الصهاينة يتحدون الأمة الاسلامية ويهدمون الطريق المؤدية إلى باب المغاربة والمباني الأثرية الملاصقة لسور المسجد الأقصى الغربي التي تعود إلى العصر المملوكي

الثلاثاء 06 فبراير-شباط 2007 الساعة 09 مساءً / مأرب برس/ القدس المحتلة/ رندة عود الطيب/ خاص
عدد القراءات 3451

في خطوة وصفها الفلسطينيون بالتحدي للأمة الإسلامية جمعاء بدأت سلطات الاحتلال الصهيونية، اليوم الثلاثاء "6/2" بارتكاب جريمة هدم غرفتين من المسجد الأقصى المبارك وطريق باب المغاربة، الذي يُعد أحد بوابات المسجد الأقصى التاريخية، وذلك في إطار مخطط صهيوني خبيث لهدم المسجد الأقصى ، بشكل كلي، لبناء الهيكل المزعوم مكانه على أنقاضه .

وتحركت صباح اليوم الجرافات والآليات الصهيونية متجهة إلى المسجد الأقصى المبارك وهدمت الطريق المؤدية إلى باب المغاربة والمباني الأثرية الملاصقة لسور المسجد الغربي والتي تعود إلى العصر المملوكي ، مما سيتسبب في كشف أساساته وينذر بانهيارها .. 

وقامت جرفات الهدم الإسرائيلية بأعمال جرف وحفريات في الطريق التاريخية المؤدية إلى باب المغاربة وذلك بهدف إجراء تغييرات جذرية في محيط المسجد الأقصى المبارك لإعداد المنطقة لبناء الهيكل المزعوم.

هذا وتخطط شركة تطوير الحي اليهودي في البلدة القديمة من مدينة القدس لإقامة ممر علوي يربط بين أسطح بيوت الحي اليهودي والحي الإسلامي يشق البلدة من شمالها الى جنوبها .

وقالت صحيفة هآرتس العبرية : إن الشركة تسعى من خلال هذا المشروع الذي خططت له بمباركة السياسيين الإسرائيليين الى تمكين السياح الذين يزورون حائط المبكى والحي اليهودي من زيارة باقي أحياء البلدة عبر السير في ممر تقوم بترميمه فوق سطح المنازل.

وبدأت اليوم جرافات إسرائيلية بهدم سور خشبي، وغرفتين قرب حائط البراق بالمسجد الأقٌصى, وذلك بعد أيام من الكشف عن نفق جديد يجري حفره أسفل الحرم القدسي.

وانتشرت الشرطة الصهيونية بكثافة في القدس لتفادي حصول أي احتجاجات، كما أشارت سلطات الاحتلال الإسرائيلية إن الأشغال تهدف إلى تدعيم مدرج يصل إلى باب المغاربة كان قد تضرر من عاصفة ثلجية قبل عامين.

وكانت قوات الاحتلال قد منعت كل فلسطيني يقل عمره عن 45 عاما، من دخول الحرم القدسي الشريف والبلدة القديمة في القدس المحتلة لمنع أي مواجهات قد تحصل عقب الدعوة التي وجهها قاضي قضاة فلسطين إلى الاعتصام بالأقصى احتجاجاً على المخطط الإسرائيلي.

وحسب إدارة الوقف الإسلامي فإن قاعتين تحت الأرض تابعتين للمسجد تقعان تحت التل الذي تهدد إزالته أساسات الأقصى؛ وقال مدير قسم الحفريات في سلطة الآثار الصهيونية "جدعون أفني " : إن عمليات الحفر بعيدة عن المسجد الأقصى, ووصفها بأنها عمليات ترميم بسيطة وضرورية.

هذا وأغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، بوابات الحرم القدسي، وبوابات البلدة القديمة بالقدس، وسط انتشار كثيف لجنود الاحتلال والشرطة الإسرائيلية في محيط باب المغاربة، كما ونشرت وبشكل مكثف المئات من الجنود والشرطه في محيط البلدة القديمة وداخلها، وخصوصا في محيط باب المغاربة في القدس القديمة.

