آخر الاخبار

الاتحاد الأوروبى يتجاهل الغضب الاسلامي واحراق القنصلية الدنماركية فى بيروت وكوبنهاغن تحتجّ

الأحد 05 فبراير-شباط 2006 الساعة 06 مساءً / مأرب برس / متابعات
عدد القراءات 5797

 وكالات: أكدت مصادر لبنانية ان لبنانيين غاضبين اقتحموا مقر القنصلية الدنماركية فى القطاع الشرقى من بيروت وأضرموا فيه النار احتجاجا على نشر صحف أوروبية رسوما مسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم.وقال شهود عيان ان سحبا من الدخان الأسود تصاعدت من موقع القنصلية، وتم اقتحام القنصلية على الرغم من استخدام شرطة مكافحة الشغب مدافع المياه وقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين. ونقل عدد من المحتجين إلى المستشفيات القريبة لتلقى العلاج من الجروح الطفيفة التى أصيبوا بها، بينما سقط ثلاثة من رجال الدين الاسلامى الذين كانوا يقودون المظاهرة مغشيا عليهم بسبب الغازات المسيلة للدموع. وواصلت الشرطة تفريق المتظاهرين الغاضبين الذين كانوا يرددون عبارات "الله أكبر.. نبينا عظيم".وفى دمشق عاد الهدوء إلى محيط السفارتين الدنماركية والنرويجية فى دمشق بعد يوم واحد من إضرام النيران فيهما، وشوهدت السفارتان خاليتين من موظفيهما إلا من بعض شرطة مكافحة الشغب وبدت آثار الدمار والحريق واضحة على المبنيين. وقال الدكتور محمد حبش رئيس مركز الدراسات الاسلامية وعضو مجلس الشعب السورى إن ما قام به المتظاهرون كان للتعبير عن غضب المسلمين من الاهانات المتعمدة "لرمز كل مسلم فى العالم". لكن حبش رفض إحراق السفارات الاوروبية، قائلا إن هذا سيزيد من عمق الهوة التى تزداد يوما بعد يوم بين المسلمين والحضارة الغربية، مؤكدا أن التظاهر والتعبير هو أمر مشروع ويجب أن يدرك الدنمركيون أن هذه الصحيفة قد أساءت للمسلمين إساءة بالغة. وطالب النائب السورى باعتذار واضح من رئيس الوزراء الدنماركى قائلا: "فاعتذاره لم يكن كافيا .. لتجنيب العلاقات بين الدنمارك والعالم الاسلامى المزيد من الاضرار". من جانبه وصف النائب السورى جورج جبور إحراق السفارات بأنه "أمر مؤسف،" معبرا عن أمله أن لا يترك هذا أية تداعيات فى العلاقات السورية الاوروبية وخاصة مع الدول التى تضررت سفاراتها. وكان متظاهرون سوريون غاضبون قد اشعلوا السبت النار فى مبنيين يضمان سفارتى الدنمارك والنروج فى دمشق، وهاجم متظاهرون بعد الظهر مبنى مؤلفا من ثلاث طبقات يضم السفارة الدنماركية واشعلوا النار فى الطابق الارضى منه.وذكر شهود عيان أن مجموعات المتظاهرين اقتحموا أولا السفارة الدنماركية مستخدمين القضبان الحديدة كسلالم وأضرموا النيران فى أثاث خشبى بالمكتب وسرعان ما ابتلعت النيران المبنى المؤلف من ثلاثة طوابق. واستمر الدخان ينبعث من المبنى حتى وقت متأخر من مساء السبت فى الوقت الذى هرعت فيه عربات الاطفاء والاسعاف إلى مسرح الاحداث. وأدان محمد زياد الدين الايوبى وزير الاوقاف السورى أعمال العنف والحرق التى قام بها المتظاهرون، وقال "إنه من حقنا التظاهر والاعراب عن غضبنا إزاء ما نشرته الصحف الاوروبية ولكن ليس من حقنا اجتياز الخطوط التى وضعها الاسلام". وعلى نفس الصعيد قال المفتى العام لسوريا الشيخ الدكتور أحمد بدر الدين حسون إن مسيرة الاحتجاج التى جرت "بدأت بصورة منضبطة إلا أنها تحولت