غزة تحترق بنار الفتنة .. 21 قتيل .. وأكثر من220 جريح خلال 24 ساعة

الجمعة 02 فبراير-شباط 2007 الساعة 06 مساءً / مأرب برس/ غزة / رندة عود الطيب / خاص
عدد القراءات 3394

ارتفع أعداد ضحايا الاقتتال الداخلي في قطاع غزة اليوم إلى 21 قتيلا وأكثر من 220 جريحا في أعنف موجة اشتباكات دارت منذ عصر أمس الخميس بين عناصر الأمن الفلسطيني وحركة فتح من جهة ؛ و بين القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية وكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس من جهة أخرى ..!!

واقتحمت قوات من امن الرئاسة وأخرى من قوات الأمن الوطني والأجهزة الامنية ليلة أمس الخميس الجامعة الاسلامية في مدينة غزة وأجرت عمليات تفتيش واسعة لها".

وقالت المصادر الأمنية والمحلية في غزة ": إن تلك القوات عثرت على كميات من الأسلحة والمتفجرات في هذه الجامعة استخدمت من قبل حركة حماس"، وعلى الصعيد نفسه تعرض مقر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس خلال ليلة الخميس وفجر أمس لاطلاق قذائف.

وذكرت حركة حماس التي تقود الحكومة الفلسطينية في بيان لها وزعته اليوم على الصحافيين أن القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية تمكنت من فك الحصار والعدوان علي الجامعة الإسلامية وعلي مقر وزارة الداخلية القديم المجاور للجامعة الإسلامية.

وقال بيان حماس: إن قوات من امن الرئاسة والقوة 17 قامت بمحاصره الجامعة الإسلامية والمقر القديم لوزارة الداخلية حيث يقع فيه موقع للقوة التنفيذية ، وقامت تلك القوات بقصف الجامعة الإسلامية ومقر الداخلية بالرشاشات الثقيلة وقذائف الار بي جي، مما أدي إلي اشتعال النيران في بعض مباني الجامعة الإسلامية . 

في غضون ذلك ذكر شهود عيان ومصادر فلسطينية أن عناصر من كتائب القسام والقوة التنفيذية سيطرت على مقار الأجهزة الفلسطينية في شمال قطاع غزة ، وقالت تلك المصادر : ان القسام سيطر على مقرات المخابرات والوقائي والقوة ال 17 ..وتعرض مقر الشرطة الرئيسي وسط مدينة غزة تعرض كذلك للقصف بقذائف الهاون سقط عدد منها على مقر جهاز الامن الوقائي الفلسطيني فيما استهدفت أخرى مقر جهاز المخابرات العامة شمال مدينة غزة.

من جهة ثانية أكد مصدر امني فلسطيني أن القوة التنفيذية وعناصر القسام سيطروا على مركز حفظ النظام والتدخل التابع للشرطة الفلسطينية قرب ستاد "اليرموك" في مدينة غزة.. وأوضح شهود عيان انه تم إطلاق قذائف ونيران على المركز الذي يضم موقع التدريب الشرطي قبل اقتحامه والسيطرة عليه.

ونفى اليوم الدكتور كمالين شعت، رئيس الجامعة الإسلامية في غزة، الأنباء التي روجتها بعض وسائل الإعلام الاسرائيلية عن وجود خبراء إيرانيين في الجامعة، وقال شعت:" لا ادري من أين تأتي هذه الأقوال فنحن منذ ثمانية اشهر لم نتمكن من إدخال محاضر واحد للجامعة، رغم حاجتنا الشديدة لهم، موضحا أن الدراسة الآن معلقة في الجامعة حتى إشعار آخر.

وأقدم مسلحون على مهاجمة المقر العام لاتحاد عمال فلسطين شمال مدينة غزة قبل أن يشعلوا النيران في مقر إذاعة عمال فلسطين، وكما ذكر مصدر مسئول في الإذاعة أن المسلحين قاموا بتفجير عدة عبوات ناسفة في مقر الإذاعة.وقد نفت حركة حماس الاتهام الموجه إليها بحرق الإذاعة وقالت : إن لا علاقة لها بالأمر.

 هذا ودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى وقف الإقتتال فورا ، وقال للصحافيين في رام الله : "على جميع الأطراف في غزة أن تتوقف فورا عن هذه الأعمال التي تضر بمصالح الشعب الفلسطيني؛ وأضاف عباس : "أوجه ندائي إلى كل الفلسطينيين بغض النظر عن انتمائهم لوقف نزيف الشعب الفلسطيني".

و وجه رئيس الوزراء الفلسطيني ، اسماعيل هنية النداء من جديد للمتقاتلين في غزة إلى وقف إطلاق النار وحماية المؤسسات والحفاظ على مقدرات الشعب، وفي مقدمتها الجامعات التي تمثل منارات العلم والحضارة ؛ وطالب هنية الإدارة الأمريكية برفع يدها عن الشعب الفلسطيني كي لا يقع في حرب أهلية معتبرا الضغوط الأمريكية الإسرائيلية وتدخلاتهما السافرة ، لمنع قيام حكومة وحدة وطنية انطلاقاً من الرؤية الفلسطينية، سببا في استمرار التوتر على الساحة الفلسطينية؛ كما طالب رئيس الوزراء اللجنة الرباعية إلى اتخاذ قرار جرئ برفع الحصار عن الشعب الفلسطيني؛ وجدد هنية مطالبته للدول العربية بتحمل مسؤولياتها القومية في كسر الحصار وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، وعدم البقاء في موقع المتفرج على الحريق الذي يلتهم الساحة الفلسطينية .