 سعيا وراء هذا العسل الاسطوري الذي وصلت اخباره وفضائله اليهما. وتعلق الزوجان بالعسل الذي يتميز بطعمه القوي ورائحته النفادة في هذه الجزيرة التي تبعد 350 كلم الى الجنوب من اليمن ويسكنها قرابة 80 الف نسمة. وتتحدث كاميليا المتخصصة في العلوم النباتية بحماسة شديدة عن سوقطرة التي اذهلتها بتنوع نباتاتها التي تفوق 850 نوعا من اشجار العنبر الى التين البري الى العناب وانواع اخرى كثيرة ونادرة منها شجيرات تحتاج الى قرون لكي تنمو وعلى ازهارها يتغذى النحل البري. الا ان الثروة الاولى والاساسية للسكان في هذه الجزيرة الجرداء القاحلة هي قطعان الماعز بانواعها المختلفة التي تاتي على كل نبات وعلى جميع الازهار في الجزيرة وتهدد بتحويلها الى مساحات جرداء قد يختفي العسل البري فيها على مر الايام. وقرر الزوجان العمل على انقاذ الحياة البرية في الجزيرة وعلى مصدر الغذاء للنحل البري وراحا يعرضان على الاهالي تعليمهم على انتاج العسل كمصدر دخل لا يخجل اليمنيون من العمل فيه على عكس بعض زراعات الخضار.  وقام الزوجان بمساعدة السفارة الفرنسية في صنعاء التي قدمت لهما 50 الف يورو بثلاث دورات في سوقطرة لتدريب السكان من البدو على تربية النحل. واستقدم الزوجان 200 قفير والبسة واقية ودربوا بضعة عشر رجلا على استخدامها، وتمكنت كاميليا التي تتحدث العربية من اقناع الرجال ان يتركوا النساء يعملن في هذا الحقل ويأمل الزوجان بانتظار اول المواسم لعسل النحل الذي يتغذى على الازهار البرية ان يحصلا على المزيد من المساعدات المالية لتأسيس تعاونية تتولى تسويق افخر عسل في العالم. وفي هذا الاطار يقول الزوجان ان سكان الجزيرة الذين عاشوا لخمسة عشر عاما في ظل نظام اشتراكي (1970-1986) يعرفون تماما ماذا تعني كلمة التعاونية وهم يدركون ان الامر يتعلق بتحسين حياتهم.