ومنعت قوات الاحتلال المواطنين من الدخول إلى البلدة القديمة، ومنعت الطلبة من التوجه إلى مدارسهم الواقعة داخل أسوارها، وان عدد من المواطنين ممن استطاعوا الدخول إلى الأقصى فجرا، لا زالوا متواجدين في باحاته.

تحدي للأمة الإسلامية

ووصف قاضي قضاة فلسطين الشيخ تيسير التميمي ما يحصل " اليوم " في مدينة القدس المحتلة بالتحدي للأمة الإسلامية، ورسالة أرادت أن توصلها إسرائيل إلى المتحاورين في مكة المكرمة ، مفندا الادعاءات الإسرائيلية التي تحدثت عن أن ما جرى في مدينة القدس كان بناء على اتفاق وعلم من الجانب الفلسطيني.

وقال التميمي :"ان هذا الكلام محض افتراء وكذب ولم يحصل، وكيان إسرائيل أصلا أقيم على الخداع، واعتقد انه لا يمكن لأحد أن يتفق على الاعتداء على المسجد الأقصى.

ودعا التميمي في مؤتمر صحافي عقد ه ظهر أمس في رام الله المتحاورين في مكة المكرمة إلى ضرورة الاتفاق حول كل القضايا والملفات العالقة وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وذلك لتفويت الفرصة على إسرائيل ..

من ناحيته أعرب مجلس الإفتاء الأعلى عن خشيته من أن تقوم سلطات الاحتلال بتنفيذ مخططها الرامي إلى هدم جزء من باب المغاربة، مستغلة أجواء الاحتقان في الساحة الفلسطينية، واتجاه الأنظار إلى لقاء مكة ..

نداء استغاثة

هذا ووجه الشيخ محمد حسين، المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية – خطيب المسجد الأقصى المبارك – نداء استغاثة إلى الفلسطينيين بشد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك لاعماره والدفاع عنه.

وأشار المفتي أن النداء جاء في الوقت الذي بدأت فيه سلطات الاحتلال بهدم الطريق المؤدي إلى باب المغاربة، معتبرا العملية هي بداية لوضع اليد على المسجد الأقصى المبارك والتدخل المباشر في شؤونه، موضحا أن هذه الخطوة هي سياسة فرض أمر واقع تفرضه سلطات الاحتلال على المسجد الأقصى المبارك للتدخل في شؤونه.

وناشد المفتي الحكومات والدول العربية والإسلامية تحمل مسؤولياتها في حماية المسجد الأقصى المبارك، وكذلك المجتمع الدولي والمنظمات ذات العلاقة بالضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف هذه الإجراءات التي تصب الزيت على النار، وحمل سلطات الاحتلال الإسرائيلية أي عواقب تنجم عن هذا الهدم.

وأضاف المفتي إن سلطات الاحتلال الإسرائيلية تستغل عدم استقرار الوضع الداخلي الفلسطنيي، وانشغال العالم بوصول المنبر الجديد لتقوم بأهدافها الخبيثة والمبيتة التي تكيد لكل معالم الحضارات السابقة خدمة للتهويد ..

   

كل قطرة دم فلسطينية تسيل في الاقتتال من شأنها زيادة قوة العدو

هذا ودعا رئيس المجلس التشريعي بالإنابة أحمد بحر المتحاورين في مكة الى الاتفاق الشامل للوقوف صفا واحدا لنصرة المسجد الأقصى ، وشدد بحر على أن الهجمة الاسرائيلية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني, وما يتعرض له المسجد الأقصى من تهويد وحفريات وتجريف لبناء كنيس, يتطلب الوقوف صفا واحدا لنصرته وانهاء كافة أشكال الاقتتال الداخلي, مشيرا إلى أن كل قطرة دم تسيل من شأنها اضعاف الوطن وتساهم في زيادة قوة الاحتلال الاسرائيلي وجبروته ..