بفعل بعض المدسوسين الذين لا يفقهون لغة الحوار مع الاخر إلى هدم وحرق فى الممتلكات". ونقلت وكالة الانباء السورية عن حسون قوله " إننا لم نكن فى يوم من الايام معبرين عن غضبنا بهذا الاسلوب أبدا وأننا نؤمن دائما بأن الحوار مع الآخر يأتى بإرشاده وتعلميه لا بقتله وبأذيته وبحرقه". ولم ترد معلومات عن وجود موظفين داخل مبنى السفارة وقت وقوع الهجوم ولكن من غير المرجح وجود مصابين بين أفراد طاقم السفارة لان السبت هو يوم عطلة فى سوريا. وقام المتظاهرون بإلقاء الحجارة على المبنى وهم يرددون الشعارات قبل أن ينزعوا علم الدنمارك ورفعوا مكانه علم كتب عليه "لا اله إلا الله". وذكر شهود عيان أن المتظاهرين انتقلوا الى سفارة النرويج فى حى المزه وأضرموا النار فى المبنى المؤلف من أربعة طوابق رغم أن قوات حفظ النظام استخدمت القنابل المسيلة للدموع ومضخات المياه فى سيارات الاطفاء لتفريقهم.وجرى إخلاء مقر مركز الثقافة الدنماركى الواقع على بعد عدة كيلومترات من مقر السفارة الدنماركية وذلك خشية التعرض لهجوم مماثل، وقال المتظاهرون فى مواقع الهجمات إنهم يطالبون باعتذار من الحكومة الدنماركية.وبعد ساعات من وقوع الهجوم دعت الدنمارك والنرويج مواطنيهما إلى مغادرة سوريا على الفور وذكرت حكومتا البلدين أن الدبلوماسيين سيغادرون كذلك. وكانت سوريا استدعت منذ أيام سفيرها من الدنمارك للتشاور بسبب الاجراءات التى اتخذتها الحكومة الدنماركية ردا على حالة الغضب التى اعترت العالم الاسلامى إزاء الرسوم الكاريكاتورية للنبى محمد صلى الله عليه وسلم فى الدانمارك.احتجاج على الاحتجاجاتفى المقابل احتجت الدنمارك والنرويج والسويد لدى السلطات السورية بعد ما اضرم محتجون غاضبون النار فى سفارات هذه البلدان الاسكندنافية فى دمشق اثر نشر صحيفتين فى البلدين رسومات مسيئة للرسول الكريم ونصحت الدنمارك رعاياها بمغادرة سوريا وقالت انها ستسحب جميع مبعوثيها الدبلوماسيين، كما اعلنت النرويج انها ستتخذ اجراءات مماثلة.وأعرب الاتحاد الاوروبى عن إدانته لإحراق سفارات الدانمارك والسويد والنرويج فى دمشق واعمال العنف الاخرى المناهضة لاوروبا فى الشرق الأوسط لاسيما فى غزة.وأعلنت النمسا التى تتولى الرئاسة الدورية الحالية للاتحاد الاوروبى فى بيان لها " انه لا يمكن لهذه التصرفات ان تكون مشروعة تحت أى مبرر وهى غير مقبولة ابدا".واكد البيان ان "رئاسة الاتحاد الاوروبى تطالب كافة السلطات المعنية باتخاذ الاجراءات اللازمة لضمان سلامة المواطنين الاوروبيين وممتلكاتهم." .وبالاضافة الى ذلك دعت الرئاسة "بشكل عاجل" كافة الاطراف ذات الصلة الى ضبط النفس وكبح تصاعد العنف.

دعوة للهدوءمن جهة أخرى ناشد الأمين العام للأمم المتحدة كوفى انان المسلمين والدنمارك التزام الهدؤ فى هذه الازمة، وقال عنان فى تصريح صحفى السبت ان على الجانبين اجتناب تأجيج الموقف كما عبر عن أمله فى أن يكون الاعتذار مقبولا وأن يوضع حد لهذا الموضوع وأن لا تبذل أى محاولات لمعاقبة جماعة ليس لها علاقة باتخاذ اجراء ضد شخص بعينه أو صحفى أو صحيفه.وأضاف انان ان علينا أ لا ندع هذه القضيه تشوه سمعة الشعب الدنماركى بأكمله وأعتقد أن على اخوتى المسلمين قبول هذا الاعتذار.

بيروت- العرب أونلاين

بيروت- العرب أونلاين

بيروت- العرب أونلاين