القاعدة تراجعت لكنها لم تهزم

الأربعاء 11 يوليو-تموز 2012 الساعة 08 مساءً / مأرب برس - ترجمة/ مهدي الحسني
عدد القراءات 4310
 
 

قد تكون القاعدة تراجعت في اليمن، لكنها لم تهزم. هذه على الأقل وجهة نظر أحد أبرز المراسلين في البلاد.

حرب الولايات المتحدة السرية هذا العام كانت الأشد ضراوة في اليمن،. تعتقد الولايات المتحدة اليوم أن أكثر التهديدات الأرهابية خطورة على أمنها، يأتي من هذه البلاد الفقيرة – اليمن - ، لا سيما عقب تدمير القاعدة في باكستان.

لكن في المقابلة التي أجراها مكتب الصحافة الإستقصائية مع حكيم المسمري، مراسل شبكة سي إن إن و رئيس تحرير يمن بوست، الصحيفة الناطقة باللغة الإنكليزية، قال إنه لا يعتقد أن القاعدة لم تهزم في اليمن.

يقول المسمري "أعتقد أن القاعدة لم تهزم، بل إنسحبت، و أعتقد أن القاعدة ستحقق مكاسب عدة في الأسابيع القليلة القادمة."

ويعتقد المسمري أيضاً أن صفقة قد تمت بين القاعدة و الحكومة. "بالأمس فقط تمكن خمسة أعضاء بارزين (من القاعدة) من الهرب من أحد السجون التي تفرض عليها حراسة مشددة، وقبل يومين، قام إثنين من المسلحين ممن يشتبه في إنتمائهم إلى القاعدة، قاما بالهرب من أحد السجون في عدن.... ثمانية و ثمانون مسلح من المشتبه في إنتمائهم لتنظيم القاعدة تمكنوا من الهرب من السجون خلال الأربعة الأشهر الماضية فقط. إنها إستراتيجية – الرئيس هادي يحتاج أن يكون قوياً، ويحتاج إلى إظهار نفسه في صورة الزعيم. و قد يعني ذلك في بعض الأحيان التعاون أو الإتفاق مع القاعدة لإخلاء (المناطق التي كانت تسيطر عليها) لكن بالمقابل يتم إطلاق سراح بعض أعضاءهم."

و قد سجل مكتب الصحافة الإستقصائية حتى الآن في العام 2012 عدد أكبر من الغارات الجوية في اليمن مقارنة مع أي من الأعوام الماضية، و المزيد من النشاط في باكستان. لكن من غير الواضح بدقة حتى الآن الجهة التي تقوم بتنفيذ معظم الغارات. و بالرغم أن هناك 63 غارة جوية في الأشهر الستة الماضية، إلا أن 17 غارة فقط تم تأكيدها من قبل المسؤولين الأمريكيين أو اليمنيين على أنها هجمات أمريكية.

المسمري، وهو أمريكي من أصل يمني، إنتقل إلى العاصمة اليمنية قبل 10 أعوام، يعد واحد من المراسلين القلائل في البلاد الذين يقومون بإنتظام بتغطية غارات الطائرات من دون طيار.

تحدثنا إليه بعد أيام فقط من دحر القاعدة في شبه الجزيرة العربية و حليفها المحلي من معاقلهم الجنوبية.

بدأنا بسؤاله إن كان بإمكانه التنقل إلى معظم المواقع التي شهدت قتالاً مؤخرا؟

حكيم المسمري: في الوقت الحالي كل الطرق أصبحت مفتوحة. سواء كانت شبكة سي إن إن أو يمن بوست، فإن الطرق أصبحت مفتوحة تماماً. نك روبرتسون من شبكة سي إن إن أيضاً أراد أن يأتي إلى الجنوب و استطعنا أن نحصل على التصاريح و التراخيص اللازمة له لدخول الجنوب. أصبح الأمر أكثر سهولة اليوم عما كان عليه قبل شهر.

مكتب الصحافة الإستقصائية سجل في تقاريره سقوط ضحايا مدنيين خلال ثلاث غارات من أصل 20 غارة. هل الغارات لا تؤدي إلى قتل مدنيين أم أنه لا يتم توثيق مقتل الضحايا المدنيين؟

حكيم المسمري: الضحايا المدنيين لا يتم توثيقهم على الإطلاق تقريباً. و الحالة الوحيدة التي يتم فيها توثيق ذلك، عندما تؤكد لي مصادر مستقلة الخبر، أو أن تقر الحكومة رسمياً خسائر في المدنيين. لكن معظم الوقت لا يتم توثيق ذلك، إلا عندما يتم إرغام الحكومة على الإعتراف.

هل تتوقع الآن حدوث أشياء جديدة قادمة من تلك المناطق التي خرجت منها القاعدة في الجنوب؟

حكيم المسمري: لأني أعتقد أن القاعدة لم تهزم، بل قامت بعملية إخلاء، أتوقع أن تحقق القاعدة مكاسب عديدة خلال الأسابيع القليلة القادمة، مقابل إخلائهم – تلك المناطق. بالأمس فقط هرب خمسة أعضاء قياديين من سجن محاط بحراسة مشددة جداً في اليمن. و قبل يومين، هرب إثنين من المسلحين من سجن في عدن. أعتقد أن الأمور ستسوء بشكل أكبر. كان مطلوب من القاعدة أن تنسحب لتعطي صورة جيدة عن الحكومة، لكن بالمقابل سيتم الإفراج عن قياداتهم و أعضائهم من السجن. هذا سيجعل القاعدة ضعيفة اليوم، لكن أكثر قوة غداً.

هل تعتقد أن هناك شيء سري يتعلق بعمليات الهروب من السجون؟

حكيم المسمري: نعم، ما يحدث من هروب من السجون ليس أمراً عشوائياً. ثمانية و ثمانون من المسلحين المشتبه بإنتمائهم للقاعدة هربوا من السجون خلال الأربعة الأشهر الماضية فقط. إنها إستراتيجية – الرئيس هادي يحتاج أن يكون قوياً، ويحتاج إلى إظهار نفسه في صورة الزعيم. و قد يعني ذلك في بعض الأحيان التعاون أو الإتفاق مع القاعدة للإنسحاب، لكن بالمقابل يتم إطلاق سراح بعض أعضاءهم و أن يستمر الحوار سرياً - تحت الطاولة – بين الحكومة و القاعدة.

مكتب الصحافة الإستقصائية بلندن- تقرير جاك سيرل

ترجمة مهدي الحسني

إقراء أيضاً
اكثر خبر قراءة الحرب على القاعدة