 حماس : أي اعتداء على المسجد الأقصى سيؤدي إلى تفجير بركان غضب ضد الاحتلال 

وتظاهر اليوم الآلاف من أنصار حركتي حماس و الجهاد الإسلامي وكتيبة المجاهدين ولجان المقاومة مساء أمس ي في شوارع مدينة غزة منددين بالاعتداءات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى المبارك والتي استهدفت هدم أجزاء من السد الخشبي الملاصق لحائط البراق في محاولة لهدم المسجد الأقصى وتهويد القدس ، وطالب المتظاهرون بوقف الاقتتال الداخلي والوحدة الوطنية.. فيما دعت الحركة الإسلامية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48، كافة أبناء الشعب الفلسطيني والعالمين العربي والإسلامي إلى جعل يوم الجمعة القادم 9/2/2007م يوم هبة وانتفاضة "النصرة لأولى القبلتين وثالث الحرمين" المسجد الأقصى المبارك.

وحذرت حركة حماس العدو الصهيوني من الإقدام على تنفيذ مخططاته الإجرامية ضد المسجد الأقصى ، مؤكدة أن أي اعتداء على المسجد الأقصى سيؤدي إلى إنهاء التهدئة الجزئية مع العدو الصهيوني وسيؤدي إلى تفجير بركان غضب ضد الاحتلال وقطعانه، وعلى العدو الصهيوني أن يتحمل تبعات هذا العمل الإجرامي..

كتائب الأقصى تتوعد الاحتلال برد مزلزل إذا مس المسجد الاقصى

أما كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح فقد هددت الكيان الاسرائيلي، من المساس بالمسجد الأقصى متوعدة برد مزلزل بحجم الجريمة.

وقال " أبو قصى " الناطق باسم الكتائب في بيان صحافي (( وصل مأرب برس )) : ان المسجد الأقصى خط احمر، محملاً الاحتلال المسؤولية الكاملة في حال أي اعتداء أو إلحاق الأذى به، مهددة بعواقب قاسية علي دولة الاحتلال.

وهدد أبو قصي باستهداف الاحتلال في أي مكان للفلسطينيين وللشعوب العربية في كل مكان في فلسطين وخــــارج فلسطين، داعيا كافة مجموعات الكتائب لإعلان حالة الطوارئ والاستنفار لتسديد الضربات الصاروخية والنوعية للاحتلال في كل مكان.

ودعا الناطق باسم الكتائب كافة ابناء الشعب الفلسطيني في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس وفلسطيني 48 لشد الرحال واجتياز الحواجز لحماية المسجد الأقصى المبارك وإفشال المخططات الإسرائيلية الهادفة إلي تهويده وبناء الوهم الكاذب هيكلهم المزعوم.

الجهاد تحذر إسرائيل من المساس بالمسجد الاقصى

من ناحيتها حذرت حركة الجهاد الإسلامي إسرائيل من المساس بالمسجد الأقصى ومحاولات تهويده وهدمه.

وقال الشيخ نافذ عزام، القيادي في الحركة : إن قوات الاحتلال تحاول الاستفادة من الأجواء والظروف الإقليمية والدولية لتثبيت مشاريعها وخططها الهادفة إلى هدم وتهويد المسجد الأقصى.

  

وأضاف الشيخ عزام : إسرائيل تحاول بين فترة وأخرى التقدم خطوة باتجاه تكريس أمر واقع حول وتحت المسجد الأقصى، هذه حادثة خطيرة تستوجب ردود أفعال قوية فلسطينيا وعربيا وإسلاميا ودوليا، واضح تماما أن أي كلام لا يغني للحديث عن هذه الحادثة الخطيرة التي ترتكبها إسرائيل، نحن أكدنا دائما أن هناك خطط ومشاريع للمساس بالمسجد الأقصى والمساس بهذا الربط العظيم في هذا الصراع، والمساس بالمكان الذي يشكل ركنا ثابتا في وجدان وعقل وقلب كل عربي ومسلم.

