حجة : انهيارات صخرية جديدة تقتل إمراه ومطالبات عاجلة بالتدخل لإنقاذ الساكنين

الأحد 12 أغسطس-آب 2012 الساعة 01 صباحاً / مأرب برس ـ علي حسن
عدد القراءات 4692
صور إنهيارات يوم أمس

لقيت إمرأة مسنه مصرعها اليوم بكحلان عفار تدعى "مريم الشرفية" إثر انهيارات صخرية جديدة كما تهدم منزلها بالكامل ليرتفع عدد ضحايا الانهيارات الصخريه في المنطقة الى 6 وإصابة خمسة آخرين في إنهيار مماثل خلال يومين.

وناشد المواطنون بمدينة كحلان عفار والقاطنين في سوق كحلان حيث يطل عليهم الجبل الذي تساقطت منه الصخور بسرعة إنقاذهم من الانهيارات الصخرية وتوفير ما يتطلب من الإيواء والمساعدات الإنسانية كون حياتهم باتت عرضة للخطر من تلك الانهيارات الصخرية بعد ان تساقطت وهدمت بعض المنازل التابعة لبعض المواطنين فيما منازل أخرى تبلغ من 60-80 منزل مهددة بالدمار .

وقال النائب عن الدائرة 245 أحمد محمد صوفان إن"الجبال المطلة على مدينة كحلان عفار أصبحت تشكل خطرا حقيقيا على المواطنين والمنازل التي تقع تحت الجبل الذي يقع عليه حصن كحلان عفار ، مشيرا بأن هذه الانهيارات هي بداية الخطر إذا لم يتم تدارك الأمر.

 وأكد رئيس لجنة الإغاثة الدكتور خالد العفاري أن هناك أكثر من 195منزل مهدد بالزوال جراء تساقط تلك الصخور .

وناشد المواطنون رئيس الجمهورية ومحافظ المحافظة والمنظمات الدولية والإغاثية سرعة زيارة المنطقة والوقوف على حجم الكارثة التي تهدد السكان في مدينة كحلان عفار.

وكان توفي يوم أمس بمديرية كحلان عفار محافظة حجة، امرأة حامل وطفلها وثلاث فتيات، وأصيب خمسة آخرين بجروح اثر تعرض منازلهم لانهيارات صخرية وقعت نتيجة الأمطار الغزيرة التي تشهدها عموم مديريات المحافظة.

وقد وجه المحافظ بتشكيل لجنة لإغاثة المتضررين كما وجه بتشكيل لجنة لحصر الأضرار على المواطنين.

وكشف تقرير رسمي بمحافظة حجة عام 2008م عن إمكانية حدوث انهيارات وشيكة لحصن كحلان عفار الأثري والتاريخي والجبل الذي يطل على المدينة .

وقال التقرير " إن الآلاف من أبناء مركز المديرية الواقعة منازلهم تحت الحصن سيتعرضون للخطر في حال سقوطه.

وحذر التقرير المرفوع من فرع الآثار والسياحة بالمحافظة في أواخر العام الماضي 2008م لقيادة المحافظة والوزارات المعنية – من تدهور حالة الحصن والتي وصفت بالسيئة ، وأن وضعه الراهن في وضع خطير ليس على الحصن بكافة مرافقه ، بل على حياة الأهالي الساكنين أسفل الحصن خاصة .

وأشار" إلى أن أكثر الجهات المتأثرة من الحصن والآيلة للسقوط الجهة الشرقية الواقعة أعلى منازل مدينة كحلان القديمة والتي ستجرف معها في حال سقوطها عددا من الصخور خاصة بعد تأثر الحصن بشكل عام بالأمطار التي سقطت خلال موسم العام الماضي والذي أدى إلى تعرض أجزاء من قلعة القاهرة التاريخية بمركز المحافظة للانهيار" .

وعزى التقرير أسباب احتمال تلك الانهيارات إلى تساقط أجزاء من الجهة الشرقية للحصن بسبب الأمطار وتهدم بعض مرافقه الداخلية إلى جانب أجزاء الطريق "الوحيدة" المؤدية إلى داخل الحصن و توسيع الفواصل بين الصخور الواقعة في مباني الحصن وانهيار كتل من الأتربة والمادة الموضوعة بين لبن البناء الأمر الذي اعتبره التقرير ما ينذر بالخطر على الأهالي قبل الحصن كموقع اثري وتاريخي .

وذكر التقرير: بأن الإهمال الذي عانى منه الحصن خلال السنوات الماضية والتقادم الزمني له الذي يعود بناءه إلى ما قبل سبعمائة عام تقريبا سبب في الانهيارات والشقوق التي يتعرض لها الحصن .

وأوصى التقرير بضرورة وضع الحلول السريعة والعاجلة لأهم جوانب الحصن وأخطرها عرضة للانهيار-على الأقل- تفاديا لحدوث أي انهيار له فوق سكان المدينة القديمة والقيام بإجراءات وقائية لمنع الانهيار ،وسرعة وضع المعالجات المقترحة وتنفيذها بصورة عاجلة.

 وأكد : على ضرورة ترميم الحصن باعتباره معلما أثريا ، وأن تسند مهمة أعمال الترميم للجهات ذات العلاقة بالأعمال الأثرية بحيث تعيد ترميم الحصن وفقا للمواصفات المتبعة في أعمال الصيانة للمناطق الأثرية والتاريخية حتى لا تدخلها أي نوع من أنواع أعمال البناء الحديثة تعمل على تشويه المزار كونه تاريخي .

يشار :إلى تاريخ الحصن يرجع إلى القرن السابع الهجري وقام ببنائه إلى الإمام المنصور عبدالله بن الحمزة الذي بناه كمركز حربي مهم ، على ارتفاع "ألفين وخمسمائة متر" فوق سطح البحر ، وقد شيد الحصن فوق مرتفع صخري شاهق يتم الصعود إليه عن طريق ممر ضيق يسير بمحاذاة الجبل في الجهة الشرقية ينتهي بسلم درجي صاعد مرصوف بأحجار يؤدي إلى مدخل الحصن الواقع على الجدار الشرقي للسور المحيط بالموقع .

ويعد حصن كحلان عفار من أبرز النماذج الرائعة المجسدة لفن العمارة الحربية اليمنية القديمة والفن المعماري الإسلامي ، كما توجد في مديرية كحلان عفار ما يقارب سبعة عشر موقعا أثريا أدرجت في قائمة المسوحات التي نفذتها الآثار والسياحة بالمحافظة خلال السنوات الأخيرة والتي تعاني مجتمعة من تدهور كبير في مبانيها وتحتاج إلى ترميمات للحفاظ على معالمها التاريخية وتأهيلها لتصبح مزارا سياحيا في المحافظة.