قريع : يطالب الزعماء والقادة العرب والمسلمين بعقد قمة عربية عاجلة

من ناحيته أكد ، رئيس الوزراء الفلسطيني السابق ، أحمد قريع ، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، على أن إقدام الحكومة الإسرائيلية على الشروع بهدم طريق باب المغاربة، إحدى بوابات المسجد الأقصى المبارك، فإنها تضرب بعرض الحائط كل المشاعر العربية والإسلامية، مشدداً على أن الموقف بات يتطلب أكثر من أي وقت مضى، تداعي الزعماء والقادة العرب والمسلمين في قمة عربية عاجلة لوضع حد لهذه الغطرسة الإسرائيلية التي لا تمس الفلسطينيين وحدهم.

وقال قريع في بيان (( وصل مأرب برس )) :"يجب على القادة والزعماء العرب والمسلمين أن يأخذوا على محمل الجد ما يجري من جريمة إرهابية تستهدف أساسات المسجد الأقصى.

وأضاف رئيس الوزراء الفلسطيني السابق:"إن ما لم تستطع الحكومة الإسرائيلية أن تنتزعه سياسياً في المفاوضات ومفاوضات كامب ديفيد ومن ثم مفاوضات طابا على وجه الخصوص تريد إنتزاعه الآن بالجرافات وبغطرسة القوة ، منوهاً في هذا الصدد إلى ما تخططه الحكومة الإسرائيلية وما كانت قد طالبت به أثناء المفاوضات بالسيادة التحتية على المسجد الأقصى .

 وشدد قريع على أن المسجد الأقصى في خطر محدق، وقال :" بأقدامها على عملية الهدم هذه فإن الحكومة الإسرائيلية تلعب بالنار وعليها أن تتذكر جيداً بأن سماحها لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرئيل شارون بإقتحام المسجد في العام 2000 أطلقت شرارة إنتفاضة الأقصى وهي الآن تصب الزيت على النار لخلق إنتفاضة جديدة.

وأشار رئيس الوزراء الفلسطيني السابق ، إلى الموقف المتناقض للولايات المتحدة الأمريكية التي تدعي حرصها على إطلاق مفاوضات فلسطينية - إسرائيلية من ناحية، وتتعامى على ما يجري في القدس من إستيطان وبناء جدار وإستهداف للمسجد الأقصى من ناحية أخرى.

 وإعتبر قريع أن ما يجري في القدس بمثابة دعوة لحركتي فتح وحماس في غزة وكل أرجاء الوطن الفلسطيني للتوحد ووقف الإقتتال ونبذ الإحتراب، قائلاً :" إذا لم يكن الأقصى هو الذي يوحدنا فما الذي سيوحدنا ..؟

الشيخ صلاح يكشف، بالوثائق والخرائط، عن خطة صهيونية لهدم جزء من الأقصى

وكان الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية في الأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 48، قد كشف، بالوثائق والخرائط، النقاب عن الخطة الصهيونية الهادفة إلى هدم جزء من المسجد الأقصى ؛ وقال صلاح: "إن خطورة المخطط، الذي تعتزم سلطات الاحتلال تنفيذه اليوم، بأنه يتهدد بهدم غرفتين تقعان أسفل الحائط الغربي للمسجد الأقصى، أي في منطقة البراق، وإن هدمهما سيكشف عن مسجد البراق، الذي هو جزء من المسجد الأقصى، وسيسهل على أي معتد، في وقت لاحق، القيام بجريمته على مسجد البراق ثم المسجد الأقصى". ؛ وأشار رئيس الحركة الإسلامية في فلسطين المحتلة إلى أن المخطط يستهدف أيضاً إزالة طريق المغاربة، "الذي كان ذات يوم طريقاً إسلامياً تاريخياً، وقد تهدم بسبب الحفريات الصهيونية، وليس بسبب الثلوج، كما ادعى الصهاينة، كما تهدّم جزء من الجسور بسبب الحفريات ..